تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبلين في عيون ابنائها بقلم :بنيامين حيدر البروفيسور فراس مواسي
عبلين في عيون ابنائها
ولم يتعب قلمه معك
ففتح قلبه لضوء النهار
ومنح نفسه اجنحة ليطير بها نحو طرقات الطفوله ليعانق الذكريات حيث كان هناك يتوسد شراشف الروح ويرسم الغد بالوان الحياه على وجه الشمس
التي تشرق في صباحها وتزهر حقولها الجميله
انه البروفسور الشاب فراس مواسي
فاضاف
سُئِلتُ كيفَ أَرى عَبَلين؟
عَبَلين هيَ بَيْتِي مِن غَير جُدْرَان، هِيَ مَأوايا وَبِها أَشْعُرُ بِأَمان.
هِيَ تِلْكَ الْجَمِيلَةُ السَّاحِرةُ الّتِي أَحْبَبْتُها دَونَ سَبَب وَدَون مِيعاد! بِها تَرعْرَعتُ وَبِحاراتِها لَعِبْتُ وَبِشَوَارِعِهَا تَمَشَّيْتُ وبِمّدَارِسِها تَعَلَّمْتُ، وَعلى أَيْدي مُعَلِّميها كَبِرْتُ وَتَرَبَّيْتُ.
هِيَ التُّرَابُ وَهِيَ الزَّيْتُون، هِيَ الصَّبْرَة وَهِيَ الخَرُّوب، هِيَ السِّنْدِيانة وَهِيَ الزَّعْتر، هِيَ الْوَادِي وَهِيَ الْجَبَلُ، هِيَ الْماءُ وَهِيَ الحَياةُ ...
هِيَ كُلّ كُلّ شّيء ... هِيَ الْوَطَنُ بِأَكْمَلِه!
هِيَ ذاكَ الْوَطَنُ الّذي لَطالّما اشْتَقْتُ إِلَيهَ بِغُرْبَتِي، شّيئًا ما أَشْبَهُ بَحَبْلِ سُرَّة ٍ خَيَاليّ غَير مَلْمُوسٍ لَكِنَّهُ مَحْسُوسٍ وَبِشِدَّة، يَشُدَّنِي نَحْوَهُ دَائِمًا، نَحْوَ هذا الِمَكان الّذي يُشْعِرُنَي بالطّمَأْنِينة والانْتِمَاء كُلَّما حَضَرْتُهُ، َيُزَوِّدُ جَسَدِي بالرّاحَة والطّاقة الإيجابيَة كُلَّما وَطَأَتْ قَدَمايَ أَزِقّتَهُ.
وَيَسْأَلونَني عَن سِرِّهَا؟!
فَأَقُولُ: سِرُّهَا بِطِيبَةِ نَاسِهَا وانْتِمَائِهم لِمَوْطِنِهم. فَنَحنُ أشَخاصٌ نَحِبُّ الحَياةَ، يَحْتَرِمُ كُلٌّ مِنَّا عَقِيدَةَ الْآخر. نَحْنُ أُنَاسٌ نَحِبُّ الخَيْر لِبَعْضِنا، نَتَعامَل مَع بَعْضِنَا بِكُلّ وِدّ واحتِرَام، التّسامُح والتَّواضع مِن أهَمّ مَبادِئِنا.
ألْمُشَارَكَةُ والمُسَانَدَةُ والْأُلْفَةُ والْمَحَبَّةُ والأَخُوّةُ والشَّهامَةُ وَكُلّ ما هَوُ جَميلٌ خُلِقَ عَلى هذِهِ الْأَرَضِ الطَّيِّبَة.
نَحْنُ أَوْلادٌ لِأجْدادٍ شامِخِينَ، مَرْفوعي الرَّأسِ، كَبِرُوا وَصَمَدُوا رُغْم كُلّ مُحاوَلات الْقّمْع والتَّسَلُّط !
أَجْدادُنا هُم مَن فَلحُوا هذِه الأَرْض، رَبُّوا الْماشِيَةَ وَرَكِبُوا الأصَايِل.
بَعِضُهُم مَن جَالَسُوا المَدارِس والْمَجَالِس، شَارَكُوا بَعْضُهُم الْبَعْض فِي الأَفْرَاحِ والأَتْرَاحِ، وَسَانَدُوا بَعضَهُم عِنْدَ الضِّيقِ والمِحَنِ.
وَلِكَي تَبقَ عَبَلّينُنَا كَما عاهَدْناها، وُجِبَ عَلَيْنَا نَحْنُ سَوِيَّةً أنْ لا نَخْذِلَ أَجْدَادَنَا بَل نَستَمِرّ بِرِسالَتِهم السّامِيَة وَأنْ نَزِدْهُم عِزًّا وَفَخْرًا بِنَا! فَالْعالَم مِن حَوْلِنَا يَتَغَيّرُ بِسُرْعَةٍ فائِقَةٍ وَأَصْبَحْنَا نَعِيشُ بِقَوْقَعَةِ الْحَوْسَبَةِ والانْفِرِادِيّة، وَعَدَم الاكْتِرَاث لِما يَجْرِي حَوْلَنَا، وَعَدم المُبَالَاةِ لِلْكَثِيرِ مِن قَضايَانا الهامَة بَل المَصِيرِيَّة.
أَعِزّائِي،
الْحَيَاةُ أَشبَه بِمِنْطَادٍ كَبِير، وَلِكَي نَرْتَفِع بِهِ أًعْلَى مَا يَكُون، يَجِبُ أنْ نَرْتَقي بِاَنْفُسِنَا، وَأَن نُجيدَ التَّخَلُّصَ مِنَ الحُمولَةِ الزَّائِدَةِ وَمِنَ الضُّغوطَات الْكَامِنَةِ، وَأَن نَرمي مِن عَلى مَتْنِهِ كُلّ مَا هُوَ دَخِيلٌ وَثَقِيلٌ، وَكُلّ مَا يُعيقُ ارتِقَاؤُنا وَزُهُوِّنَا.
فلنَضَعُ جُلَّ تَرْكِيزنَا عَلى الأَشْيَاءِ الجَمِيلَةِ الّتِي جَمَعَتْنَا مَعًا، وَجَعَلَت عَبَلين مُمَيَّزة ومُتَأَلِّقَة بخِصَالِها، كالابْتِسَامَةِ والامْتِنِان وَفَهْم مَفَاتِيح السَّعَادَة.
فالابْتِسَامَة لا تُكَلِّفُنَا أيّ شيء وَمَعَ ذلِكَ لَهَا أَثَرُها وَوَقعها عَلى عُقولِنَا وَأَجْسَادِنَا، عَلى مَعْنَوِيّاتِنَا وعلى حالَتِنَا النَّفْسِيَّة والصِّحِيَّة، فابتَسِمُوا!
أَمّا الامتِنَان فَهُوَ الشُّكْرُ عَلى ما نَحْنُ عَلَيهِ، الشُّكر لِأَنّ لَنا بَلَدٌ كَبَلَدِنَا، أَهْلٌ كَأَهْلِنَا، جِيرَانٌ كَجِيرَانِنَا، والشُّكْر بِأَنّهُ لَدَيْنَا أَبْنَاءَ بَلَد يُقَدِّمُونَ الدَّعْمَ والْمُسَانَدَةَ والعَطَاء فَالْمَرْءُ لَا يَعِيشُ إلَّا بِقَدْرِ عَطَائِهِ .
عَبَلِين بِنَسِيمِها الخَالِد، وَهَبَتْنَا مَعْنَى الْحَيَاة، ولَكَي نَحَافِظُ عَلَيْها لَا بُدَّ أنْ نُعْطِي أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا مِنْ خِلَال اسْتِخْدَام مَزَايَا كُلّ وَاحِدٍ مِنَّا، فالمَزايَا تُؤسِّسُ الْهُوِيَّةَ الْحَقِيقِيَّة لِكُلِّ فَرْدٍ مِنَّا، ولا بُدّ من اسْتِثْمَار جُهُودِنا بِهذه البَلد وَيَجِبُ أنْ نَكونَ وَاثِقِينَ فِيما نَفْعَلُهُ مِن أَجْلِ مُستقبلٍ مُشْرِقٍ وَيَافِع.
وَأَنْ لَا نَنْسَى بِأَنْ نَكُونَ طَيِّبِينَ مَعَ الآخَرِينَ فالكَلِمَة الطَّيِّبَة تَبْنِي مُجْتِمَعًا طَيِّبًا.
عَبَلين بَلَدُنَا، جَوْهَرة جَليلُنَا، "قَلْبَك أَعْطِيهَا وغير فِكرَك ما بِغنيها" .
دُمْتُم جَميِعًا وَدَامَت عَبَلّين شَامِخة بِأَهْلِها وَناسِها.
حقا
فراس
راينا في عيونكم ما نحب
ووجدنا معكم سببا لنستيقظ صباحا نبحث عن وجهة لقلوبنا
يبقينا قريبين منكم حيث الامل حي يرزق وجديد