X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
عالم الفن
اضف تعقيب
21/05/2018 - 01:04:24 am
جعفر بانّاهي الغائب الحاضر نقلا عن موقع هنا روما

جعفر بانّاهي الغائب الحاضر.. شريطه الجديد « ثلاثة وجوه » منافس قويّ للجوائز

نقلا عن موقع هنا روما

مهرجان ( كان ) السينمائي الدولي / محمّد بو غلاب*

مرة أخرى يغيب المخرج جعفر پانّاهي عن مهرجان كان بسبب استمرار منعه من السفر خارج إيران منذ سنة 2010، في العام نفسه خصّص له مهرجان كان في حفل الافتتاح كرسيا شاغرا بإعتباره عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ولكن نظام الحكم في إيران الذي يحظى بإعجاب عدد من مواطنينا ويتمنون حكما شبيها به في أوطاننا منع پاناهي من السفر

والواقع أن المخرج ممنوع قبل السفر من صناعة الأفلام طيلة عشرين عاما ، ولا يمكن تخيل ان يعرض مشهد واحد من أفلام پانّاهي على شاشة عرض إيرانية ، ومع ذلك تمكن جعفر پانّاهي من تصوير أفلامه سراً وإرسالها إلى شاشات العالم. و «ثلاثة وجوه» هو فيلمه الرابع منذ قرار المنع، ويشارك به پاناهي في المسابقة الرسمية لمهرجان كان للمرّة الأولى، وكان پاناهي فاز، في الفترة ذاتها، بالدب الذهبي لمهرجان برلين عام 2015 بفيلم تاكسي طهران.

وكان لافتا أن تنتظر وزيرة الثقافة الفرنسية اعلى مدرجات المسرح الكبير”لوميير” أبناء جعفر پانّاهي وممثلات «ثلاثة وجوه» تكريما لواحد من أبرز السينمائيين في العالم. سيقول البعض ان فرنسا ليست رسول سلام، وكلامهم صحيح فما عاد زماننا هذا زمن رسل وأنبياء، فرنسا ليست القدّيسة الام تيريزا، ونحن عربا ومسلمين لسنا شعوب الله المختارة وأنظمة حكمنا ليست النموذج الذي يحتذيه شعوب العالم
هل نحن متفقون؟

يبدأ فيلم «ثلاثة وجوه» بشريط فيديو هاو تلقته الممثلة الإيرانية الشهيرة «بهناز جعفري» من فتاة في أقاصي جبال إيران، رأسها مغطى والخوف يسكن عينيها وثمةَ حبل وأنشوطة بانتظار رقبتها.
بلحظات قبل إنتحارها، تخاطب الفتاة المذعورة الممثلة الإيرانية الكبيرة قولها “لقد اتصلت بك ولكنك لا تردّين وبعثت إليك رسائل قصيرة لم تحّظَ بردّك، أنا أرغب في أن أكون ممثلة، لكن عائلتي تمنعني من ذلك لأني سأتسبّب لهم العار في نظرهم، طلبت منك المساعدة أانك الوحيدة القادرة على إقناع عائلتي ولكنك لم تفعلي ”.

ينتهي الفيديو بوضع الفتاة الحبل حول رقبتها ثم ينقطع الشريط بشكل فجائي.
تُضطرّ بهناز جعفري، ( التي تؤدي بالدور باسمها الحقيقي وتجسد مهنتها كممثلة) إلى قطع التصوير وتطلب من صديقها المخرج جعفر پاناهي أن يرافقها في رحلة البحث عن الفتاة التي يفترض انها انتحرت.
تشعر بهناز جعفري بالمسؤولية في وفاة الفتاة، كيف لم تنتبه إلى رسائلها، لم يصلها شيء فربما هاتفتها على رقم قديم ولكنها حين تبدّل رقما تعطيه أاحد أصدقائها، لذا كانت ستعلم ،لو أنّ الفتاة اتصلت أو بعثت أي شيء.

ثم لماذا انقطع الفيديو قبل نهايته؟ هل هي عملية مونتاج؟
بلغت بها الشكوك الى حد اتهام جعفر پانّاهي بانه هو من دبر السيناريو
ومع ذلك تجد بهناز نفسها مضطرة للمضي في السفر بحثا عن الفتاة
لا يمكن أن نهمل مكالمة أم جعفر پاناهي لابنها الذي تُعاتبه على عدم زيارتها وتسأله هل يسافر ليصور فيلما، فيجيبها بالنفي؟
نحن إزاء ماذا اذاً؟
هل كان پاناهي صادقا مع امه وكذب علينا؟ إنْ لم يكن يصور فيلما فماذا يصنع؟
وماهو جنس هذا الفيلم؟
هل هو روائي او وثائقي؟ أومزيج بينهما؟
أصلا ًلا يمكن الوثوق بجعفر پانّاهي فقد صور فيلما عُرض خارج المسابقة في مهرجان كان عام 2011 بعنوان «هذا ليس فيلما».

ليس يسيراً على المشاهد أن يفصل ما بين پاناهي المخرج والشخصية الروائية والممثل؟ هو، نفسه، أيضاً بثلاثة وجوه فأي الوجوه نصدق؟

يتوغل جعفر پانّاهي وبهناز جعفري في مناطق نائية حيث لا يتقن السكان حتى اللغة الفارسية ، يتكلمون التركمانيّة الآذاريّة وعليك ان تفك رموز ثقافتهم وعاداتهم.
حتى حين تريد قطع الطريق الجبلي عليك استخدام منبه السيارة مرة وثانية وثالثة ولكل إشارة دلالة متعارف عليها، إنّها لغة الإشارات التي يعتمدونها ويرفضون المساس بها.
كيف لبيئة قروية مغلقة ان تقبل بفتاة تمتهن التمثيل كما تحلم «مرضيّة»؟ هي تريد الاحتذاء بابنة قريتها شهرزاد التي يمنع الاختلاط بها او زيارتها، وتعيش في بيتها منبوذة من مجتمعها القروي فقد الحقت العار بأهلها.

الغريب أن جعفر پانّاهي المتهم بمعاداة النظام الجمهوري الإسلامي الثوري (وبقية اللازمة) لا يُضمّن فيلمه هذا ولا غيره من الأفلام أي إشارة سياسية مباشرة، هو يسرد قصص أناس بسطاء كيف يفكرون وكيف يعيشون؟ يسرد حكايات مجتمع يرسم خطوطا حمراء للمراة الممنوعة من حضور مباراة كرة قدم كما في فيلمه «اوفسايد»، وهو يسرد قصة“«مرضيّة» الممنوعة من دراسة التمثيل وامتهانه، لأنّ التمثيل ُيلحق العار بالفتاة وبعائلتها.

هل هذا المنطق غريب عنا؟ أبدا والفضل لزينة القصرينية التي ذكرتنا مشكورة وبارك الله في ابداعاتها الغنائية من قبيل «ناري ناري ويزّيني ما جريت وراه» ذكّرتنا بأننا حين نبلغ القاع نواصل الحفر، فقد صرحت دون أن يُساء فهمها أنّها ترغب في التوبة حتى تقابل ربها بوجه نظيف.
أنا لا يهمني هوية القائل ولا جنسه، قلت فقط أنّ من يرى الغناء حراماً فليتصدق بما جمعه من مالً على الفقراء ويعتزل الغناء ويربح الجنة كما يشتهي أمّا أن يستغلنا ويريد بلوغ الجنة على ظهورنا فلا، وصحة وفرحة للذين دافعوا عن خطاب زينة لهذا السبب أو ذاك فكل الطرق تؤدي الى داعش الفكري و طريق الجحيم مفروشة بالياسمين.

يُجمع النقّاد على أن جعفر پانّاهي استعاد توهجه السينمائي بشريطع الحالي «ثلاثة وجوه» بعد بهتة سينمائية لازمته السنوات الاخيرة، توهج ذكرنا بمعلمه عباس كياروستامي حيث يندمج الممثل في الشخصية في سياقها فلا تكاد تفصل بين أي من مكونات الفيلم.

«ثلاثة وجوه» سيكون منافسا جديا على السعفة الذهبية لمهرجان كان لـ «الجميع يعلمون» لمواطنه أصغر فرهادي» والروسي المسجون في بلده «كيريل سيريبرينيكوف» بفيلمه «الصيف» …
من قال أن الأنظمة قادرة على لجم مفكريها؟ ومن يظن ان السجن يمنع التفكير ويحول دون التعبير؟
إنّها العقول الفئرانية، يرى الفأر شقيقه الفأر يلتقط قطعة الجبن قيقع في الفخ ولكنه لا يتعظ ويحذو حذوه.

* إعلامي وناقد من تونس

 Post Views: 92

 







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت