اضطهدوك وما زالوا... بقلم: أدلين أسعد- زهران  23 نيسان 2019

يحلّ فصح الربّ كلَّ ربيع  وفي أسبوع الآلام خاصّة تتناثر التّساؤلات في الأفق

أي ذنب اقترفت يا الهي!

وأي معصية صنَعت يداك لتلقى ما لقيت من تعذيب ونكران وتشكيك 

ما هذا الحقد ودرجة الكراهية الرهيبة!

وكيف تجرَّؤوا بعد ما شهدوه حينها!

قد بانت فيك كلّ علامات ابن الإنسان جليّة مرئيّة كنور الشمس الساطعة

وللأسف!

كلّ  ما رأَوْهُ بأمّ أعينهم لم يكفِهِم

ليعترفوا بأنّك هو

كلّ ما شهدوه لم يهزّ أبدانهم

لم يصدّقوا أنك أنت هو الـمنتظر

رفضوا كلمة الحق

كذّبوك واتّهموك بالتّجديف

ماذا بعد؟ وأي أدلّة أقوى ممّا كانت

الأعمى أبصرَ

والكَسيح حَمَلَ فِراشه ومشى

الـمرضى بَرِئوا

والأموات قاموا من القبر وللحياة عادوا

نُبوءات أشعياء ودانيال تحقّقت

تحدثت عن مجيئك، رفضهم لك وإهانتك وتعذيبك وقتلك.

وَوُعود الآب تحقّقت بك

سيأتي وابن العليّ يُدْعى

أرسلَ ابنه الوحيد ونفَّذ الوَعد الأكيد

فأيّ خطرٍ شكَّلت عليهم

وأيّ إساءة صنعْتَ بهم

يا إلهي يا مخلّص البشر

فَديتَنا بدمِكَ الطاهر

حمَلْتَ صليبَك وتألّـمْتَ

صبرت وقبلت ما فعلوا

وبكلمة واحدة أمكَنَك ردعَهم وتوقيفهم عن تنفيذ مخططاتهم الدَّنيئة

أيها الهادي المعلم والطبيب

يا محب البشر

تحملت جراحاتك

تحملت اتهاماتهم وإهاناتهم اللاذعة

وعلى الصليب سامحت

نعم سامحت وغفرت

فأي قوة أنت

أنت الحق وأنت النور

إله وتجسّد في أحشاء عذراء

نما وترعرع على الأرض كأيّ إنسان

أكل وشرب فيها

ذاق الألم والـموت

لكنك إله طاهر منزَّه عن كلّ خطيئة

فيا لها من معاناة موجعة قاسية فالـمتهم بريء

هي أكبر جريمة اقتُرِفَت عبر التاريخ

مطاردة من أحبّ وأحسَنَ للبشر

أَيكون الجزاء بإهانة ابن الإنسان، بتعذيب رهيب، صلب وقتل!

لكنك الأقوى من كلّ ظلم وظالم

ففي اليوم الثالث قَهرْت الـموت وقُمتَ

غَلبْت ظُلمة القبر بنورك العظيم

رضيت أن تكون أضحية العيد والفادي عن جميع البشر

لنحيا معك الحياة الأبدية

هنيئا لذاك الزمان

ولـمَن عرفَ السّيد الـمسيح عن قُرب، سمعه ورآه وتتلمذ على يديه

وخسارة ما بعدها خسارة للذين قَسَوا ونَقَموا عليه

فكلمة ظلموا لا تكفي لوصف ما حدث من اجتراء

والفعل قتلوا لا يعادل ما كان من تعذيب وتنكيل

يا معلمنا العظيم وإلهنا

منك نستمدّ القوة والإيمان

وليكن اسمك يا سيدي مباركا ممجدا متلألئا إلى الأبد