X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
26/11/2022 - 11:08:08 am
رغبة الكتابة قصة: ناجي ظاهر تحليل: مي عودة

رغبة الكتابة

قصة: ناجي ظاهر

تحليل: مي عودة

عام 1963

تدنو منه أمه في الغرفة الجديدة، ماذا تفعل هنا؟ أقرأ، يقول لها، ماذا تقرأ؟ تسأله، يرسل نظرة صامتة إليها، ويتابع القراءة. تسأله أمه وهي مولّية ألا تريد أن تتناول الطعام؟ بعد قليل يا أمي، بعد قليل.

تنصرف أمه، يواصل القراءة في كتاب " الأم" يطوي الصفحة تلو الصفحة، يتوقّف عند بعض الكلمات يعيد قراءتها لا سيما تلك التي تتحدث عن صمود الأم وثباتها على أرض لا تميد، أم مكسيم جوركي تشبه أمه من العديد من الجوانب، الاثنتان مناضلتان في هذه الحياة، الفرق بينهما أن المجال اتسع أمام أم جوركي وضاق أمام أمه، أمه جاءت مع أبيه وأخويه الأكبرين من قرية سيرين بعد أن طردهم منها اليهود، كم من مرة حكت له عن كفاحها من أجل أن تحافظ على ما تبقى من الحياة.

يواصل القراءة، كم هو معجب بما يقرؤه، يشعر بقدمي أمه تدبان بين الغرفتين، يفتعل عدم رؤيته لها، تدنو منه تضع يدها على رأسه بحنو لا حدود له، ألا تريد أن تتناول الطعام يا ولدي؟ بعد قليل يا أمي، بعد قليل. الساعة متأخرة يا ولدي أخشى أن أنام دون أن أضع لك الطعام، لا تخافي يا أمي لا تخافي، بعد قليل أعدك أن أفرغ من القراءة، وأن آتي إليك.

يبقى وحده في الغرفة لا يشعر إلا بحركة الحياة تنبعث من الكتاب بين يديه، المقارنات تتواصل، الناس عند جوركي يقاومون الظلم، الناس حوله مستسلمون له، لا حول بيدهم ولا قوة، أبوه يعمل بعيدًا عن البيت وأمه تحاول أن تسد الغيبة، أحيانًا تعمل في أراضي اليهود، اليهود أخذوا البلد وأخذوا معها راحة البال، لم يخلّفوا وراءهم سوى الشقاء.

الليل يمضي متقدمًا دون أن يشعر بأنه في ليل، الكائنات في كل مكان صامتة إلا هو هناك في غرفته هو يقرأ الصفحة تلو الصفحة، حالمًا بامتلاك عالم ما يقرؤه.

يواصل القراءة. تهل تباشير الفجر، تستيقظ أمه من نومها، يشعر من حركتها تدب في ساحة البيت، تدنو منه مرة أخرى، أما زلت تقرأ منذ مساء أمس؟ لماذا تفعل هذا كله؟ أريد أن أكون كاتبًا، يرد عليها بشمم، أريد أن أكتب القصص عنكم وعن عذابكم مع الأيام. تنظر إليه أمه كمن لم يفهم، ماذا تقول ستكتب القصص؟

عام 1968

يكتب قصته الحقيقية الأولى، قبلها كتب الكثير من القصص، ما إن كتب تلك القصة حتى شعر أنه وضع قدمه على بداية الطريق، ليس مُهمًا ما يقوله آخرون، المهم ما نقوله نحن عن أنفسنا، هو شعر بنفسه أصبح كاتبًا، أخيرًا تمكن من الكتابة عن أمه ومدينته، بل عن حبيبته المتخيّلة، لكن ماذا عليه أن يفعل كي يتأكد من أنه أصبح كاتبًا؟ الكثيرون من أصدقائه القلائل آمنوا به قالوا له أنك كاتب بالفطرة، قرؤوا كتاباته بانبهار، أنت مولود لتكون كاتبًا، هو يعرف أنه أصبح كاتبًا لكن كيف يتأكد؟ كيف يعرف أن ما يسمعه من أصدقائه لا يعدو كونه شفقة ورأفة بولد مهجّر ابن مهجّر؟

ظل يفكر إلى أن توصل إلى تحد ليس سهلًا، ما لبث أن بادر إلى خوضه، فإما يكون أو لا يكون، إما أن يواجه فشله وإما أن يضع قدمه في خطوتها الأولى على طريق المجد (كان متأثرًا فعلا بكتاب" طريق المجد للشباب لسلامة موسى).

طوى القصة عدة طيات وضعها في مغلف اشتراه من المكتبة خصيصًا، كتب عليه عنوان مجلة" الجديد" المجلة الأهم في بلاده تلك الفترة، وأودعها صندوق البريد الأحمر القريب جدًا من بناية البريد في الناصرة، أودعه هناك إبعادًا لأي سبب قد يحول دون وصول الرسالة إلى عنوانها.

في نهاية الشهر اشترى مجلته المقدسة، ليفاجأ بقصته منشورة فيها، حمل المجلة كأنما هو عرف أنه يمكنه أن يفعل شيئًا للمرة الأولى في حياته، وركض إلى بيته، كان فرحًا يريد أن يشارك الإنسان الأعز على قلبه فرحه بقصته.

اقترب من أمه احتضنها، لقد أصبحت كاتبًا، أصبحت كاتبًا يا أمي. أمه ترسل نظرة مستفسرة، ماذا تقول؟ أصبحت كاتبًا؟ يعني ستكتب الرسائل لمن لا يعرف كتابتها ستعمل قبالة المسكوبية؟ كلا يا أمي، انتظري ها هي أهم مجلة في البلاد نشرت واحدة من قصصي. ماذا يعني هذا يا ولدي أنا لا افهم عليك، هذا يعني أنني أصبحت كاتبًا يا أمي، سأملأ الدنيا قصصًا عنكم وعما ذقتموه من عذاب. لا أفهم لا أفهم يا ولدي، على كل حال " على الله يطلع من بيت هالمطبلين مزمر"، سأزمر يا أمي سأزمر، سأكون كاتبًا، سأكتب أجمل القصص.

عام2006

تأتيه أمه في منامه، تقترب منه، هو ما زال يقرأ الكتاب تلو الكتاب، أما زلت تقرأ الكتب يا ولدي؟ نعم يا أمي، الكُتّاب لا يتوقفون عن قراءة الكتب، إلا في واحد من أمرين حينما يرحلون من هذه الدنيا، أو حينما يفقدون أبصارهم، ويستدرك حتى حينما يفقدون أبصارهم فإنهم يبحثون عمن يقرأ لهم الكتب.

تتمعّن والدته في ملابسه، لماذا أراك تزداد فقرًا يا ولدي؟ لقد أصبحت كهلًا وبعد قليل تصبح رجلًا مُسنًا، وأنت كما أنت ما زلت فقيرًا، إلى متى ستبقى فقيرًا يا ولدي، ألا يفيدك أنك أصبحت كاتبًا؟ لست فقيرًا إلى هذا الحد يا أمي، ثم إنني لا أعرف ماذا يخبئ لي الغد، كم كنت أود لو أنك بقيت إلى جانبي في عالمي الفاني هذا لنقطف ثمرة أحببت أن نقطفها معًا. تتمعن أمه في ملابسه، لكن لماذا ترتدي هذه الملابس الرثة يا ولدي؟ يحاول أن يشرح لها أن يقول لها إن الإنسان الجميل يبدأ من الداخل إلى الخارج، وليس العكس، وإن من يبدؤون من الخارج إنما هم أناس تعساء، يشرح ويشرح ويشرح، إلى أن تستوقفه أمه بإشارة من يدها لا أفهم ما تقوله يا ولدي، أنت تعرف أنني أميّة لا اقرأ ولا اكتب، إلا أنني افهم أن الواحد منا نحن بني البشر إنما يحاول أن يحسّن حياته. أنا أحاول أن أحسن حياتي يا أمي، لا تقلقي، أرجوك لا تقلقي، طريق الكُتّاب كثيرًا ما تكون طويلة، أطول من أعمارهم، لهذا هم يعيشون أحيانا بعد رحيلهم، لا أفهم عليك يا ولدي، ما افهمه انك ينبغي أن تعيش حياة أفضل من هذه، وماذا تقترحين يا أمي؟ أقترح عليك أن تبحث عن عمل آخر يمكنك من أن ترتدي أفضل الملابس، لن ابحث يا أمي، قلت سأكون كاتبًا، يعني سأكون كاتبًا.. ولن أتنازل عن حلمي.

 

 

رغبة الكتابة* لناجي ظاهر.. قصة تنتظر الشمس

كتبت: مي عودة    

الحبكة: الحبكة في "رغبة الكتابة" ابتدأت عام 1968، عندما كتب الراوي/ الكاتب قصته الاولى ونشرت في مجلة "الجديد" الحيفاوية التي حملت عنوان "الكلمة الأخيرة"، حيث كتبها عن مدينته، أمه وحبيبته. وعبر فيها عن مشاعر المحبة الكبيرة لكل هؤلاء. هذا كله بعد عناء القراءة المتواصلة في الليل والنهار والتصدي للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي واجهته.

الشخصيات: الشخصيات هي واضحه .. فقد كان حوار شائق بينه وبين أمه – عندما كانت على قيد الحياة، كذلك عندما اتته في منامه عام 2006 (كانت ميته آنذاك). الراوي يصف في هذه القصة كل شيء يحدث من حوله حتى أبسط الامور. كذلك أمه التي لم تفهم عليه شيئًا وتتمنى له أن يكون دائمًا أفضل.

الزمان والمكان: الزمان- الليل (ساعات الليل المتأخرة). المكان- غرفته المليئة بالكتب والقصص.

الصراع: داخلي- صراع بينه وبين نفسه، إنه يريد أن يحقّق ما يصبو إليه وما يريد، لكن الظروف الاجتماعية والاقتصادية منعته من ذلك. فالظروف الاقتصادية منعته من شراء الكتب للتثقيف وحتى كتب صف الأول لم يشترها. كذلك الظروف الاجتماعية فقد أثرت عليه وعلى نفسيته كثيرًا لأنه ولد بعد فترة قليلة من تهجير أهله من قريتهم الوادعة سيرين. فمأساة ولادته في الظروف الصعبة كان لها وقع كبير عليه. وكان الطعم في هذا التشريد وولادته في هذه الظروف مرًا كالحنظل. فالجميع كان يهتم بموضوع التشريد والانتقال من مكان إلى آخر وليس الاهتمام به كطفل صغير بحاجة إلى رعاية وانتباه وحب وحنان. وقد شعر بالنقص والدفء منذ نعومة أظفاره. بالإضافة إلى ذلك فقد حنان الاب، لأنه كان بعيدًا عنهم أغلب الاوقات بسبب عمله في حيفا.

خارجي - الصراع في هذه القصة يكمن بين الراوي وأمه. حيث أن الراوي يروي لنا قصته كيف بدأت مسيرته في الكتابة وماذا صادفه من أحداث وعثرات. ويوحي إلينا أن أمه لم تكن مقتنعة بتاتًا بالكتابة أو حتى بأن يصبح صغيرها كاتبًا. لاعتقادها أن العمل في الكتابة غير مربح ولا يجدي نفعًا. وكأن هدف الكتابة الاساسي هو الربح المادي فقط، وليس التعبير بحد ذاته. صراع الام هذا جاء بعد العذاب الذي ذاقته من التشرد والتنقل من مكان إلى آخر وبُعد زوجها عنها بسبب عمله كي يعيل عائلته. فالكاتب يقارن بين أمه التي تحاول أن تسد غيبة الاب وأحيانًا العمل في أراضي اليهود ونضالها في الحياة. وبين أم جوركي التي اتسع أمامها المجال في الحياه.

بالإضافة إلى ذلك قد نرى أهمية المكان والصراع الذي يدور بين الراوي وبين المكانين اللذين تولّع بهما. تقول د. كلارا شجراوي "إن ناجي ظاهر لم يعش يومًا في "سيرين" لكننا نشعر أنها تعيش فيه ويعيش فيها إلى حدّ أنه يخاف أن يفقد ارتباطه بها. فقد كانت سيرين بالنسبة له محور عالمه القصصي، وهي بالنسبة له الوطن الضائع والكرامة والحبيه الضائعة". ويصف ظاهر سيرين قائلًا :"إنها طفلة باكية في الخيال. أحاول دائمًا أن أمسح دمعتها لكن دون أن افلح. طوال عمري وأنا أحاول أن أبعث الفرحة الهاربة في عروقها.. وسوف أتابع إلى آخر يوم.. إنها مسقط راس الاحباء وهي مرابع الطفولة المتخيلة.. إنها جذوري وعالمي".

أما الناصرة - يقول عنها "إنها تعتبر المكان البديل لسيرين الخالدة. في كل من شوارعها وأماكنها الخفية توجد ذكرى ومحبة. هي باختصار عالمي كله ولا أتصور العالم بدونها.. إلا خرابًا. وهي تقيم فيّ أكثر بكثير مما أقيم فيها. إنني صغرّت العالم حتى أصبح الناصرة وكبّرت الناصرة حتى أضحت العالم". لقد تعلّق الكاتب بها كثيرًا وحفظ أدق تفاصيلها في الشوارع والمقاهي وحتى الناس هناك.

النهايات: النهاية في هذه القصة مفتوحة، واضحة وصريحة. فالراوي لن يتنازل عن حلمه، وهو يريد أن يكون كما يريد هو وليس كما يريده آخرون. هذا الحزم والاصرار يدُل على قوة الشخصية، الثبات وقوة تحديد وتنفيذ الهدف المطلوب.

اللغة: حافظ ناجي ظاهر في هذه القصة على الكتابة باللغة الفصحى دون أن يستعمل العامية. الكلمات سهلة الفهم. فقد استعمل الوصف الدقيق لما يجري حوله (مثل- يطوي الصفحة، يرسل نظره صامته" وغيرها.. هذا دليل أن كل شيء صغير يفعله له أهمية كبيرة. جدير بالذكر أن ناجي كتب هذه القصة أيضًا بضمير المتكلم.

لقد استعمل التشبيه في المثل " على الله يطلع من بيت هالمطبلين مزمّر". تشبيه "المطبلين"- غير الناجحين. "مزمر"- ناجح/افضل من غيره.

1. سخريته من نفسه self-contempt

"إن الانسان الجميل يبدأ من الداخل إلى الخارج وليس العكس، وإن من يبدؤون من الخارج أنما هم أناس تعساء". إنه يحاول أن يقنع نفسه أولًا بأن ما بداخله أفضل، أنقى وأجمل مما تراه العين من الخارج لأن بداخله إنسانًا جميلًا. فلكل إنسان حاجاتة الشخصية التي يريد أن يصل إليها. وقد لا يصل أحيانًا لأسباب مادية أو أخرى مما يصعب عليه الامور لتحقيقه فتصطدم هذه المطالب وتتوقف، فتؤثر عليه نفسنًا أو خارجيًا. لذلك يفضل أن يكون جميلًا من الداخل وليس من الخارج بالرغم من قسوة الحياة التي صادفها. فإن المظاهر الخارجية خداعة بالرغم من أنها لافتة للنظر أكثر.

تضيف الكاتبة دينا سليم:" إننا أمام مبدع متناقض الصفات والألوان، فلا إبداع بدون ألوان ولا إنجاز بدون نفس حيّة نابضة، فلا عطاء بدون ألم، ولا نتاج قيّم بدون محنة حقيقية، فالولادة تأتي من هذا الخضم الهائل من ذات النفس البشرية المتلاحمة والمتناحرة، تنعزل وتنزوي، تداهم ولا تيأس، تصارع ولا تكلّ، تصبو إلى الكمال والاستمرار".

2. سخريته من العائلة criticism of familial

لقد سخرت أم ناجي من الكتابة ومن أن ابنها يريد أن يصبح كاتبًا فاستعملت المثل العربي باللغة العامية "على الله يطلع من بيت هالمطبلين مزمر". "فالمطبلون"- هم الإخوة والأخوات الذين لم يستطيعوا أن يدرسوا ويتقدّموا بحياتهم. بسبب الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي واجهتهم. "المزمّر" - القصد الشخص الناجح. وهذا بهدف التأكيد أنه سوف ينجح ويكون أفضل من إخوته ويتقدم عليهم وكأنه يصنع شيئًا جديدًا مغايرًا عن إخوته ليرتقي إلى الاعلى.

3. سخريته من المجتمع criticism of social

كانت سخرية الراوي من موضوع اللباس وقيمته تلفت الانتباه. حيث يسخر من أهمية المظهر الخارجي الذي يعطيه المجتمع أهمية أكثر من المظهر الداخلي للشخص. لأنه يؤمن أن حسن المظهر من الداخل وليس من الخارج. فالخارج بلا قيمه ولا يوجد علاقة بين الروح الداخلية واللباس. فقد قال: " أهمية العمق في النظر الى الذات والابتعاد عن القشور التي لا تعني شيئا في النهاية، والاخرى ترى ان الانسان الجميل الخلاق يبدأ من الداخل الى الخارج وليس العكس.. وهذا ما عملت به رغم معارضة الكثيرين طوال أيام عمري غير عابئ بانتقاداتهم وملاحظاتهم.. فقد قالت العرب الانسان بأصغريه قلبه ولسانه ولم تقل بملابسه".

سخر في موضوع آخر عندما قال في قصته :" الناس عند جوركي يقاومون الظلم, لكن الناس حولي مستسلمون له......اليهود أخذوا البلد وأخذوا معها راحة البال، لم يخلفوا وراءهم سوى الشقاء". مفارقة ساخرة حيث المقاومة والمواجهة- هذا يقاوم وهذا يستسلم. فعند جوركي الكل يقاوم ولا يُظلم أحد بينما عنده اليهود ظالمون وأبناء عائلته مظلومون، لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم وعن أرضهم، لذلك يستسلم للواقع المرير هو وعائلته. بانتظار الاشراقة الابدية للشمس الدافئة

لوحة الفنان عبد عابدي غلاف كتاب حدث في ذلك الشتاء لناجي ظاهر


Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت