X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
02/07/2020 - 10:13:12 am
الحُريّة قصّة للأطفال بقلم :زهير دعيم

الحُريّة

قصّة للأطفال بقلم :زهير دعيم

كانت الفكرة فكرته، فقد أصرَّ فريد ابن التاسعة على أن يشتريَ له أبوه قفصًا ذهبيًا وفيه طائرا كَنار ، انّه يحبّ الكناري بلونه الأصفر المائل إلى الحُمرة وصوته العذب الرخيم ، فقد شاهده عند صديقه منير .

 كان ذلك منذ سنة ، ولكن فريدًا تغيّر في هذه الأيام كثيرًا ، فقد علّمته معلمة الصّفّ والتي يحبّها كثيرًا ، علّمته أنّ الطيور والعصافير خُلقت لتعيش حُرّة تنعم بالفضاء والحريّة والربيع الذي ملأ الأرجاء ، لا أن تُحبس في أقفاص.

   لقد فكّر فريد وفكّر ...كيف يمكن أن يحرّر هذين الطائرين الجميلين من الأسر ، صحيح أن والده دفع ثمنهما مبلغًا من المال ، ولكنّ الحريّة أغلى ثمنًا !!.

  احتار فريد هل يخبر امّه أم أباه بالأمر ، أم يتصرّف بنفسه.......  وحكّ رأسه وضحك...

 وفي اليوم التالي عندما جاءت الأم لتطعم الكناريين ، تعجّبت حين لم ترَ الا كناريًا واحدًا.

  أين الثّاني تساءلت ، وتساءل الأب ، وتساءل حتّى فريد ، فباب القفص مقفَلٌ ولا أثر للريش بجانبه.

  وظلّ اللغز لغزًا ، رغم أن الوالدين نظرا إلى ولدهما نظرة فيها شيء من الشّكّ .

 مرّت الأيام والكناري يعيش الوحدة والحزن ، فأقترح الأب أن يشتري كناريًا آخر ، ولكنّ فريد حاول ان يمنع هذه الخطوة ، فاتفق  الجميع على التأجيل.

 اخذ فريد في عصر احد أيام الربيع المتأخرة القفص الذهبيّ والكناري في داخله، أخذه إلى الحديقة وعلّقه بغصن شجرة التوت ، وما هي إلا لحظات حتى هبط  الكناري الثاني على القفص ، وأخذ يزقزق ويشارك شريكه الغناء.

 نادى فريد والديه ، ونظر إليهما طويلا ، وكأنه يرجوهما شيئًا .

  ولم يخب ظنّه ورجاؤه ، فها هو الأب يقوم إلى باب  القفص الذهبيّ فيفتحه ، لينطلق الكناري الأسير إلى الخارج مسرعًا  ومزقزقًا وكأنه يقول : شكرًا ... شكرًا .

 وطار الكناريان بعيدًا، وطار معهما فريد إلى غرفته ليعود حاملاً من حصّالته مبلغاً من المال ، وعرضه على أبيه لقاء حريّة العصفورين ، ومعتذرا بأنه هو هو الذي حرّر الكناري الأول ، في خطوة لتحرير الثاني .

 ضحك الوالدان كثيرًا، ورفضا قبول المبلغ ، بل مدحاه على أخلاقه ومبادئه.

  ظلّ القفص الذهبيّ مُعلَّقًا بشجرة التوت ، مفتوح الباب ، عامرًا بالطعام ، يبيت فيه  الكناريان ليلا، ليطيرا صباحًا على أجنحة الحُريّة ، ليس قبل أن يُغرّدا أغنية الصّباح الجميلة على نافذة غرفة فريد.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت