X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
24/06/2012 - 03:12:19 pm
اغسل روحك على شاطئ البحر ! بقلم : الإعلامي حسين الشاعر شفاعمرو
مريم خطيب

شاءت الظروف في بحر الأسبوع أن يصطحبني أحد الزملاء الى شاطئ البحر في ساعات الصباح مع بزوغ فجر جديد وقبل شروق الشمس ، لم أتردد للحظة وكم كنت بحاجة الى أمواج البحر... أعترف من البداية لا أجيد السباحة كما يجب، لذلك ترجلت على الرمال وتأملت بالأمواج، وأمعنت النظر في الأفق حتى النقطة الفاصلة بين عيني ومساحة البحر.كانت نظراتي تتناغم يميناً وشمالاً مع الأمواج التي تتجدد في كل لحظة وتتدحرج منسابة لتلامس قدمي.. كنت أشعر انها تتحدث معي... وفي لحظة وانا في تأملاتي التي أنعشها نسيم الصباح ودغدغتها المياه الدافئة نوعا ما ، المتدفقة الآتية من الأفق .. فجأة تحولت موجة الشعور الى التشائم عندما نظرت الى المياه، وما زال الصبح متدثراً بثياب العتمة، فتخيلت أمامي  حوتاً وسمكة قرش فابتعدت بعض الأمتار الى الوراء...تذكرت حينها حكاية للكاتب الروائي العربي كريم الشاذلي عن تقاليد وحنكة البحارة... عندما كانوا يجدون حوتاً كانوا يلقون قارباً فارغاً ليشغلوه به، من أجل تشتيت تركيزه عنهم فيصب تركيزه على القارب، وبعد ساعات ينجح البحارة من اصطياده.هذه الحكاية جعلتني أغوص في أعماق البحر وأعماق أفكاري وأعماق قلوب الناس الحائرة وقلوب الناس التي لا ترحم وعقول الناس التي لا ترى إلا السواد وبث الإشاعات، فاسمحوا لي ان ألقبهم إن صح التعبير بحيتان الحياة التي نعيشها فهم حيتان من الهموم حيتان من الكذب بالإضافة الى حياتنا الطبيعية المليئة بحيتان الهم والغم والحزن.تخيلت نفسي راكبا قارباً صغيراً يأخذني بعيداً بعيداً حتى أصبحت لا أرى الشاطئ ، بالرغم من اعترافي في البداية أنني لا أجيد السباحة ولكن شعرت بقوة وجرأة لأن القارب كان مصنوعاً من الإيمان بالله، والتسليم بالقضاء والقدر، والثقة العالية التي أتمتع بها، إن كل شيء بمقدار وإن كل شيء مكتوب ومحسوب ولا مفر من لقاء الله، فشاهدت فجأة الحوت يقترب من قاربي، فوراً استعذت من الشيطان ولم أخش للحظة ! وتذكرت أنني بقارب الإيمان بالله، وتبين أن الحوت  الذي شاهدته هو حوت القلق والهم، وحوت الناس التي لا ترحم، فعدت الى الشاطئ بطمأنينة، وعرفت أن بإمكاننا ان نغسل أفكارنا ونغسل روحنا فكانت هذه الرحلة القصيرة من أجمل الرحلات في حياتي مع أنها استغرقت ساعتين من الوقت الزمني ولكنها غسلت روحي سنوات طويلة مضت ودفعتني للعيش من جديد.عزيزي القارئ لا يمكنك أن تعطي حياتك مزيداً من الأيام ولكن بإمكانك أن تعطي لأيامك مزيداً من الحياة. وعليك أن تسأل نفسك متى ستكون أسعد إنسان في الدنيا،عليك أن تفكر فقط بالذين يحبوك، ولا تعط من يكرهونك لحظه واحده من حياتك عش حياتك طبيعة لأن المظاهر جزء من الحيتان الوهمية، تذكر كلما ترفه الجسم تعقدت الروح، وتذكروا الأفكار التي غرستها منذ سنوات في قلبي وعقلي ..العفو ألذ من الانتقام والعمل أمتع من الفراغ والقناعة أعظم من المال والصحة خير من الثروه !.حتى أكون صريحاً وواقعياً لم أركب القارب في البحر ولكني ركبت قارب الحياة وتبين مدى التشابه فقررت أن امتلك قارب الراحة والاطمئنان ، وعلمت أن في الحياة حيتاناً كثيرة وعلينا إدراك السباحة حتى بين الناس ونعرف من نختار كي نبحر دون خوف وقلق...




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت