"حرية" يوم الجمعة 23.3.2012 في قصر الثقافة معلوت ترشيحا
موقع الغزال
"حرية" هو الاسم الذي أطلقة المخرج ناظم الشريدي، من مدينةأم الفحمعلى المونودراما المسرحية التي تروي قصة والده محمد يوسفالشريدي، الذي رحل في المملكة العربية السعودية أثناء سفره لأداء العمرة، قبل 15سنة، فووري الثرى في مقبرة البقيع في المدينة المنورة. و "حرية" هو الاسمالذي كان المرحوم قد أطلقه على إحدى بناته، تيمناً بأغنية محمد عبد الوهاب «أحبعيشة الحرية» التي كان يردّدها الشريدي في زنازين السجون الإسرائيلية التي أمضىفيها قرابة عقد من عمره، بسبب نضاله، كما يقول نجله المخرج ناظم الشريدي، مضيفاً انوالده اختار له اسم ناظم تيمناً بالشاعر التركي ناظم حكمت، واختار لشقيقته الثانيةاسم فالنتينا، تيمناً برائدة الفضاء السوفياتية فالنتينا تيريشكوفا. فمحمد يوسف الشريدياللاجئ من قرية اللجون الفلسطينية المهجرة، كان ثائراً عنيداً، عمل تحت قيادة عزالدين القسام ومن ثم في فصائل الثوار الفحماويين أمثال يوسف الحمدان، وعلي الفارس،الذين أشعلوا فتيل الثورة في أم الفحم واللجون ووادي عارة ضد الانتداب البريطانيوالهجرة الصهيونية إلى فلسطين. ولم تهدأ شوكة الشريدي بعد النكبة، فخاض طوال فترةالحكم العسكري الذي فرضته إسرائيل على الأقلية الفلسطينية في منطقة 48، نضالاًعنيداً في صفوف الحزب الشيوعي ضد التمييز والاضطهاد القوميين واعتقل مراراً فيالزنازين الإسرائيلية، فعذب، لكــنه لــم يتــراجع. في "حرية" يتابع الشريديتفاصيل المعاناة التي عاشها والده والآثار التي خلفتها في أسرته، اعتماداً علىأقوال شهود جمعها من رفاق والده وأسرته، وتفاصيل عاشها شخصياً في طفولته. ويقول أن «الهدف من هذا العمل هو تعريف الأجيال الصاعدة بهذا الموروث النضالي الملحميلأبـــي فــي شكـــل خــاص، ولمـــسيرة ســنوات الجمــر التــي عاشــها شــعبناالفلسطيني عموماً بدءاً من عهد الأتراك، مرورًا بالانــتداب البــريطاني ووصولاًلنكــبة فلســطين ومــن ثم مــلاحــقة إســــرائيل الشــيوعيين الأحرار وزجهم فيالسجون أبان الحــكم العسكري فــي الخمســينات والســتينات، والتــي دفــع أبــيثمــنها ثماني سنوات ونــصف ســنة من عــمره في الــــسجونالإســرائيلية». الممثل الحيفاوي إياد الشيتي حمل على كاهله عبئاًثقيلاً بموافقته على القيام ببطولة المسرحية وحيداً، حيث اضطر إلى تقديم 25 شخصيةمختلفة رافقت سيرة حياة المناضل الفحماوي، يقول «كان الأمر صعباً خصوصاً في مايتعلق بالتمييز بين كل شخصية والتحوّل من شخصية الى أخرى بانسياب ومن دون فواصل».ومن المــصاعب الــتي واجهها، إتــقان لــهجة أهل المثلث التي تختلف كثــيراً عــنلــهجته الحــيفاوية. وقد واجه صعوبة واضحة في نطق حرف الكاف، الذي ينطقه أهلالمثلث «تشاف». ويعتبر ان لغة المسرحية كانت بمثابة تحدّ ودراسة له. المسألة الأخرىالتي يقول انه استصعبها في العمل تكمن في حقيقة ان بعض الشخصيات التي يتناولهاالعمل ما زالت على قيد الحياة وان الشخصية الرئيسة هي شخصية والد المخرج والكاتبويجب الامتناع عن ارتكاب أي خطأ قد يمس بهذه الشخصيات. بالنسبة إلى إيادشكّل هذا العمل تحدياً كبيراً «ومراهنة على كل ما أملك من موهبة». لــكن إيــادبــموهبته المميزة نجح في أداء الــشخصية على رغــم كل المــصــاعب التــــيواجــهها.
نحن على موعد مع مسرحية "حرية" يوم الجمعة 23.3.2012 في قصر الثقافة معلوت ترشيحا الساعة 20:30 .