تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
زياد شليوط
"فاذا رغبتم بالحقيقة في أن تنظروا روح الموت، فافتحوا أبواب قلوبكم على مصاريعها لنهار الحياة. لأن الحياة والموت واحد، كما أن النهر والبحر واحد أيضا". (جبران- النبي)
ها قد طوينا عام 2014 بمساوئه ومحاسنه، وربما كان العام الراحل متميزا بسلبياته العديدة، التي فاقت ايجابياته، وبالتأكيد لن نأسف عليه كثيرا. في العام المنصرم غابت عن شفاعمرو وجوه متعددة ذات حضور قوي.. هزنا غياب بعضها وفاجأنا البعض الآخر، وتأثرنا لكل غياب وقع.. ويبقى الموت رغم مكروها رغم عدالته، ويبقى الموت سرا رغم وضوحه، ويبقى الموت مخيفا رغم بداهته.. فهل فعلا أن الموت والحياة أمر واحد كما قال الفيلسوف جبران؟ وهل حقا ما قاله سليمان الحكيم قديما بأن يوم الممات خير من يوم الولادة.. بمعنى أنه يمكننا أن نقرأ أعمال وآثار كل شخص ونحكم عليها بعد وفاته.. فاذا كان ذلك فعلا، فهذه محاولة لقراءة موت أو حياة من فارقنا من أصحاب الحضور العام، في العام الماضي من الشفاعمريين.. تسير تراجعيا من نهاية السنة الى بدايتها، وهذه هي الحلقة الثانية.
الشيخ شفيق سعيد قائد بيه (أبو منير)، معالج الأجساد والنفوس
ولد في لبنان عام 1914 ، وفي قرية تدعى عين عنوب في جبال الشوف، وينتمي لعائلة قائد بيه العريقة. جاء الى فلسطين وهو شاب يافع، لكنه سرعان ما عاد الى لبنان وانتقل الى سوريا، وعاد ثانية الى فلسطين سعيا وراء رزقه، وبصحبة عمه الذي تولى رعايته بعد وفاة والده وتحوله الى يتيم يجب أن يعتمد على نفسه. ولأن الحدود لم تكون بعد قد اعتمدت بموجب اتفاقية سايكس –بيكو التي فضحتها الثورة الشيوعية في روسيا، فأربكت أصحابها من الفرنسيين والانجليز، وكانت بلاد الشام مفتوحة على بعضها وتمكن أهلها من التنقل بين أجزائها وقطاعاتها بدون جوازات سفر، فقد تمكن الشيخ شفيق من التنقل والاستقرار في فلسطين.
وصل الشيخ شفيق الى حيفا وسكن فيها وسرعان ما التحق للعمل في المستشفى الحكومي (مستشفى حمزة) كما سمي نسبة الى مديره الدكتور اللبناني نايف حمزة، والمعروف اليوم باسم مس