X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
25/07/2016 - 01:53:39 am
حيدريات

حيدريات

"رسائل من اسرائيكان الى صابر الغضبان"

بقلم: يوسف حيدر

أخي صابر الغضبان تحية وشوق...

لقد شوهت الهواتف الخلوية جمال لغتنا الساحر وجمال بلادنا، حجبته عنا شاشات التلفزيون

والحاسوب، واكتشفنا ايضا عمق جرحنا الذي ظننا انه التأم.

لذا اعذرني يا اخي وأنت هناك، بعيدا عن الوطن، ان امتطي تضاريسها عنك، وتصور معي

كيف امتطيها كحصان ابيض، وأقفز من تلة الى تلة، وأرنو الى بقايا كل قرية او مدينة هُدمت

وشرد اهلها، ومن حقول الى حقول اغتصبت وصودرت اقفز كغيمة، وأمرّ بها رغم المقت

والحسرة كالفاتح من تحت بوابة الشمس.

آه... كم اشتاق لبلادي مثلك.. وانت البعيد القريب عنها ومنها، كم اشتاق لاقلامي ودفاتري

وخربشاتي..

آه... كم اشتاق الى الحق اللعين الهارب منا..

آه... كم اشتقت الى خطواتي عنك تمشي وتجاري ربيع بلادنا القادم...

عنك أخي صابر الغضبان..

اكتشف البلاد.. بلادنا.. وانفض عنها حفنات الرماد.. وأتخذ حقولها الخضراء منزلا دون

القصور وأتتبع السواقي واتسلق الصخور.. وأتحمم بعطرها وأتعمد بالنور..

آه كم اشتقت الى عرقي يتصبب في حر صيفها النقي واجلس العصر.. منتشيا "بين جفنات

العنب والعناقيد تتدلى.. كثريات الذهب"..

آه كم اشتاق لعطر السواقي وادراج الياسمين لشهدها لمُدامها لعشبها ليلا.. أتلحفه مع الفضا

لا ازهد في حبها.. ولا انسى ما قد مضى..

آه.. كم اشتاق مثلك الى خواتمنا واساورنا ومفاتيحنا المنسية.. في هيئة الامم..

آه.. كم اشتاق الى شهيتي في عشقها.. الابدي السرمدي.. رغم الانهيارات العصبية..

والجنون.. والخراب.

آه.. ما أقساني في كل مرة" اذكرك في البلاد واتأكد انك تشتاقها مثلي.. تأكدت ان الحب لا

يزال موجودا.. والبلاد لا تزال موجودة..

أما زلت تشم رائحة طفولتك التي تركتها في البلاد فهي بقيت عالقة بسقف البيوت وتتمختر

في الازقة وفي الحارات وفي الميادين..

وتقفز من جدار لجدار وتلعب بالتراب والوحل وتصب الماء على الجذور...

فرائحة طفولتك يا اخي صابر لا تزول..

أخي صابر..

"عزموني عَ احتفال

قال بدّن اترك البلاد..

قلتلن أني تعلمت

وما عادت ابدًا تنعاد"..

كتبها لي الدكتور مسعود حمدان الذي اطلّ علي من اعالي الكرمل الرابض عند حدود الشاطئ

المحاصر المتأهب لصد عودتك بكل ثمن..

ولأننا اكتشفنا حقيقة انفسنا فنحن لسنا الحاضر فقط.. اننا ماض وحاضر ومستقبل.

والاقل اهمية هو الحاضر لأننا فيه نكون مشغولين بالعمل اليومي والواجبات المحدودة.

اما الماضي والمستقبل فهما مادة الذكريات والاحلام حيث الاستفادة من التجربة الانسانية

والتحليق في آفاق المطلق..

فحبنا لبلادنا مطلق.. مما حدا بالدكتور مسعود حمدان ان يزيد عيار التحدي "شوي" على

دعوات شرطة التصفية ومكاتب التنسيق لتهجيرنا.. في تقليعة الفاشية الاخيرة.. والتي يقودها

وزير التهديد الاستراتيجي على رأس حرس الثورة الجمهوري الدوبرماني اللعين.. ويتحداه

منشدا باعتزاز..

"لا ما منرحل

لا ما منرحل

حتى لو جربتو الغاز

للأبد باقيين

شوكه في عينين الباز

وورده تزيّن بتراب فلسطين

لا ما منرحل

لا ما منرحل

احنا الصبر العالق عكتاف الوديان

احنا التين

احنا ترابك يا بلدنا

احنا الرمان

احنا الفرح الطالع من قلب الايمان

احنا النور الساطع من ليل الانين

لا ما منرحل

لا ما منرحل

احنا النعيم

واحنا المطر النازل من عند الطوفان

احنا القاف واحنا الدال واحنا السين

لا ما منرحل

لا ما منرحل

حتى لو جربتو الغاز

للأبد باقيين

شوكه في عينين الباز

ورده تزين بتراب فلسطين"

هذه الاهزوجة او الاغنية الشعبية يا اخي صابر غنيت في المسرحية التي قدمت ضمن مهرجان الميدان للمسرحية المحلية، الدورة الثانية بتاريخ 16/12/2006 في مسرح الميدان في حيفا من قبل مسرح النقاب.. والتي اسمها "باقيين" او "عملية جراحية" – مانيفيست درامي بسبعة مشاهد.

فنحن حقا ما منرحل وباقيين..

وباقيين في بلادنا.. الى ابد الآبدين

(والى لقاء)

(عبلين)

يوسف حيدر

* الأربعاء

20/12/2006
















Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت