X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
01/07/2014 - 09:37:52 am
الصومُ رُكنٌ فاتَّبعوهُ بقلم المُربِّي جاسر الياس داود

 

فجرُ صوْمٍ هلَّ (1)

الصومُ رُكنٌ فاتَّبعوهُ

المُربِّي جاسر الياس داود

في شِعاب مكّة أَجْهَرَ، وفي يثرب -آنذاك – عَمَّرَ، داخل الكعبة الشريفة ألغى الصُوَر، وأزالَ الكُفر ودمّرَ، إلّا صورة السيّدة العذراء (شفيعتي) وهي حاملة بذراعها ابنها ربّنا يسوع المسيح نَوَّرَ، مدَّ يده نحوها وصاح حمل الله ووالدته أبقى وهلّلَ.

لم يكن نبيّ العُرب محمّد بن عبد الله القريشيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ليبني الدين الذي حمله في قلبه وحفظه في صدره، على حساب الأديان الأخرى، بل جاء مستمرّاً في مسيرة، هي نفس المسيرة التي سار بها مَنْ سبقه من الأنبياء  المُرسلين من عند الربّ.

نعم، حمل بين أضلاعه وصايا الله له وللمؤمنين برسالته السماويّة، لا يحيد عنها قيد أُنملة، لا يُراوغ هذا أوْ ذاك، لا يخجل بها وبكلماتها ونصوصها، من على المنابر وعظ بها، وأرشدَ حاملي وصاياه من بعده في الرسالة وليست النبوّة، وخلف من بعده صدّيقين أمينين على رسالته، وهم الخلفاء الراشدون الذين جاهدوا بكلّ قواهم من أجل المحافظة على هذا الإرث السماوي، الذي لا يمكن استبداله بكنوز العالم، لِما فيه من أهميّة في بناء مجتمع سليم خالٍ من شوائب الحياة الأرضيّة البعيدة بمفاهيمها عن رسالته الدينيّة السماويّة، التي لولاها ولولا الرسائل السماويّة التي سبقتها، لَما بُنيَ مجتمع بشريّ مُتحضِّر على أسس الأخلاق الحميدة وعبادة الربّ الصالحة المستقيمة والصادقة.

لم يكن الصوم يوماً لحرمان صاحبه والمؤمن به كركن من أركان الدين الاسلامي من الطعام، بل بالعكس، كان وسيبقى من أجل تقوية إيمانه بنبيّه ( صلعم ) وبتعاليمه، التي حملها بصدقٍ وسهَّلها لمؤمنيه كي يمارسوها بكلّ محبّة واستقامة. لهذا فالصوم الرمضاني كان وسيبقى ركناً من أركان الدين الاسلامي في كلّ مكان من بقاع هذه الأرض، لا يُبَدَّل ولا يُفسَّر بغير الذي رسمه النبيّ العربي محمّد بن عبد الله القريشيّ (صلعم) لمؤمنيه، مُذ حمل رسالة الله ونشرها بين بعض المؤمنين به، وعلى رأسهم من النساء خديجة بنت خويلد زوجته الأولى وأبو بكر الصدّيق من الرجال، وهو الخليفة الراشدي الأول بعد وفاة النبي محمّد(صلعم).

هلَّ فجرُ صومٍ جديدٍ، وبعض إخوة لنا لا يُقيمون ولا يُمارسون هذا الركن المهمّ في حياتهم الأرضيّة، كي ينالوا رضى الله في الحياة السماويّة، لأنّ الظروف ومنها السياسيّة تُدمِّر الحياة اليومية وتحرمهم من العيش بهدوء، بل أثّرت كثيراً على أحوالهم الاقتصاديّة، فلا عمل ولا مُعيل لعائلاتهم، التي لا تسمع إلّا التهديد والوعيد وأزيز الرصاص يتطاير في كلّ مكان، غير آبهين ومهتمّين برسالة أو رسائل الأنبياء والرسُل الداعية إلى المحبّة الحقيقيّة الصادقة، والتي هي أساس مهمّ في بناء الأجيال القادمة. وبدلاً من التنعّم بشهر الصوم هذا، يفتش الأب عن لقمة خبز هنا وهناك، كي يسدّ جوع معدة ابنه أو ابنته.

نعم الأحوال السياسيّة – الإقتصاديّة حرمت هذه العائلات، التي بدلاً ن أنْ تسمع التكبير والتهليل وقراءة وترتيل وتجويد السور المكيّة والمدنيّة من القرآن الكريم، يسمعون أزيز الرصاص وهدير المجنزرات والدبابات ودويّ المدافع، لكن مثل هؤلاء من بني البشر لا  يتركهم الله يُعانون ويتألّمون طول أيام حياتهم، لأنّ إيمانهم القوي به وبرسوله (صلعم) هو الرجاء بالانفراج السعيد القريب، والعودة إلى مزاولة حياتهم العاديّة والدينيّة. نعم، هنا يكمن الاصرار في السير برويّة في الحياة الأرضيّة الحاملة في طيّاتها ما رسمَه رسول العُرْب للمؤمنين برسالته. أليسَ يطلق الناس من التقيّد بأيّة عبادة غير عبادة الله وحده! أليسَ يُحطّم كلّ ما بينهم وبينه من أغلال! لا هبُل ولا اللات ولا العُزّى ولا نار المجوس بين الله عزّ وجلّ والانسان.

لقد قال رسول الله العربي محمّد بن عبدالله القريشيّ صلّى الله عليه وسلّم في أول خطبة ألقاها بالمدينة المنوّرة، قال:" مَنْ استطاع أنْ يَقِى وجهه من النار ولو بشقّةٍ من تمر فليفعَل، ومَنْ لم يجد فبكلمة طيبة فإنّ بها تُجْزى الحسنةُ عَشرَ أمثالها ".

الله عزّ وجلّ لا ولن ينسى عبيده في هذا الشهر الكريم، لهذا جاء في القرآن الكريم:" كُلُوا من طيّباتِ ما رَزَقناكم" (سورة البقرة آية 57).

لهذا أخواتي واخوتي، فلنجعَل من هذا الشهر الكريم شهر عبادة ومُسامحة لأنفسنا أولاً وللآخرين ثانياً، ولنعمل بحسب ما جاء في كتابه الكريم، سورة القصص آية 77:" وابتَغِ فيما أتاكَ اللهُ الدارَ الآخرةَ  ولا تنسَ نصيبَكَ من الدُّنيا وأحْسِنْ كما أحسَنَ   اللهُ إليكَ".

إذاً فلنفكّر بالانسان وعيشه بسلام، فالله عزّ وجلّ نادى بالسلام للجميع وخاصّةً في هذا الشهر الكريم " فطوبى للسَاعين إلى السلام فإنّهم أبناء الله يُدْعَوْن".

ليجعل الله شهرنا هذا شهر خير وبركة وسلام على أهل بلدتنا الغالية عبلين وعلى أمّتنا العربيّة والاسلاميّة وعلى العالم أجمع آمين.

وكلّ رمضان ورمضان آتٍ والجميع بألف خير، وصوماً مقبولا وإفطاراً شهيّاً آمين.

الأحد المبارَك 30/6/2014م عبلين- الأراضي المقدّسة

 

 

 

 

 




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت