X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
03/07/2015 - 11:42:43 am
التقطنا الحَبَّ من تحت جناحيْكَ زهير دعيم

( كلمة في ذكرى الشاعر المرحوم  جورج نجيب خليل ألقيت في خلال أمسيّة قراءات في ذكراه بادرت اليها جمعيّة المحبّة وهيئات اخرى في عبلين في 2015 6 30 )

أذكرُ ولا أنسى.... أذكرُ ولن أنسى تلك الأيام الخوالي ، الجميلة ، حين التقطتُ أنا والكثيرون الحَبَّ من تحت جناحيْكَ ومن تحت أفيائكَ الخيّرة.

كُنتَ شجرةً سامقةً في كرم الأدب ، وارفةَ الظِّلال، حُلوة الثَّمَر ، يقطفُ منها العابرون في محطّات حياتهم وعبورهم؛ يقطفون مجّانًا.

وكان بيتُكَ القديمُ والجميلُ صالونًا أدبيًا، لطالما ضمّنا بأريحيّة ودفء غريب ، يسرقُ مِنّا الساعاتِ ، فلا نفطن لوجودنا إلّا والهزيع الثاني قد قارب على الانتهاء، فترافقنا الى البّوابّة إيّاها حيث نتجاذب أطرافَ الحديث ؛ هذا الحديث الطّليّ الذي يأبى أن ينفرطُ عِقدُهُ.

 كُنتُ يومها شابًّا أضعُ أقدامي الصغيرة  في تربة الأدب ، يرافقني فتىً يافع  أحبّ الشِّعرَ والخواطر والنسمات الهانئة تهبّ من ذُرى الشّموخ ، فتىً  أضحى اليوم دكتورًا في الأدب.

ما كُنّا الوحيديْنِ اللذيْنِ استعذبا أحاديثك  الشجيّة ، ووقفا على جميلِ لغتِكَ وتعابيرِك وطيبةِ نفْسِك وسريرتِك الطّيّبة ، وروحِك الحالمةِ وعِنادِك المُقدّسِ في الذّود عن الحقّ والمحبةِ الآتيةِ من فوق.

كم من خِرّيج وطالب جامعيٍّ استعان بك شاعرَنا الغالي في وظائفه وأبحاثِه!

أذكر واحدًا يتباهى بنفسه بكل محفل ، كُنتَ أنتَ – الذي لم يدرس في جامعة، ويبحر في بحور الشّعر العربي ابحارًا ما سبقك أحدٌ فيه- كُنتَ أنتَ الذي كتب له اطروحة الدكتوراه.

كنتَ انتَ الذي نقّح كتبَ وزارةِ المعارف ودواوينَ الشِّعرِ والقصصَ القصيرةَ والخواطرَ للكثير من الكتّابِ والشعراءِ الشبابِ  امثالي ،فأضفيت عليها من روحِكَ الشفّافة معسول الكلام والافكار. واصداري الأول نغم المحبّة والذي صدر سنة 1978 يشهدُ على ذلك فمُقدّمته المرنان تحكي كلّ شيء..

كنتَ وما زلتَ رغم السنين الذي غيّبك بها الثّرى ، كنتَ وما زلتَ حيًّا فينا ، في كتاباتنا  وابداعنا وسهراتنا...كنتُ وستبقى علمًا يُشار اليه بالبَنان..

وستبقى قيثارةً تعزفُ سيمفونيةَ الابداع ، وقصائدَ الانسانية وخواطرَ الكرامةِ والحبِّ الالهيِّ

وستبقى ذكراك محفورة ًفي ذاكرتنا  ، بل وستزيّن احدَ شورعِ هذه البلدةِ الوادعة ِالتي احببتها وتغزّلت بها..

فهل من يسمع.. هل من يقول معي انّه يستحقّ.

ابا انور عبلين العروسُ المتجليّةُ على خدودِ الجليل تفتخرُ بك وترفعُ رأسَها شممًا وكذا نحن.

 
Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت