انشغل جميع محبي الرياضة في العالم العربي منذ مساء الأمس وحتى صباح اليوم ، بخبر مزعج مفاده أن إدارة نادي برشلونة الإسباني قدمت دعوة رسمية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لحضور مباراة الكلاسيكو القادمة في الكامب نو لتكريمه.
جميع هذه الأخبار المتناقلة تحدثت بغضب و استنكرت هذا الفعل دون التحقق من حقيقة الأمر ، هل فعلاً تمت الدعوة أم أنها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة ؟ هل فعلاً أقدمت إدارة برشلونة على القيام بخطوة غير محسوبة كهذه ستنزل بشعبية النادي في المنطقة العربية إلى الهاوية ؟ أسئلة طرحناها على أنفسنا ، وجدنا بعض الإجابات و سنعرضها عليكم.
تفاصيل وكواليس الموضوع كما تبدو حتى اللحظة ، بأن أحد الوزراء الإسرائيليين السابقين ، كان قد نقل لإدارة برشلونة أن جلعاد شاليط والذي كان أسيراً لدى المقاومة الفلسطينية واحد من عشاق نادي برشلونة ، وقد فاتته الفترة الذهبية للنادي بين عامي 2006 و 2011 أثناء أسره ، ودعاهم لأن يقوموا باستقبال جلعاد في برشلونة تكريماً له.
إدارة برشلونة وافقت على الأمر لكنها لم تحدد موعداً لتنفيذه ، ويقال الآن بأن الإدارة وجدت في لقاء الكلاسيكو القادم فرصة مناسبة لهذا الأمر وأنها وضعت اسم جلعاد ضمن المدعوين ببطاقات الVIP ، تسرب هذه الأنباء أحدث ضجة داخلية في الشارع الإسباني بقيادة أبناء الجالية الفلسطينية هناك ، ما دعى أحد أعضاء النادي لسؤال الرئيس ساندرو روسيل السبت الماضي عن حقيقة الأمر وهل أنه فعلاً سيدعو جلعاد للمباراة ، جواب روسيل كان بالنفي وأنه بالفعل وافق على الفكرة لكن دون تحديد موعد ، لكن تسريبات الموظفين المعنيين بإرسال الدعوات ذكروا بأن شاليط قد استلم دعوته فعلياً ، وتحدثت بعض المصادر الصحفية في اسبانيا واسرائيل عن الأمر.
السيد موسى عامر عودة ، أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في إسبانيا ، قام فور علمه بالخبر بحملة لجمع التوقيعات ورفع عريضة شديدة اللهجة للسيد ساندرو روسيل ، أعلمه فيها برفضهم لهذه الدعوة ، وتسائل كيف يمكن لبرشلونة أن يظهر هذا التعاطف والرغبة في تكريم جندي محتل لمجرد أسره ، وتغض الطرف عن 4660 أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية بينهم أطفال وسيدات وكبار في السن ، وذكره بأن ما قامت به الجالية الفلسطينية العام الماضي في مباراة كرة السلة بين برشلونة ومكابي تل أبيب سيحدث إن أصرت الإدارة على عدم سحب دعوتها أضعاف أضعاف ما حصل سابقاً ، ودعى السيد موسى عودة كل المهتمين بالأمر بتوجيه رسالة للبريد الشخصي للسيد ساندرو روسيل رئيس برشلونة لثنيه عما يدور برأسه.
القضية ما تزال شائكة ومعلقة ، ولا يمكن الجزم بصحتها واتخاذ موقف معين إلا بعد مدة لمنح إدارة برشلونة فرصة للرد على الأمر بشكل رسمي ، سواء بالنفي أو التأكيد أو سحب الدعوة .
اضف تعقيب