X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
16/03/2019 - 11:51:35 am
ذكرى ميلاد محمود درويش ؛ ١٣ آذار ١٩٤١

ذكرى ميلاد محمود درويش ؛ ١٣ آذار ١٩٤١

 درويش 78 عاما 

في محاولة لتدقيق السيرة ؛
سيرته، سيرة شعبه / الحلقة الأُولى

محطّاته:
البروة . عكا . رميش . جزّين . النّاعمة . الدّامور . البروة . دير الأسد . كفرياسيف . حيفا

[- عن ذكريات الطفل محمود درويش، ابن الخامسة، في (البروة)؛
- وعن الطفل اللاجىء، ابن السابعة - الثامنة في (جزين) و (الرميش) و (الدّامور)؛ في الحلقة القادمة ]
.
السيرة - ١ 
.
ولد محمود درويش في ١٣ آذار ١٩٤١ في قرية البروة الفلسطينية (التي تقع في الجليل - شرق ساحل عكا).
.
اضطرت عائلته الى النزوح من البروة عام ١٩٤٧ تحت دوي القنابل - حين كان في السادسة وشهور عدّة من عمره، ووجد نفسه وجميع أفراد أُسرته الصغيرة (الوالد سليم، والأُم حورية، والأشقاء على التوالي: أحمد، فزكي، والطفل نصوحي / ترتيب محمود يأتي بين أحمد وزكي. أمّا باقي الأشقاء والشقيقات فقد ولدوا بعد النكبة)، مع عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، بعد أن تعرض الشعب الفلسطيني للاقتلاع وتدمير مدنه وقراه.
.
بعض هذه السيرة اعتمد عليه إميل حبيبي في سرد وقائع اقتلاع الفلسطينيين من وطنهم في روايته الشهيرة "المتشائل". حتى تفاصيل معاناة شقيقه الطفل ابن الأقل من عام مؤرّخة في الرواية، اعتمادًا على ما رواه لإميل حبيبي محمود نفسه.
.
يقول محمود (في حوار مع عبده وازن):

(( ولدت في قرية تدعى (البروة)، ثم انتقلنا كعائلة الى لبنان خلال حرب 1948. شُرّدنا وهُجّرنا. اضطررنا على الهروب مع أهل القرية الى شمال فلسطين، ثم الى لبنان، وأول قرية لبنانية أتذكرها هي (رميش). ثم سكنا في (جزين) في البداية، الى أن هبط الثلج في الشتاء. وفي (جزين) شاهدت للمرة الأولى في حياتي شلالاً عظيماً. وقبل سنتين زرت (جزين) ولم أجد الشلال. ثم انتقلنا الى (الناعمة) قرب (الدامور). وأتذكر (الدامور) في تلك الفترة جيداً: البحر وحقول الموز... كنت في السادسة من عمري، لكن ذاكرتي قوية وعيناي ما زالتا تسترجعان تلك المشاهد. كنا نتصرّف وكأننا سياح... فنحن خرجنا من القرى كي يتمكّن (جيش الانقاذ) العربي من مواصلة الحرب وتحرير الأراضي. وكنا ننتظر انتهاء الحرب لنعود الى قرانا. لكن جدي وأبي عرفا ان المسألة انتهت، فعدنا متسللين مع دليل فلسطيني يعرف الطرق السرية الى شمال الجليل. وقد بقينا لدى أصدقاء الى ان اكتشفنا ان قريتنا (البروة) لم تعد موجودة. فالعودة الى مكان الولادة لم يتحقق. عشنا لاجئين في قرية أخرى اسمها (دير الأسد) في الشمال. كنا نسمى لاجئين ووجدنا صعوبة بالغة في الحصول على بطاقات إقامة، لأننا دخلنا في طريقة غير شرعية، فعندما أُجري تسجيل السكان كنا غائبين. وكانت صفتنا في القانون الاسرائيلي: (الحاضرون - الغائبون)، أي اننا حاضرون جسدياً ولكن بلا أوراق. صودرت أراضينا وعشنا لاجئين. ))
.
هذه الصفة - بالنسبة لـ "القانون الاسرائيلي" - لازمته طول حياته. إذ أن أرقام هويّات "الحاضر- الغائب" تتّبع تسلسلاً مختلفًا عن باقي المواطنين، وبما يترتّب عن ذلك من تفرقة وإجحاف.

[[. ثم يرد الشاعر على سؤال عبده وازن عن نشأته (ضمن حوار طويل له نشر على خمس حلقات خمس في صحيفة «الحياة» اللندنية ثم ضمنه كتابه عن درويش: 
وهنا وقع التباس، فخطأ، ما بينهما حول ٤ سنوات من نشأة الشاعر، وهي فترة الدراسة الثانوية، أدى الى خطأ في التوثيق؛ فانتقلت هذه المعلومة وتدحرجت الى أماكن أُخرى من المؤكد ان عليها الا تخطىء. فمحمود درويش درس المرحلة الثانوية في كفرياسيف، أقرب الثانويات من القرية التي لجأ اليها أهله، دير الأسد، وليس كما ورد في حوار وكتاب عبده وازن، ولا في «السيرة الذاتية» التي تنشرها «المؤسسة» التي تُعنى بالحفاظ على تراثه، وسيرته في صلبه. خاصة ان هذا يتعارض تمامًا مع «وثائق» تعرضها هي نفسها أمام الجمهور ]]

فقد ظهر في «الحوار» الهام والشامل، ثم في كتاب «الغريب يقع على نفسه» لعبده وازن مؤلفه ومن قام بإجراء الحوار:

(( - أنا نشأت (في حيفا) (وهذا غير صحيح) بعدما انتقلت العائلة الى قرية أخرى اسمها (الجديدة) بنى أبي فيها بيتاً. وفي حيفا عشت عشر سنين (وأنهيت فيها دراستي الثانوية) / (وهذا بالطبع خطأ) .. ثم عملت محرراً في جريدة "الاتحاد" وكنت ممنوعاً من مغادرة حيفا مدة عشر سنوات. كانت إقامتي في حيفا إقامة جبرية.

ثم استرجعنا هويتنا، هوية حمراء في البداية ثم زرقاء لاحقاً، وكانت أشبه ببطاقة إقامة. كان ممنوعاً عليّ طوال السنوات العشر أن أغادر مدينة حيفا. ومن العام 1967 لغاية العام 1970 كنت ممنوعاً من مغادرة منزلي، وكان من حق الشرطة أن تأتي ليلاً لتتحقق من وجودي. وكنت أعتقل في كل سنة، وأدخل السجن من دون محاكمة. ثم اضطررت على الخروج. ))

من حيفا - وكما هو معروف - سافر الى موسكو للدراسة فحسب، وهناك قرر عدم العودة الى البلاد فرتّب أمره وانتقل الى القاهرة، عام ١٩٧١.
.
وجدت عائلة درويش قريتها (البروة)، بعد العودة إلى البلاد، في ١٩٤٩، وقد تحوّلت إلى أطلال، بعضها حاضر حتّى الآن، أما على غالبية أراضيها فقد أُقيم عليها مستوطنتان: قرية زراعية استيطانية (موشاڤ) تدعى (أحيهود)، ومن الناحية الشمالية كيبوتس (يسعور).
درس محمود في الصفوف الإبتدائية في قرية البعنة، ثم في دير الأسد حيث أقاموا بعد العودة من لبنان (وهما بلدتان ملتصقتان). 
.
ثم وهو في سن الرابعة عشرة انتقل وأُخوته للعيش في غرفة مؤجرة للدراسة في ثانوية كفرياسيف التي اسمها كان كما الآن - «ثانوية ينّي ينّي»، وليس كما يُشاع ويوثّق خطأً. بغض النظر إن كانت لحُسن نيّة أو نوايا مغرّضة.
.
من هناك، وهنا الرواية لحورية الوالدة - عندما سألتها لتدقّق هذه المسألة - قالت: (لقد فلّ من هناك إلى حيفا)؛ يعني من الثانوية في كفرياسيف، إلى حيفا مباشرة. 
.
الدقيق في هذه المسألة استقيته من حوارات ثلاثية لنا: محمود وحوريّة وبحضوري المشاكس (سآتي على تفاصيله، وهو موثّق بصور خاصة لم تنشر أبدًا)، وقد جرى في أكثر من أُمسية سهرناها معها سويّة. آخرها عندما ودّعها للسفر إلى تلك السفرة المشؤومة. 
هي كانت بالغت قليلاً لكي تعبّر عن عدم رضاها من شحّة رؤية ابنها والعيش الطبيعي معه.
.
الحقيقة أن محمود ولمدة حوالي السنة، بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية، كان عمل في قطف التفاح في كيبوتس (عين شيمر)، وهذه تفصيلة غير معروفة. سمعتها منه ومن شقيقه الأصغر -نصوحي- وكان صبيًا - حيث كان ينتظر عودة شقيقه في آخر الأُسبوع بفارغ الصبر توقًا للروائح الزكية التي كانت تفحُّ من "حقيبة" محمود مع أشيائه الشخصيّة من ملابس وكتب وصحف.
.
وفي موازاة زمنيّة مع هذه التفصيلة كان محمود من ناحية يكتب الشعر وينشره في الصحف الشيوعية "الاتحاد" (وملحقها الأدبي في ذلك الزمان "الجديد") التي كان رئيسها إميل حبيبي، وفي الوقت ذاته كتب عدة تقارير صحفية اجتماعية- سياسية هادفة شجاعة في صحيفة "المرصاد"، باللغة العربية. 
.
سأبحث عن تلك الفترة الضائعة من سيرته وكتاباته المتشعّبة. وأود التنويه -والتنويه مهم-، أنه لم يعمل هناك موظّفًا كما يعنّ على بال البعض أن يلصقها بسيرته.
.
بموازاة انتقال العائلة من دير الأسد إلى مستقرهم الأخير قرية (الجديدة) البعيدة عن أرضهم الأُولى (البروة) مسافة مدّ النّظر، وقد بنوا بيتًا خاصّا - كان الروائي إميل حبيبي - الذي رئس "الاتحاد" وكان عضوًا في البرلمان / الكنيست، في الوقت ذاته، قد دعا الشاعر الناشئ للعمل رسميًا في الصحيفة. وهو ما كان. ففلّ - على قول حورية - إلى حيفاه التي رأى فيها وكانت له بيتًا وملاذًا.
.
في سبيل الدقّة، ومنعًا للبس: كان ممنوعًا فعلاً من مغادرة منزله في حيفا ولكن بعد ساعات المغيب وحتى مشرقها. وكان سافر إلى أهله مرات معدودات بالتهريب، دون إذن، ولكن كانت سيارات الشرطة وتصل الى بيت أهله بعد سويعات قليلة.
.
أمّا هو فلم يكن يسمح للشرطة، ولا لأذرعها المخابراتية، بالاقتراب من بيت العائلة والعبث به، فقد كان يخرج إليهم منتصبًا شامخًا ورأسه يُطاول السّماء. 
الوصف لحورية والخيال لكاتبة هذه السطور.
.
من حيفا (بين ١٩٦٠-١٩٧٠) خرج لمرتين وحيدتين فقط : واحدة الى تل أبيب، والأُخرى إلى القدس (الغربية). 
.
الأولى - إلى تل أبيب- بإذن عسكري قام بخرقه. سأسرد عنه ما لم يكتب حتى الآن. والمرة الثانية عندما سافر إلى «الجامعة العبرية» في القدس، بدعوة من الطلاب العرب فيها، بدون إذن، لأنهم لم يلبوا طلبه - واعتقل على إثر ذلك.
.
كنّا سويّة عندما زار تل أبيب -وبالأحرى يافا- لأول مرة في حياته عام ١٩٩٦. عندنا أُدخل سرًّا إلى البلاد، للقاء معلّمه وصديقه إميل حبيبي الذي كان على فراش الموت، وحصلت في تلك الزيارة أُمور تشابه الخيال . 
.
السفرة الأولى الى يافا، التي ذكرتها آنفًا، كانت الى قاعة الندوة ومنها عودة الى حيفا مباشرة. (سأُفصل رحلته الأولى قي حلقة قادمة). 
ولكن، ومع غرائبية تلك الزيارة، الثانية، إلا أننا نجحنا في تناول ألذ سمكة بحر، وشربنا نبيذًا وصفه هو بـ "المعطّر"، على أجمل شاطىء في فلسطين، بعد حيفا، وكان في ناحية خاصة من شاطىء يافا - حيث لا يفصل التلة التي جلسنا عليها والبحر إلاّ رذاذ الأمواج. 
.

- عن ذكريات الطفل محمود درويش، ابن الخامسة، في (البروة)؛
- وعن الطفل اللاجىء، ابن السابعة - الثامنة في (جزين) و (الرميش) و (الدّامور)؛ في الحلقة القادمة.
- عن وقائع الزيارة الأُولى لمدينة يافا / تل أبيب، في الستينات؛
- وعن الزيارة الثانية للمدينة عام ١٩٩٦، بعد دخوله الأول الى البلاد، والسرقة المشبوهة لحقيبته بطريقة تشابه الخيال، وقضاء ليلة في مركز شرطة يافا، ومن هناك الى رام الله الساعة الثالثة فجرًا؛ في حلقة خاصة، ليس في هذه السلسلة.

في الصور:
- الشاعر من ذاك الزّمن (١٩٧١).
- البروة، البروة الحقيقية - في ذاك الزمن والآن.

(مستعادة، منقّحة ومزيّدة) ( ومنقولة عن فيسبوك الاخت الغالية سهام داود)




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت