X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
01/05/2019 - 08:35:20 am
23 عاما على رحيل إميل حبيبي ـ (1922- مطلع أيار 1996) إميل حبيبي الأبقى!

23 عاما على رحيل إميل حبيبي ـ (1922- مطلع أيار 1996)

إميل حبيبي الأبقى!

 

وصلتُ إلى مكاتب "الاتحاد" في شباط من العام 1983 بعد أن اصطاد إميل حبيبي بعض "مقالات" لي نشرتها الجريدة. اقترح أن أنضمّ إلى أسرة التحرير عشية صدور "الاتحاد" جريدة يومية. قبلتُ.

بعدها، بدأت التعرّف على الرجل وفكره وأدبه عن كثب. وكنتُ قبلها أعرفه عن بُعد كقارئ.

وأنا على هذا البُعد من تلك الأيام ومنه، أجزم أنه المفكّر الأهمّ في حياة الحزب الشيوعي والمجتمع العربي في إسرائيل حتى وفاته.

هناك مَن يُحاول اختزاله في رائعته "المتشائل". وهناك مَن يُحاول أن يختصره في "جُهينة" أو في حضور له في يوم الأرض أو مناسبة وطنية. وهناك مَن يُركز على كونه قائد حزبي فعل أو لم يفعل هذا أو ذاك. وأنا كمن أصغى إليه في الجهة الأخرى لطاولة التحرير أو في أمسيات الاحتفال بالذكرى السنوية لصدور "الاتحاد"، وكمن سمع منه الملاحظة والنقد والتوبيخ والمديح والإطراء والتشجيع، وكمن قرأه من ألفه إلى يائه، أخرج بانطباع لا أستطيع التحرّر منه، أننا لم نفهمه.

لم نفهمه لأننا قرأناه معصوبي الأعين وسمعناه على اختلاف معه وتعاملنا معه على أنه "غريب" في الحيّز الذي أنتجه ورفاقه، وفي اللغة التي أبدعها هو. كثيرون ممن عملوا معه لم يفهموه ولم يلتقطوا بثّه. كثيرون كانوا كسالى فلم يبذلوا جهدا كي يُدركوا ما فكّر به. أمر مشابه حصل مع محمود درويش لاحقًا، وليس صدفة!

بقدر ما كان جزءا من جماعة وحزب ورفاق وهيئات، بقدر ما كان فريدا متميّزا ووحيدا. لم يكن بالإمكان إخفاء هذه الفرادة وهذا التميّز. مثلا، يوم أصرّ على ضرورة عقد مؤتمر الجماهير العربية المحظور في نهاية العام 1980، أو يوم أصرّ على ضرورة تأييد البيرسترويكا في الاتحاد السوفييتي واعتمادها في الحزب الشيوعي الإسرائيلي. ويوم أصرّ على إصدار "الاتحاد" يومية كصحيفة شعب، وأطلق حملة مالية حزبية وشعبية لاقتناء مطبعتها الحديثة.

إميل حبيبي، كما عرفته، كان العقل المفكّر والمدبّر، ليس في حزبه فقط بل في قيادة مجتمعنا هنا. كان بحاجة إلى الأدب كي يتصالح مع ذاته السياسية. وإلى السخرية كي يواجه القهر والقُبح وإلى التجريب كي يتجاوز واقعه. وفي كل هذه كان مُبدعًا وخلّاقًا ومتميّزا. كان حكيما يرى ما وراء زمانه وسياقه في وقت لم يرَ الآخرون أبعد من قرار الهيئة الحزبية.

عرفته ورافقته عقدا وثلاث سنوات كانت كافية كي آخذ منه ما استطعت وأن أقول بفخر أنني تلميذه وهو معلّمي.

إميل حبيبي أكبر بكثير من صورته في موقع "الجبهة" وأبعد بكثير من تلك الاقتباسات القصيرة المأخوذة عن إبداعاته.

إميل حبيبي، عندي على الأقلّ، أبقى وأكثر إسهامًا وعطاء من حزب، وأكبر من كلّ تمثيلاته.







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت