صدر هذا الاسبوع كتاب الاستاذ والمؤرخ اسكندر عمل، "في سبيل الحرِّيَّة"، في خمسة فصول، "عبد النَّاصر، بطل واجه القضايا حتَّى النِّهاية"، "فلسطين عشيَّة النَّكبة"، عزُّ الدِّين القسَّام الشَّرارة الأولى"، "الاستعمار الفرنسيُّ للجزائر العربيَّة" و"ميسلون"، حيث يتناول فيه المفصليَّة في مصر عبد النَّاصر وتأميم قناة السِّويس وبناء السَّدِّ العالي، والتَّامر والتَّكالب على النَّفط العربي،  ويردُّ بما كتب على الذين يحاولون تشويه صورة المارد العربيِّ، بتضخيم أخطاء الثَّورة وما بعدها، كي تطغى على الانجازات المشرِّفة، الرَّائعة والرَّائدة والماجدة لثورة تمُّوز (يوليو)، التي وقفت ببطولة وإباء وتحدٍّ وتصدٍّ ضدَّ الأحلاف الامبرياليَّة كحلف بغداد ومشروع آيزنهاور..

ويكتب لنا عن العوامل التي أدَّت الى انتصار الثَّورة الجزائريَّة بلد المليون ونصف المليون شهيد، والتَّضحيات الجسام التي قدَّمها الشَّعب الجزائري في سبيل حرِّيَّته واستقلاله وما قدَّمته مصر عبد النَّاصر من دعم معنويٍّ ولوجستيٍّ، ومساعدات بالعتاد والعداد، وكذلك يحدِّثنا عن فلسطين عشيَّة النَّكبة ودور الشَّيخ البطل عزِّ الدِّين القسَّام الذي "أحدث قفزةً نوعيَّةً في النِّضال ضدَّ المستعمرين الإنكليز، وضدَّ الهجرة الصَّهيونيَّة إلى فلسطين، حيث وصل إلى قناعة، أنَّ الثَّورة المسلَّحة هي الوسيلة الوحيدة الكفيلة والقادرة على إنهاء الانتداب والتي تحول دون قيام دولة يهوديَّة في فلسطين، وذلك بعد حوادث البُراق في أيلول عام ألفٍ وتسعامائة وثمانية وعشرين  قد دفعت الشَّيخ ورفاقه إلى الانتقال من مرحلة الدَّعوة والإعداد النَّفسيِّ إلى مرحلة العمل..".

وفي فصل ميسلون يكتب لنا عن  معركة ميسلون، سوريا، شرارة المقاومة الأولى ضدَّ الاحتلال الفرنسيِّ، في الرَّابع والعشرين من شهر تمُّوز عام ألفٍ وتسعمائة وعشرين، التي كانت قفزةً تاريخيَّةً ومفصليَّةً في تاريخ حركة التَّحرير العربيَّة السوريَّة ضدَّ المستعمر. لقد كانت فكانت وثبة ُ ميسلون خسارة ً زمنية ً لبداية النَّصر والجلاء، إنسجامًا مع قول معلِّمنا لينين، خطوة ٌ الى الوراء من أجل خطوتين الى  الأمام.

الكتاب هو إصدار شخصيٌّ، ليضع بين أيدي شبابنا  إرثًا تاريخيًّا وثراءً نوعيًّا، ومرجِعًا لتعليمهم تاريخهم النَّاصع العزيز والمجيد، كي لا يضيع من ذاكرتهم..

لقد تمَّت منتجة الكتاب وتنضيده في مكتب B TOP  للتَّصميم والنَّشر.