X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
15/06/2012 - 09:20:15 pm
الجار ولو جار بقلم زهير دعيم
مريم خطيب

ما ان أرسلت الشّمس أشعتها الأولى على التّلال والمروج الخضراء ، حتى هبّتِ الأرنبة " أرنوب" صاحبة حقل الجزر من نومها ، وفتحت باب جُحرها ، واندفعت الى الخارج تتفقّد الحقل كعادتها في كلّ صباح ، قبل ان تتفقد صغارها ، فهي تخاف من جارتها الغزالة " ريم" وصغيريها ، الذين يعيشون في فقر شديد .تخاف أن تمتدّ يدها فتقلع جزرة أو أكثر تسدّ بها رمق صغارها.

  و" أرنوب" هذه بخيلة جدًا ، تبخل حتى على نفسها وعلى صِغارها الخمسة أيضًا.فهي لا تسمح أبدًا لأحد منهم بأكل أكثر من جزرة صغيرة في اليوم ، وإن حدث وأكل أحدهم جزرتين فالويل ثمّ الويل له، حتمًا سيصوم في اليوم التّالي وسيبيت ليلته خارجًا عند الباب.

  ولطالما اتهمت " أرنوب" جارتها  "ريم" زورًا بالسرقة من حقل الجزر ورمتها بأبشع الصّفات وطالبتها بالمغادرة والابتعاد ، ولكن " ريم" التزمت جانب الصّمت والأدب ورفضت ترك بيتها.

  عادت "أرنوب "  من جولتها الصّباحيّة في الحقل ، فأيقظت صغارها الخمسة وتكرّمت على كل واحد منهم بجزرة صغيرة وحملت بعد ذلك على رأسها اضمامة الجزر كعادتها وتوجهت نحو السّوق لتبيعها هناك.

   واستيقظت " ريم" ايضًا فأيقظت صغيريها ورفعت معهما صلاة صغيرة حارّة لله ، ثم شاركتهما رياضة الصّباح ، وقدّمت لهما الفطور البسيط وعانقتهما وودّعتهما وخرجت بحثًا عن الطعام والرزق الحلال.

  خرجت " ريم " من بيتها وأغلقت الباب غلفها وهمّت بالمسير وإذا بها ترى عن بعد ، وعلى الطريق الضيّق المؤدّي الى بيت الأرنبة " أرنوب" الثعلب المكّار يحفر في دربها، يحفر ويحفر ، فراقبته بحذر، فتأكد لها أنّه ينصب شركًا لجارتها " أرنوب" ليصطادها أثناء عودتها من السّوق .

 يا له من لئيم خدّاع قالت الغزالة في قلبها وتابعت : "يا ويلي عليك يا جارتي" .

  وفكّرت " ريم" ماذا عساها أن تفعل لتنقذ جارتها من الموت والهلاك ، وصغارها من الضّياع .

  أسرعت الغزالة اللى السوق ، وأخذت تبحث في أرجائه عن جارتها " أرنوب" الى ان وجدتها ، فأخبرتها بالشَّرَك الذي نصبه لها الثعلّب المكّار.

  شكرت "أرنوب" جارتها  "ريم"  من صميم فؤادها وطلبت منها السّماح .وعادتا معًا في طريقٍ أخرى لتعيشا سوية في وئام وسلام مع صغاريها ، يأكلون الجزر بشهية ، ويلعبون الغُميضة ، ويراقبون بسخرية الثعلب المكّار الذي يعود كلّ يوم يتفقد شركه الفارغ !!




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت