تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رماح يصوبها معين أبو عبيد
قصّة الشّجرة التي سقطت وأدمعت العيون
بعد أن عاشت ما يزيد عن قرن من الزمن، وأدهشت الزائرين بمنظرها الخلاّب وطعم ثمارها زهرية اللون، الباسطة فروعها وظلالها على السّاحة القديمة المسمّاة "التحويطة" أنظر الصورة أشبه بلوحة فنيّة شهدت قصصًا وروايات وذكريات، بسبب الرّياح الشديدة سقطت شجرة التوت العريقة في رحاب مقام النبي سبلان عليه السلام، التي بوركت بقدسية المقام الشريف والمؤمنين وأصحاب العمائم البيضاء الذين جلسوا بظلها وتبادلوا الأحاديث على أنغام وزقزقة العصافير، الفراشات بألوانها المدهشة وحركاتها الراقصة. وكان لسقوطها صدى كبير فجر الصمت المطلق الذي خيّم على المنطقة.
مشهد مؤلم ومؤثر، أدمع العيون وأبكى القلوب لأن الحديث ليس عن مجد شجرة سقطت، وإنّما عن تاريخ حافل وذكريات ستبقى عالقة.
مقام النّبي سبلان عليه السلام، أحد الأنبياء الصالحين الذين قدموا من مصر قبل دعوة التوحيد، دعا الناس للإصلاح وعمل الخير وعبادة الله وله مكانة وكرامة. يقع على قمة جبل شاهق جنوبي قرية حرفيش ويرتفع 900 متر عن سطح البحر، تحيطه جبال عالية مكسوّة بأزهار بريّة وأشجار باسقة تتمايل مع نسمات الريح وكأنها تبتسم لأنها محظوظة باحتضان المقام الشريف المشرف على قرية حرفيش ومناطق الجليل الأعلى، وتحيط بالمقام الشريف عدد من الينابيع التي تنبع من السفح الشرقي من الجبل، ولمياهها عذوبة ونكهة مميزة. للمقام قصص وحكايات كثيرة فيها العبر والموعظة منها عين الدرة، وادي الحبيس، البلبلة، عنزات النبي سبلان السارق الذي انعقد لسانه.
وكما هو معروف، تحتفل الطّائفة المعروفية بزيارة النبي سبلان في العاشر من أيلول من كل سنة بإقامة الصلوات والشعائر الدينية والتباحث في أمور خاصّة بالطائفة.
كلنا على قناعة وإيمان أنّه بقوة الباري عز وجل، وكرامة للنبي والمؤمنين ستنبت على جذعها أغصان لتدب الحياة فيها من جديد، وتعيد الفرحة والذكريات.