X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
25/07/2014 - 10:23:00 pm
الصومُ نارٌ ونور بقلم المربّي جاسر الياس داود

 

فجر صومٍ هلَّ (3)

الصومُ نارٌ ونور

 

لأول وهلة يظن القارئ بأن النار التي سنتحدّث عنها في هذا المقال، هي النار التي تلتهم باشتعالها الاشياء التي أمامها،  أو الموجودة في مكان الاشتعال. لا ، بل هي النار التي تُشعلُ بقلب الإنسان الإيمان القوي بالربّ، وتقرّبه منه كلّما صلّى وركع خاشعاً في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك. 

الصلاة في هذا الشهر الكريم يُكثِر منها الانسان المؤمن الصائم، ويُكثر من التجويد والترتيل وقراءة السُوَر المكّيّة والمدنيّة ، من منطلق الإيمان الصادق بأهميّة هذه الواجبات والحسنات في هذا الشهر الكريم أيضاً، وبهذا يزيد من معرفته لِعمل المعروف والنهي عن المُنكر،" يا أيّها الذينَ آمنوا لا تتَّبعوا خُطُواتِ الشيطانِ وَمَنْ يتَّبعْ خُطواتِ الشيطانِ فإنّهُ يأمرُ بالفحشاءِ والمُنكرِ ولولا فضلُ اللهِ عليكُمْ ورحمتُهُ ما زَكى منكُم مِنْ أحَدٍ أبداً ولكنّ  اللهَ يُزَكّي مَنْ يشاءُ واللهُ سميعٌ عليمٌ " (سورة النور، آية 21).

وكذلك المسيحي المؤمن كلّما زاد معرفته بالإنجيل المقدّس وصلّى، وصل بمعرفته إلى أصول الدين المستقيم، التي إنْ صار بحسبها وعمل بها ملأ قلبه بالمحبّة الربّانيّة الحقّة، " أنتُم ملحُ الأرضِ.  ولكنْ إنْ فَسدَ الملحُ فبماذا يُملَّحُ. لا يصلحُ بعدُ لِشيءٍ إلّا لِأَنْ يُطرَحَ خارجاً ويُداسَ مِنَ الناسِ. أنتم نورُ العالَمِ." ( إنجيل متّى، الأَصحاحُ الخامسُ، عدد 13-14).

إنّ النار المتّقدة بقلب المؤمن بمحبّة الخالق، لَهِيَ الحصن الحصين أمام وسوسة الشيطان واغرائه للإنسان بالخيرات الأرضيّة الزمنيّة الزائلة.  فالشيطان يعمل منذ بداية الخليقة والكون في محاولاته بشتى الطرق من أجل السيطرة على أفئدة المؤمنين بالله، والعمل على التسلّط عليهم من أجل أن يسيطر بواسطتهم على الحياة الأرضيّة، وهكذا تنقلب حياتهم الأرضيّة إلى جحيم قبل أن يصلوا إلى الجحيم في يوم الدين أو يوم القيامة. " لقد أرسَلنا رُسُلنا بالبيّناتِ وأنزَلنا معهم الكتابَ والميزانَ ليقومَ الناسُ بالقِسْطِ وأنزلنا الحديدَ فيهِ باسٌ شديدٌ ومنافعُ للناسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بالغيْبِ انَّ اللهَ قوِيٌّ عَزيزٌ " (سورة الحديد، آية 25).

إنّ الإيمان القوي والثابت هو الطريق التي بواسطتها يستطيع المؤمنون الوصول الى النور الإلهي، الذي يُقوّيهم ويثبت إيمانهم    ويُشدّد خطواتهم نحو تحقيق التقرّب لله عزّ وجلّ، والعمل بحسب أوامره، كي يرضى علينا ويقوي اصرارنا على تحقيق أمنياتنا بالحياة الأرضيّة، وهكذا نكون قد ربحنا أنفسنا، وفزنا برضى الربّ آمين.

أمنيتي أن يهل فجر شهر رمضان القادم والسلام الحقيقي والحقّ قد حلّ فوق ربوع شرقنا الحبيب، ونالت كلّ شعوبه استقلالها وحريّتها مع العيش بكرامة، وكلّ رمضان وأنتم بألف خير آمين.

وصوماً مباركاً ومقبولاً وإفطاراً شهيّاً، وكلّ رمضان ورمضان وأنتم ونحن  والجميع بألف خير آمين

الداعي لكم بالخير

أخوكم بالإيمان

المربّي جاسر الياس داود

عبلين – الأراضي المقدّسة

الجمعة المبارك 25/7/2014م

 

                                      

Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت