عبلين في عيون ابنائها

بقلم: بنيامين حيدر 

الدكتور المرحوم جبور خوري 

الغياب لا يعني النسيان
لا شيء يكسرنا كلحظة نحن فيها اليك
دون لقاء
وانت الذي ترانا بقلبك دائما
ايها النبض الخافق ابدا في قلوبنا
بين ابتسامة ودمعة
لك في قلبي  نبضة ثم رجفة
وما بين الرجفة والنبضة ركن صغير لا يسكنه الا انت
وسأبقى وفيا  لان قلبي لا يعرف الخيانة والخذلان والنسيان 
فانا ما زلت صديقك القديم
وسأكتب لك وعنك لانني اشتاق الكتابة اليك
انه الاستاذ معين عواد  يرى عبلين بعيني
 طيب الذكر الغائب عن العين الحاضر في الذاكرة المرحوم الدكتور جبور جريس خوري

الدكتور جبور جريس  خوري  ( 8.11.1957 – 20.5.2013 )
لست من الذين يحسنون الكتابة والنشر بأمور شخصية ولا بالقضايا العامة، رغم الفترة الطويلة جدًا التي قضيتها بالعمل التطوعي!  ولكن بعد أن ألحّ علي الصديق العزيز بنيامين حيدر أن أكتب شيئا عن عبلين بصورة شخصية ، إحترت ! هل أكتب عن تجربتي الشخصية في  نادي المحبة ؟ أو عن تجربتي بالعمل في الجمعية الشعبية؟ أو عن مجموعات القراءة في عبلين ؟! وحين اردت "المجازفة" وأكتب ، طغت عليّ ذكرى مولد صديقي المرحوم الدكتور جبور جريس خوري!  لذلك قررت أن أكتب عن رفقتي الخاصة بالطبيب المميز الخاص .
ولد صديقي جبور في عبلين في الثامن من تشرين الثاني سنة 1957، لعائلة محبة كريمة، امكانياتها محدودة ولكن طموحها وآمالها بتعليم أولادها وتوفير الحياة الكريمة لهم تفوق السحاب. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس عبلين ، وبعدها انتقل لتعلم الطب في جامعة  "بادوفا " في إيطاليا. وكم كان سعيدا! واعتبر نفسه محظوظًا لقبوله بهذا الجامعة لأنها أول جامعة في العالم لتعليم الطب.
بعد تخرجه عمل طبيبًا في عبلين وفي مستشفى الناصرة، وتخصص بالطب النووي وكان أول طبيب عربي متخصص في هذا المجال ضمن الخط الأخضر. عمل في مستشفى الجليل الغربي بنهاريا، وخلال عمله تفوق وأجرى عدة دراسات وأبحاث ، نشرها في أشهر المجلات الطبية العالمية في مجاله، وشارك بالعديد من المؤتمرات المحلية والعالمية، وأحيانا كانت محاضرته في المؤامرات هي الحدث المركزي. وفي طريق عودته الى البلاد من مؤتمراته كان يعرّج على روما المدينة العزيزة على قلبه، وكان يعلًم ويدرب الاطباء بإحدى مستشفياتها تطوعًا مدة 3 – 4 أيام.
كانت هذه الرغبة الجارفة في التطوع  في مجال تخصصه ،  لكنّ حياته الاجتماعية كانت تزخر بالعمل التطوعي الاجتماعي في نادي المحبة ، حيث كان يلتقي وأصدقائه أعضاء النادي أسبوعيًا وعلى مدى سبع سنوات مع مجموعات شبيبة " مجموعة الفرسان " كنا نعمل سوية على بلورة الهوية الشخصية والاجتماعية والوطنية لهؤلاء الشبيبة ، ولم ينسَ المحتاجين من شعبه في الضفة الغربية حيث كان يتطوع في المخيمات الفلسطينية ضمن جمعية أطباء بلا حدود.
الأمور التي اهتم بها بشكل خاص ومتميز كثيرة ومتنوعة، وكل واحدة يمكن كتابة مقال عنها ولكن أريد أن أُركًز على واحدة فقط.
كانت بداية نادي المحبة مجموعة أصدقاء التقوا حول الكتاب والثقافة، فقرأنا رواية " باب الشمس " للروائي الياس خوري، التي تتحدث عن الفلسطينيين خلال فترة النكبة والهجرة والتهجير، وعن حياتهم بالمخيمات وعن كل ما يدور حولها من آمال قليلة ومن خيبات كثيرة ! وتحدثت الرواية كثيرًا عن قرى مهجرة مثل الغابسيّة والبصَّة وغيرها ، وفي هذه الفترة أيضًا أصابه "هوس" التصوير وتملكه وتمكن من فكره وإحساسه وأنفاسه، ولأن هذه القرى المهجرة تقع على مسار سفره اليومي الى العمل، صار يتوقف ويبحث عن هذه القرى التي قرأ عنها في الرواية ويصورها، وبعد ذلك استفحل به هذا "الهوس" وبدأ بمشروع حياته وهو تصوير القرى المهجرة في المنطقة الشمالية، فصار يسافر أسبوعيا ويصور . وقد صوًر ووثّق  كل القرى المهجرة من منطقة الخضيرة شمالًا ( قضاء عكا ، حيفا وصفد ) )  وقد عرضت صوره أول مرة بمعرض " عطر المكان " وبعد ذلك بأكثر من معرض في عبلين وخارجها لتبقى ذاكرة المكان معطّرة حية مشتعلة بذاكرة أهلها. 
 حيةٌ فينا كي لا ننسى.
https://www.facebook.com/aterelmakan
بهذه المناسبة أتوجه الى المجلس المحلي في عبلين أن يطلق أسم الدكتور جبور خوري على الشارع المحاذي لبيته وعيادته، أو على احدى مؤسساته لتبقى ذكراه مخلدة. 
عبلين تفتخر بأبنائها الذين تميزوا بعطائهم وخدمتهم ، ويفترض بنا احترامهم وتخليدهم .
   معين عواد
وحنين يولد من عمق الذاكره
في رحلة فيها نبحث  عن ضياعنا
فلا ذنب لك معنا سوى انك صادق
حقا
هناك كلمات لا تموت
وذكرى لا تنسى
واناس لا نودعهم  مهما  بعدت المسافات
فسلام لارواح تجملت بهم حياتنا وزادت اشراقا.