X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
24/07/2021 - 05:50:59 pm
اورهان باموق يكشف عن أسرار كتابته الروائية قراءة: ناجي ظاهر

اورهان باموق يكشف عن أسرار كتابته الروائية

قراءة: ناجي ظاهر

يكشف الكاتب التركي البارز اورهان باموك، الحاصل على جائزة نوبل الادبية، في كتابه المؤثر "الروائي الساذج والروائي الحساس"، عن اسرار كتابته الروائية معتمدًا على كتابات هامة سبق وكتبها اصحابُها عن اسرار الفن الروائي، امثال م. فورستر، في كتابه عن "اركان الرواية"، او "جوانب الرواية"، كما يرد في الترجمة العربية للكتاب موضوع حديثنا. ويقدم للقاري تجربته في الكتابة الروائية سابرًا اغوارها العميقة بحرفية ومهنية، متمكنة وراقية.

يستمد باموقة عنوان كتابه من مقالة هامة جدًا حول "الشاعر الساذج والشاعر الحساس"، كتبها الشاعر الالماني شيلر، واعتبرها الكاتب الروائي المتميز توماس مان، اهم مقالة تمت كتابتها باللغة الالمانية. اما الروائي الساذج كما يتردّد اكثر من مرة في الكتاب، فهو، وفق تعريف باموك، ذاك الذي لا يشغل باله بالقضايا الفنية في كتابة الرواية وقراءتها.. في حين أن الروائي الحساس على العكس من الروائي الساذج، انه الروائي العاطفي المتأمل الذي يولي اهمية خاصة للأساليب الروائية والطريقة التي يعمل بها عقل القاري. إجابة عن سؤال طالما وجه اليه يقول باموق انه روائي ساذج وحساس في الآن ذاته.

يضم الكتاب ستَ محاضرات القاها باموك في جامعة كامبردج عام 2009، يطرح فيها اهم القضايا المتعلقة بالكتابة الروائية، كما تحدث عنها روائيون مشهود لهم عالميًا وكما عايشها هو ذاته.  

يفتتح باموق كتابه/ محاضراته، بالسؤال الصعب، كيف تعمل عقولُنا عندما نقرأ رواية، ويجيب إن الروايات حياة ثانية.. مثل الاحلام التي تحدّث عنها الشاعر الفرنسي حيرارد نرفال، ويضيف إن الروايات تكشف لنا الالوان والتعقيدات في حياتنا وهي مليئةٌ بالناس.. بالوجوه والاشياء التي نشعر اننا نعرفها من قبل، تمامًا كما يحدث في الاحلام.. عندما نقرأ الروايات نتأثر احيانًا بقوة الطبيعة الخارقة للأشياء التي تصادفنا والتي تجعلنا ننسى أين نحن ونتصور انفسنا وسط الاحداث الخيالية والشخصيات التي نشهدها.

خلافًا للعديد من الروائيين يقول باموك إنه يخطط لكتابة روايته ويستعد مطولًا للبدء في كتابته لها، ويتحدث عن بطل روايته يقول: شخصية البطل الرئيسي في روايتي تحدد بنفس الطريقة التي تتشكل بها شخصية الانسان في الحياة، من خلال الظروف والاحداث التي يعيشها. القصة أو الحَبكة هي خط يربط بشكل فعّال الظروف المختلفة التي أريد التحدّث عنها. البطل هو شخص ما شكلته الظروف وساعد هو على اظهارها بأسلوب حكائي.

يقول باموك اجابة عن سؤال مفترض حول تميز الرواية عن باقي انواع السرد الطويل، إن السمة الرئيسية التي تميز الرواية وتجعلها نوعًا ادبيًا له شعبية واسعة، هي الطريقة التي تقرأ بها  الرواية. حقيقة رؤية كل هذه النقاط الصغيرة. هذه النهايات العصيبة على طول الخط. عينا احدى الشخصيات في القصة. عملية ربط هذه النقاط مع مشاعر واحاسيس الابطال، سواء من كان يروي الاحداث هو الشخص الاول او الثالث، سواء كان الروائي او القاص، مدركًا او غير مدرك لهذه العلاقة، فان القارئ يمتص كل حدث في المشهد العام، وذلك بربطه مع مشاعر وعواطف البطل القريب من الاحداث. يقول باموك ويتابع، هذه هي اذن القاعدة الذهبية لفن الرواية، تنبع من البنية الداخلية للرواية عينها.. ويتحدث باموق عن الزمن الروائي، يقول إنه ليس الزمن الخطي والمجرد الذي عرّفه ارسطو، وانما هو الزمن الشخصي للأبطال، ولا يبتعد باموق في كلامه هذا كثيرًا عما تحدث عنه بيرسي لوبوك في كتابه الخالد "صنعة الرواية"، عن وجهة النظر التي تُروى الروايةُ عبرها.

يتحدث باموق عن ابتكار الروائي للبطل. يقول إن اهم ما على الروائي القيام به، كما يعتقد معظم الروائيين، هو ابتكار البطل!. اذا نجح في الوصول إليه، اي البطل، فسوف يتحول إلى ما يشبه الملقن على خشبة المسرح، يهمس للروائي مسار الرواية بالكامل.. ويوضح باموق مضيفًا إن فورستر ذهب، في هذا السياق، بعيدًا جدًا عندما اقترح علينا، نحن الروائيين، أن نتعلم من شخصيات الرواية ما يجب ان نقوله في الكتاب. هذا التصور لا يؤكد أهمية شخصية الانسان في حياتنا، مجرد انها تظهر لنا. إن الكثير من الروائيين، يبدؤون بكتابة رواياتهم بدون أن يكونوا متأكدين من قصتهم، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيعون الكتابة بها. بالإضافة إلى ذلك يشير تصور فورستر إلى الجانب الاشد تحديًا في الكتابة، كذلك في القراءة: حقيقة ان الرواية هي نتاج المهارة والبراعة معًا، كلما كانت الرواية طويلة يواجه الكاتب صعوبة في صياغة الاحداث.. يحتفظ بكل الاحداث في عقله. ويبتكر تصورًا عن محور الرواية بكل نجاح.

يشير باموق، في سياق مقارب، إلى تعبير المعادل الموضوعي الذي عرفه ت. اس. اليوت. بأنه سلسلةٌ من الاحداث التي تتوافق موضوعيًا مع تلك والتي ستكون الصيغة.. الاستحضار التلقائي - مشاعر خاصة يبحث عنها المبدع ليعبر عنها في قصيدة. رسم. رواية أو أي عمل فني آخر، قد نقول هذا في الرواية، المعادل الموضوعي هو صورة الزمن التي تكونت بالكلمات والتي نراها من خلال عيني البطل. ويقدم باموق مثالًا تطبيقيًا لهذا من رواية "آنا كارنينا"، للكاتب الروسي ليف تولستوي.. هذه الرواية التي يرها "الاعظم في التاريخ الروائي". يقول.. لم يُخبرنا تولستوي عن مشاعر آنا كارنينا وهي تستقل قطار سانت بطرسبورغ، بدلًا من ذلك، رسم صورًا تساعدُنا في فهم هذه المشاعر: ظهور الثلج من خلال النافذة على اليسار. النشاط في المقصورة. الطقس البارد. الخ..، وصف تولستوي كيف أخرجت آنا الرواية من حقيبتها الحمراء، بيديها الصغيرتين، وكيف وضعت وسادةً صغيرة في حجرتها، ثم استمر بوصف الناس في المقصورة، وهذا بالضبط ما نفهمه، نحن القراء، وهو أن "آنا" لم تتمكن من التركيز في الكتاب، لأنها رفعت رأسها من الصفحة ووجّهت اهتمامها إلى الناس في المقصورة، ومن خلال تحويل كلمات تولستوي ذهنيًا.. من اجل خلق صور نراها.. نصل إلى الشعور بمشاعرها.

يخصص باموك فصلًا/ محاضرةً كاملةً في كتابه، للتحدّث عن محور الرواية، ويرى أنه هو الاهم في الكتابة الروائية مُقدمًا الكاتب الروسي فيودور دستوفسكي في كتابته روايته "الشياطين"، نموذجًا ومثالًا.. عندما اكتشف دستوفسكي محور روايته.. بادر لإعادة كتابتها مُجددًا.. علمًا أن محور الرواية هو سرُها الكبير وأن تناوله/ يقصد محور الرواية، يختلف من كاتب لآخر. يوضح باموق.

*الروائي الساذج والحساس. تأليف اورهان باموق. ترجمة ميادة خليل. الكتاب يضج بالأخطاء اللغوية والنحوية. صدر عام 2015 عن منشورات الجمل في بغداد







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت