X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
20/11/2011 - 07:30:48 pm
فيروز أغرودة الشّرق بقلم زهير دعيم
موقع الغزال
في مثل هذا اليوم قبل 76 من السنين وفي الحادي والعشرين من تشرين الثاني من عام 1935، صرخت الحياة صرختها الهادرة في حيّ زقاق البلاط في بيروت، تحت كنف بيت بسيط وفقير ، ولم يدرِ احد آنذاك أنّ هذه الصّرخة الطفوليّة البريئة تحمل في طيّاتها صوتًا ولا اجمل ، صوتًا يموج بعبق المشاعر ويمور بالحياة ، صوتًا يغرّد على شرفة الصّباح وكلّ وقت فيفرحك تارةً ويشجيك أخرى ، ويُهدهد بالكرى جفنيْك ثالثة ، ويطير بك ويُحلِّق رابعة الى الأعالي.
صوتًا مخمليًا ، كريستاليًا ، أرجوانيًا تتناغم وتتمازج فيه الألوان والأحاسيس والنبرات ، فتكوّن سيمفونية ولا أحلى؛ سيمفونية لم تُكتب بعد.
  كانت ليلة مباركة...
كانت هدية السماء للأرض.
كانت عطرًا ملأ شذاه أوداء لبنان فانتشر وغمر الشّرق والغرب وعلا بخوره نحو الافق من خلال ترنيمات أحبتها السماء وصفّقت لها.
    أسمعُ " هيْك مشق الزعرورة" فتأخذني بسحر صوتها وعذوبة كلماتها الى الجدود والزعرورة القابعة في حضن التلّة تتباهى بثمارها.
  أسمعُ " يلّلا تنام ريما" فتسرقني من نفسي، فهي تغنّي بدون موسيقا ، ولِمَ الموسيقا أصلا فصوتها احلى واعذب ...وأكاد أنام.
  وتغنّي القدس والطبيعة والعروس وصنّين والآه والأوف وكلّ ما لوّنَ الطبيعةَ والحياة ، فيزدان ويزهو ويرفع رأسه متفاخرًا، فقد غنته مطربة الشّرق وقدّيسته وعَبَر عَبْر َشفتيها نبيذًا مُعتّقًا.
وتغنّي الجمعة العظيمة والقيامة المجيدة ، فتطير بك الى محراب الربّ لتخشع وتركع هناك.
   يعجز قلمي أمام هذه الفيروزة ويتقزّم الحرف ، فالكلام - مهما حلا- يعجز من أن يوفيها حقّها أو أن يحيطها بوصف يليق.
    فيروز – العشق الإلهي
    فيروز – النكهة العلوية
    فيروز – العطاء الأسمى
    فيروز – السرّالمُستحّبً
   فيروز  -الشَّمم في تواضع، والرّفعة في لطف ، والجمال من خلال نفسٍ تركع في محراب الإله المُحبّ.
   فيروز – الزّهرة التي لا تعرف الذّبول ، فتظلّ تفوح أبدًا.
   فيروز – الصّدّاح العاشق الذي يملأ الآفاق الحانًا عذابًا.
  في مثل هذا اليوم، جاء الى الدُّنيا انثى غيّرت وجه الفنّ والغناء، ورسمت على ثغر الشرق بسمة جميلة . 
   بحثت في ثنايا أغانيها التي خطّ معظمها الرحابنة ؛ العمالقة في دنيا الشِّعر والموسيقا ، فلم أجد الا الذوق المُرهَف ، والطّبيعة الخلابة، والعطاء والبذل والصور الجميلة الراعشة ، والنغمات العذبة العابقة بأريج التراث والغارفة من بحر موسيقى الشعوب اجمل الالحان.
   حقيقة ..فيروز اضمامة نسرين ووزّال تُزيّن مائدة الشّرق ، اضمامة طبيعيّة لا تعرف الذّبول.
  فيروز.....- ويحرن قلمي –قائلا: أنها يا صاح بحر واسع عميق اللّجة وأنا لا أحسن السباحة فيه ..ارحمني ..إنّني أغرق .
  فاستجديه أن يختم فوافق على مضّض.
   من هنا من جليل الربّ ، أزفّ لك باقة من البرقوق والحبَق ، معقودة برباط المحبة والتقدير ، أزفّها لك مشفوعة بصلاة الى الربّ المحبّ، بأن يرعاك ويطيل في عمرك ، عساها تصلك وأنت ترفلين بسربال الصّحة والعافية.
 كلّ عام وفيروز – حبيبتنا- بالف خير .



Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت