X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
10/04/2020 - 04:09:41 pm
الحب في زمن الكورونا (2)

من آذار / لنيسان 2020

الحب في زمن الكورونا

(2)

بقلم يوسف حيدر 

"خليك بالبيت"

وضليت في البيت ..

 واحببت كل شيء في بيتي من جديد..  كأنني في حالة عشق.

 أولا عدت لأسرتي الصغيرة وسريري. واسترحت قليلا انا الثائر المُتعب ..وغدوت أحب اشيائي القديمة التي كانت قريبة مني كثيرا واهملتها فرحت ارتبها وانفض الغبار عنها ترى أأنفض الغبار أيضا عن بعض عاداتي وتصرفاتي التي يراها الاخرون خاطئة.

وغدا كل شيء بتصرفاتي يتغير حتى على المستوى الشخصي حتى اللقاء والتحية اما بهزة رأس او رفعة يد والتسليم بالكوع على الكوع بعيدا عن الترحيب والسلام الحار وهذا بالضبط يشبه سلام مصر وإسرائيل جاف فارغ المضمون والتضامن مليء بمصلحة إسرائيل الأمنية والاستراتيجية.
وكانت فرصة ان افتح أرشيف همي وراجعت بعض “كالندارات" يعني رزنامات عمري ابحث واتفحص الامور المهملة التي كنت اعتبرها شكلية او هامشية. لتصبح بزمن الكورونا جوهرية وأساسية. في زمن الكورونا اكتشفت عمري انني قريبا سأصبح بجيل الستين وما أدراك جيل الستين القريب جدا على اعلى نسبة الوفيات من جائحة الكورونا. واكتشفت أنني لا أحب التفاصيل الصغيرة المملة التي هي بنظر الناس العاديين مهمة وجوهرية. اكتشفت حقيقة غريبة عني أنني عمقت في زمن الكورونا حبي لعائلتي وأبناء حارتي وأبناء شعبي.  ونفذت التعليمات كلها بحذافيرها وضليت في البيت.

وفي زمن الازمات تبدأ المراجعات للنفس الامارة بالسوء والصانعة المعجزات وقت الازمات.ومن شدة قلقي وهلعي في جيل الستين انني غدوت أحب الحياة أكثر ففي معمعان ومعترك الحياة ننسى أحيانا الخوف والهلع والتفكير بالمستقبل، لاعتقادي انني انا الثائر منذ اللعنة الأولى اصنع المستقبل.

ومن شدة الخوف والهلع من فيروس الكورونا وما قصوا عنه من الأحاديث الى حد الأسطورة  .. ركبني " فيروس الخوف". ورحت اخفف عن نفسي انا سليل القرن الواحد والعشرين القادم بالالتجاء الى حاسوبي اتنقل به متلقفا آخر اخبار الفيروس اللعين .. لوحدي.. عندها يتسارع الهلع والخوف الى نفسي .. فينبري لي الحب أحسن علاج ومهدأ من ضغط "البروبوغندا الكورونية". فأتذكر أحلي اللحظات التي عشتها والتي لو لم يظهر فيروس الكورونا لعشتها .. واوسوس في خاطري فرحا بهمس نوراني أحب جميع لحظاتي في بيتي .. بفرحي وشقائي .. بهدأة بالي.. وسوء احوالي. وخاطبت نفسي أيضا أأبقى اسير مسلسل التخويف الجاري في الفضائيات والاثيريات؟ ام انطلق في فعل أي شيء كتعبير جامح وعلني لحب الناس كما تربيت وثقفت نفسي انا الثائر المتعب الخارج من معارك البقاء في الحياة أولا ومنتصرا على العجز وقلة الحيلة ثانيا راكبا متناقضات الحياة مصارعا امواجها العاتية الآتية اغلبها من الأعداء وقليلها من الأصدقاء. وقررت انطلاقا من حب الحياة والناس ان اخرج من بيتي لأساعد واخدم واتطوع من بحاجة لمساعدتي. وعوني .. لأنني لا أستطيع ان أحب الناس "عن بعد" كما يريدين تلقين أبنائنا وطلابنا الدروس والواجبات "عن بعد" في القرن الواحد والعشرين .. فانطلقت ولم أكن وحدي .. حتى وجدت حولي .. من يحبون أيضا الناس كل الناس مثلي "عن قرب" .. وبُعد مترين.

واما وقد فتحت سيرة "عن بعد" حتى تساءلت في قريرة نفسي هازئا ومتأملا كيف سيعيد الطبيب (خط الدفاع الأول عن البشرية في كل مكان) سعيد تقبيل أولاده كما كان قبل فيروس الكورونا وملامسة واحتضان أجسادهم الطرية الندية الناعمة ... كيف "عن بعد"؟ .

وكيف لنا ان لا نتوقع ان هناك كثير من الآباء خاصة العمال الكادحين الذين لم يسمح لهم الوقت بعد شقاء اليوم الطويل وراء لقمة الخبز في الزمن الحراري الجلوس مع العائلة في العش الزوجي الذي تحول الى فندق للنوم والاغتسال والشرب والاكل فقط وأيضا ارباب العائلات كثيرة الاولاد أن يعرفوا "عن قرب" بأي صف مدرسي أصبح أولادهم. بعد الحجر البيتي واجتماع العائلة بكامل هيئتها وهيبتها.

 لكنهم قطعوا حبل أفكاره واشواقه بالتعلم "عن بعد" "وروح دبر لكل ولد حاسوب نقال".

ولأني احبكم عن قرب .. لقصتي بقية ..

(يتبع)







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت