X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
03/07/2012 - 03:41:54 pm
في بيت ساحور: جماعة الباب الأدبيّة تستضيف الكاتبة والشّاعرة منى ظاهر وقراءة في كتابها *يوميّات شفق الزّغلول*
مريم خطيب

استضافت جماعة الباب الأدبيّة والثّقافيّة الكاتبة والشّاعرة الفلسطينيّة ابنة النّاصرة منى ظاهر  لقراءات في كتابها "يوميّات شفق الزّغلول" في المقهى الثّقافي لمركز المعلومات البديلة/ جدل في بيت ساحور.

وهذا اللقاء هو الخامس والعشرون من سلسلة لقاءات الجماعة الّتي تضمّ مجموعة من الكتّاب والشّعراء والرّوائيّين والرسّامين والأكاديميّين والمفكّرين والطّلبة والمسرحيّين.   

 افتتح اللقاء الكاتب والرّوائيّ نافذ الرّفاعي عن جماعة الباب الأدبيّة، مرحِّبًا بالجمهور وبالضّيفة الكاتبة والشّاعرة منى ظاهر المحتفى بها، القادمة من أرض البشارة النّاصرة إلى أرض الميلاد بيت لحم، لقراءة في كتابها "يوميّات شفق الزّغلول" الصّادر في عمّان الأردن 2011، من خلال نخبة من القرّاء الّذين سيقدّمون ورقاتهم في الكتاب.

أدار اللقاء وسيّره وقدّم للكتاب الأستاذ الدّكتور والمفكّر محمّد فرحات الّذي أكّد بداية أنه من المهمّ أن تضيف منى ظاهر أل التّعريف على اسم عائلتها ظاهر لتؤكّد هذا النّسب العريق لشخصيّة ظاهر العمر الزّيدانيّ،  لأنّه إن كان جدّها البيولوجيّ والثّقافيّ، فإنّه جدّنا لأنّه شخصيّة تاريخيّة ثقافيّة وطنيّة أخلاقيّة. ثمّ نوّه إلى عنوان الكتاب كمدخل مستفزّ ومغرِ للقراءة بما فيه من تداعيات، وخصوصيّة موقف وفنّيّة هذا النّصّ الطّويل، حيث انفتاحه على أجناس أدبيّة متعدّدة ورفضه للتّجنيس، وفي هذا الكتاب هناك بحث عن سند أي عن أفق جديد منبثق من آلام هذا الواقع وجنونه. وتلصّص الكاتبة الشّفيف على الواقع كان جسورًا ليحكي عن صبر الفلسطينيّ وجلد وتحمّله في أراضي الـ48 والـ67 وفي الشّتات. ونحن إزاء نصّ نرى فيه وجدان الوعي وليس فقط الوعي، إذًا نحن إزاء كتابة من نوع خاص.

ثمّ تحدّث الأستاذ نصّار ابراهيم عن مقاربات للنّصّ "يوميّات شفق الزّغلول": جدليّة علاقات القّوة والصّراع على الوجود، وسياق المعاناة والواقع الفلسطينيّ والواقع المحيط بأبعاده كلّها. كتابة متحرّكة بناءً على اللحظة الّتي يعيشها الكاتب، هو نصّ الأسئلة الموفّق بجدارة- استعراض الأحداث والإحالة إلى الأسئلة، وهذا يحيل إلى سؤال غسّان كنفاني: لماذا لم تدقّوا الجدران؟. هناك نقطة ارتكاز واضحة أمام التّهويد والاستيلاء والوحشيّة واحتلال الوعي والذّاكرة هنا كانت الأنثى وعناة وكان كنعان، لتقول لنا الكاتبة نحن هنا قبل وقبل وقبل، وهناك تفاصيل المكان من نبات وحجر وطير..، أنا/ نحن هنا منذ الأزل ونحن كلّ شيء، على غرار إميل حبيبي في وصفه للمكان. وتحدّث عن تقنيّة التّناص في اللغة والتّعبير لتكثيف الذّات والحضور مع بدايات الخلق والأصل وأسطورة جلجامش. هذا النّصّ هو فسيفساء بين أجزاء وكلّ: الذّات والكلّ، المحيط الفلسطينيّ والعربيّ بكلّ أبعاده الاجتماعيّة والسيّاسيّة. وهذا يعود بنا إلى نقطة الارتكاز وهي الوجود الفلسطينيّ، رغم الإبادة لأنّه وجود يتجدّد ويتقدّم. منى ظاهر استطاعت في هذا النّصّ أن تتخطّى بعض الأساليب المعروفة في الكتابة.

ثمّ كانت قراءة الأستاذ فايز الخواجا حول مسألة صعوبة تفكيك تركيب هذا النّصّ، إذ أنّ النّقطة المفصليّة في النّصّ تعبّر عن صراع بين البقاء والفناء. وهناك رمزيّة العنوان ودلالاته: الشّفق والزّغلول، الزّغلول- هل هو البرتقال الفلسطينيّ؟ الزّغلول يعاني عمليّة إقصاء وخروج إلى العدم جرّاء الفكرة الصّهيونيّة، هذا الزّغلول وصل الشّفق لكنّه سيصل إلى الشّروق، من هنا تكمن أهمّيّة النّصّ ومحتواه. هناك متعة في مفردات وعبارات وتراكيب في هذا الكتاب، والوقوف عند استخدام المفردات من الطّبيعة وهذا تناول أدبيّ رفيع، لأنّه يوحي بقضيّة التّلاحم والالتصاق والتّماهي بين الإنسان الفلسطينيّ وبعده المكانيّ، وهذا له وصف فلسفيّ هو وحدة وصراع التّناقضات في هذا العمل الأدبيّ. هذا النّص يعبّر عن شموليّة الثّقافة عند الكاتبة: الجانب التّاريخي، الأدبي، السّوسيولوجي والسّيكولوجيّ ليتكوّن النّص كلوحة شموليّة تعبّر عن تهتّك كينونة الزّغلول وعبثيّة محاولة سيزيف لحمل الصّخرة نحو القمّة. ومنى ظاهر تخطّت مرحلة سيزيف ليذهب الزّغلول- الوحدة الواحدة المتجانسة- نحو الشّروق أي نحو التّفاؤل. هذا النّصّ الأدبي أغلقته منى بشكل إيحائيّ هو أنّ الشّروق قادم بشرط العمل على استحقاقات يجب أن نمارسها كالتّفوّق على عذاباتنا.

بعدها قدّم الأستاذ عزيز العصا ورقته الّتي بعنوان "يوميّات شفق الزّغلول- توظيف لطبيعة فلسطين.. استحضار للنّكبة والنّكسة.. وتجديد لمعاني الصّراع على هذه الأرض" وفيها تحدّث عن أنّ منى ظاهر الّتي ترعرعت في بيت تربّى أبناؤه على قيم الشّجاعة الموروثة من ذلك الجدّ الوطنيّ حتّى النّخاع، الّذي رفض الظّلم والطّغيان؛ فعاش ثائرًا إلى أن قضى وقد حُفِرَ اسمه في صخور فلسطين الصّلبة الّتي تأبى الخنوع والذّل.. لذلك؛ جاء النّصّ مفعمًا بالوطنيّات وقيمها ومُثلها الّتي ترفض الاحتلال بكلّ أقنعته المزيفة؛ وهذا هو المجسّ الّذي سيصل بنا إلى أعماق ذلك الشّفق بألوانه الزّاهية، و"زغلوله" الجميل.. النّصّ منفتح على مفاهيم ومصطلحات تحمل المعاني، الّتي لا تخلو من القدسيّة للوطن، والأرض، والبيت، والمفتاح...، بما يعني محاولة إعادة صياغة التّاريخ بما يحفظ لشعبنا حقّه في العودة.. أمّا فلسطين الطّبيعيّة؛ بطيورها، ونباتاتها وأشجارها وشجيراتها (بلغ عددها حوالى 140)، فقد جعلت منها سيمفونية جميلة تشكّل الخلفيّة أثناء سردها للأحداث، عندما وظَّفَت سماتها وخصائصها وجماليّاتها وألوانها وتوزيعها على الجغرافيا الفلسطينيّة في خدمة النّصّ، دون أن تنسى أجدادنا، منذ الكنعانيين، الّذين غرسوها ورعوها لنأكل منها، ونتداوى بها، ونتمتّع بجمالها وعبق رائحتها. وفي النّصّ تحذير، شديد اللهجة، لمن لا يعضّ على الأرض بالنّواجذ، بقولها: "عناة الأرض اّلتي تحلّ لعنتها الشّرسة على من يهتك سرّ كينونتها.. وأنا الأرض/ وطن المقاتل المتوحّد بعشقي.." ولم تنسَ الكاتبة أن تربط بين الحروب التي شُنت على فلسطين، ماضيها وحاضرها. وما نجم عنها من مرارة التشرد وآلامه وعذاباته.. وهناك مفاهيم توفّرها الكاتبة للتّربويّ ليعلّم طلبته عن الصّمود ورفض التّشرد والكرامة.

أمّا ورقة الكاتب والرّوائيّ نافذ الرّفاعي فقد أكّد فيها على أهمّيّة ما تنتهجه جماعة الباب الأدبيّة من كسر مبدأ النّقد الأدبيّ المقولب والاستعاضة عنه بالفضاء الثّقافيّ المفتوح للدّخول إلى ثنايا النّصّ وسبر أعماقه. وهذا ما سيكون في"يوميات شفق الزّغلول"، حيث العنوان الّذي يحمل غموضًا رقيقًا يدفع بالقارئ للبحث عن دلالاته، والمقدّمة "للبوصلة مقام" رفعت درجة التّشوّق للاكتشاف. هذا النّصّ لشاعرة رقيقة ومتمرّسة، بذلت فيه خمس سنوات وتوقّفت عند كلّ حرف وجملة، ومعنى ومبنى، مزجت رموزها بالتّاريخ والحاضر والحلم والأسطورة. انطلقت من عناة إلهة الخصب الفلسطينيّ، وأنّثتها تمامًا وزوّقتها بمئات أنواع الزّهور والنّباتات الفلسطينيّة، بيد متمرّسة بارعة، قد تكون تؤسّس لموسوعة نباتات فلسطين. ومزجت يوميّات زغلول زهيّة بالشّفق والطّير والحجر، واستدعت فاطمة من رسومات ناجي العلي  ووضعتها في تناسق جميل مع زهيّة جدّتها وعناة الأنثى والخصب. في الكتاب غوص في إضاءات على اللغة والتّاريخ وعلى حرب تمّوز 2006، وتنقّل في الزّمان إلى العام 2010 مرورًا بالنّكبة وانتفاضة الأقصى لترسّخ حكاية الأرض والتّراب والحلم والعودة ما بين معابر فلسطين.

ثمّ جاءت مشاركة الشّاعر بشّار الطّميزي الّذي قدّم نصوصه الشّعريّة العاميّة والفصيحة، وقرأت الكاتبة الإعلاميّة حنين عايش نصًّا، وشارك عازف الكمان نور الرّاعيّ بوصلات فنّيّة.

بعدها كانت فقرة المحتفى بها منى ظاهر الّتي أثنت على جهود جماعة الباب الأدبيّة ومبادرتها على استضافتها وكتابها "يوميّات شفق الزّغلول"، وأثنت على القراءات الجادّة الّتي استمعت إليها في هذا اللقاء، وشكرت الأساتذة والضّيوف، ثمّ قرأت مقاطع من كتابها، نورد منها مقطعًا:

عناة أنا، أنا العناة..

أنا المقدّسة؛ أنا الغريزة الصّافية العليا.. وأنا الغريزة الوحشيّة السّفلى؛ أنا امرأة الصّلصال.

أنا المقدّسة من وضوء لهاث يشهق بطزاجةٍ تُوائم أخاديد صرحٍ معتّق/ مستودع الرّوائح.. جرحي هو فَخُّ العُشّاق/ متاهة اللذة الشّرهة المتقاذفة الجائعة، الصّارخة الجائعة بمقاربة الحريق/ الحقيقة..

أنا المقدّسة؛ أنا الكريمة الدّافئة المُغدِقَة المعجونة بماء الرّصف، المندلق من مخبئي الّذي لا يُرى إلاّ للمكتشف المُصرّ المتبتّل، الأسير المتملّك لنبض اللُبّ/ السّرّ.

أنا المقدّسة، أنا المنتقمةُ؛ أنا الجسد الخالص للطّوطم المدمدم بطلاسم الحضارات الّتي من آلاف السّنين..

وسماءٌ ترقصُ على رأسِ إبرتي أنا الجليلة العظيمة.. أنا الكاهنة.

 

 

 

 



















Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت