"حنظلة" ناجي العليّ في شارع توفيق طوبي في وادي النسناس ...عاد بعد غياب 29 عاما!

أحيت اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية السبت الماضي 27.8 الذكرى الـ 29 لاستشهاد رسّام الكاريكاتير الفلسطيني الكبير ناجي العلي. وأقامت بهذه المناسبة نُصبا تذكاريا(مجسّم حنظلة) في شارع توفيق طوبي 22(قيساريا سابقا) في قلب حي وادي النسناس. وقد أزيح الستار عن مُجسّم "حنظلة" من تصميم الفنان مارون عبود ابن وادي النسناس،حيث أبدع في التصميم بإشراف جول جمال. اذ يقف"حنظلة - المجسّم" على صخرة أمام حائط، ويكتب عليه شعار "العودة اولا للديار". وبعد ان أزاح الستار عن المجسم الرفيق أحمد حمدي والأخت نها ناصر ألقيت كلمات ترحيبية بالمناسبة بحضور جمهور غفير من حيفا وخارجها، وشخصيات سياسية،اجتماعية،وثقافية عديدة. وكان من بين المتحدثين:وصفي عبد الغني، عصام مخول، محمد نفاع، وشادي عبده. يذكر أنّ الرسم الكاريكاتيري "حنظلة" من أشهر رسومات الفنان ناجي العليوالذي يرمز الى الطفل الفلسطيني اللاجئ الذي يظهر دوما من الخلف في رسماته وهو يتفرج على المشهد العربي والفلسطيني بالأخص. كما أن"حنظلة" هو رسم كاريكاتيري يرمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه فهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحدا. ويقول ناجي العلي" إن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية".تميّز الفنان الفلسطيني ناجي سليم حسين العلي، بالنقد اللاذع في رسوماته.اذ أنتج أربعين ألف رسم كاريكاتيرية خلال مسيرته الفنية التي استمرت نحو 30 سنة ونشرت رسوماته الكاريكاتيرية في العديد من الصحف والمجلات الفلسطينية والعربية. كان موت ناجي العلي عام 1987 حيث أطلق شاب مجهول رصاصة مسدس كاتم للصوت في 22 تموز تجاه العلي في لندن فأصابه تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 آب 1987.ودفن ناجي العلي في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه. هذا وفي حديث مع وصفي عبد الغني سكرتير اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية جرى معه" نحن نحيي ذكرى هذه الشخصية الهامة التي يتوافق نهجها مع الخط السياسي مع ما يحصل اليوم في سوريا من موآمرة لتدمير هذا البلد. اخترنا حيفا لأن هذا البلد بالنسبة للعالم العربي يعتبر عاصمة الداخل الفلسطيني ثقافيا وسياسيا". * ناجي العلي في سطور: يُرجّح ان ولادة ناجي العلي عام 1937، في قرية الشجرة الفلسطينية الواقعة بين طبريا والناصرة، والتي هُجّر أهلها منها ودمرت خلال النكبة عام 1948. فنزح العلي مع أسرته الى جنوب لبنان ولجأ الى مخيم عين الحلوة.لم تكن دراسته متواصلة أبدًا بسبب ظروف نزوحه واعتقاله مرة تلو الأخرى. وفي عام 1960 دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم وداوم فيها لمدة سنة واحدة ثم انقطع عنها لأسباب أمنية، اذ اعتقلته قوات الأمن اللبنانية.في عام 1963 سافر إلى الكويت وعمل في مجلة الطليعة الكويتية، ومنذ عام 1968 ولغاية عام 1975 عمل في جريدة السياسة الكويتية، ومنذ بداية عام 1974 عمل في جريدة السفير اللبنانية حيث استمر في النشر فيها حتى العام 1983، قبل أن يعود الى الكويت من جديد ليعمل في جريدة القبس، ومن ثم انتقل عام 1985 الى لندن ليعمل في القبس الدولية. وانتخب العلي رئيسا لرابطة الكاريكاتير العربي في عام 1979، والتي ظل رئيسا لها حتى اغتياله.عام 1983 غادر لبنان إلى الكويت مرة أخرى وعمل في جريدة القبس الكويتية التي بقي فيها حتى عام 1985 حيث انتقل إلى لندن وعمل في جريدة القبس الدولية. شارك في الكثير من المعارض العربية والدولية وأصدر ثلاثة كتب ضمت العديد من رسومه، وحصل على العديد من الجوائز.تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينية وأنجب منها أربعة أولاد هم خالد وأسامة وليال وجودي. أعاد ابنه خالد إنتاج رسوماته في عدة كتب جمعها من مصادر كثيرة، وتم ترجمة العديد منها إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى.