X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
25/06/2012 - 01:11:36 pm
حيفا والملاحة البحرية في مائة عام(1850-1948) بقلم جوني منصور
مريم خطيب

إن حيفا قد بدأت تزدهر في عمرانها وحياتها اليومية من خلال عدة عوامل، منها الميناء. ما أشار إلى أن مساهمة الميناء في هذا الميدان كانت في غاية الأهمية. ولقد لعب رُيّاس البحر دورًا مركزيًا في هذا المجال، خاصة وأن عملهم قد انحصر في عائلات معينة دون غيرها، كعائلتي رنو وأبو زيد.

أما في مقالتنا هذه فإننا سنأتي على ذكر تطور حركة الملاحة في حيفا، وخطوط الملاحة التي تأسست فيها، وما تركته من أثر على أحوالها الاقتصادية، وبالتالي على أحوالها الاجتماعية والثقافية وحركة السكان الوافدين إليها من أقطار مختلفة سواء القريبة او البعيدة عنها.

 

الملاحة البحرية في حيفا:

ساهمت حركة الملاحة البحرية في حيفا بنمو المدينة وتطور أحياءها التي كانت ممتدة داخل أسوار المدينة التي بناها الشيخ ظاهر العمر الزيداني. وفي واقع الأمر أن حركة الملاحة شهدت طفرة لا بأس بها فور مغادرة الجيش المصري بقيادة ابراهيم ابن محمد علي باشا للمدينة خاصة ولسائر مناطق بلاد الشام(في 1841)، بعد تدخل تحالف الدول الأوروبية، وإلزامه القيام بذلك والاعتراف بالسلطان العثماني مقابل حصول الأخير على فرمان الوراثة الذي يعترف به حاكمًا على مصر هو وأولاده وأحفاده من بعده.

كشفت الدول الاوروبية ان خليج عكا(ويُعرف أيضا بخليج حيفا) يحمل ميزات خاصة جدًّا من حيث اتساعه عند حيفا، وتراجع الريح في بعض جنباته، وإمكانية رسو السفن بأمان في المقطع المقابل لحيفا اليوم. لهذا بدأت شركات ملاحة اوروبية ذات تاريخ حافل بإرسال سفنها إلى حيفا بدلاً من عكا أو أوّلاً إلى حيفا ثم إلى عكا، محاولة بذلك تفحص الأحوال والظروف.

كانت الشركة الأولى التي أوفدت سفنها إلى ميناء حيفا القديم هي شركة "لويد" النمساوية، وكان ذلك في بداية الخمسينيات من القرن التاسع عشر، ثم تلتها شركة "مسجري مريتايم" وهي فرنسية التسجيل وأقامت لها محطة في حيفا، ثم لاحقًا سيّرت كل شركة من هاتين الشركتين خطوطًا لنقل الركاب على سفنها من موانئ مختلفة في أوروبا إلى حيفا. وتميّزت سفن الركاب التي نقلت المسافرين والحجاج المسيحيين على وجه الخصوص، بكونها آمنة ومريحة وسريعة. وكان لوصول دفعات من الحجاج المسيحيين إلى ميناء حيفا ومن ثم انتقالهم إلى الناصرة والقدس وبيت لحم فرصة لتشجيع موجات أخرى ومتوالية من الحجاج الذين بدأوا يصلون إلى الأراضي المقدسة لزيارة أماكنها ذات الصلة بالكتاب المقدس والتاريخ المسيحي، سواء شمالي فلسطين أو في مناطق القدس وبيت لحم.

 

انتعاش دير مار الياس:

لقد ساهمت حركة نقل الركاب والمسافرين وخاصة الحجاج في إنعاش المدينة، وشهد دير مار الياس على جبل الكرمل عند الموقع الذي يعرف بـ "ستيلا ماريس" نشاطا مباركا من حيث تزايد أعداد الحجاج والزوار القادمين إلى هذا المكان ومنه إلى مواقع أخرى في فلسطين. وأصاب الانتعاش الدير المذكور لكثرة أعداد الزوار القادمين إليه، حتى أن رئيس الدير حول بعض أقسامه وأجنحته إلى فندق صغير، ولكن حتى الفندق لم يتسع للعدد الكبير من الزوار.

 

شركة لويد النمساوية:

لقد بلغ الأمر بشركة لويد النمساوية أن تبوأت المكانة الأولى في تسيير أعداد كبيرة من سفنها البخارية باتجاه حيفا. وتميزت هذه الشركة بكونها طلائعية في الملاحة البحرية في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى كونها مساهمة بقوة في تطوير وتحسين طرق المواصلات البحرية بين موانئ حوض المتوسط.

 

شركات ملاحة أوروبية:

ولا بد من الإشارة ان شركات ملاحة أهرى قد وصلت غلى ميناء حيفا، منها شركة "السفن التجارية الروسية" و "شركة البوسطة الخديوية"(وهي مصرية). وكذلك وصلت شركة فرنسية للملاحة والنقل البحري باسم "كومباني دي مساجيري مريتايم". وبرنامج هذه الشركة الوصول إلى ميناء حيفا مرة في كل اسبوع. وجدير ذكره ان شركات اوروبية وتركية أخرى قد نظمت رحلات ونقل تجاري إلى حيفا بشكل مستمر مثل الشركات التالية:"دويتش لافنتيه لايني"(الخطوط الالمانية)، و "برينس لاين" (الخطوط الاميرية البريطانية)، وشركة "وندر لاند ستومبوط"(وهي هولندية)، وشركة "ارخبيل لانمو"(وهي شركة تركية). وكلفت هذه الشركات وكلاء عنها في غالبيتهم كانوا من قناصل الدول المعتمدين في حيفا. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن 17 خطًا ملاحيًا انطلق من حيفا خلال فترة الانتداب البريطاني من ميناء حيفا دون غيره من موانئ الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وهذا رقم قياسي لفترة زمنية من مطلع القرن العشرين.

 

خطوط الملاحة وشركات النقل البحري:

تفيدنا السجلات وصحف ذلك الزمان أن وكيل شركة "واريغا" قد نظم رحلات في الخطوط البحرية لنقل الركاب بدرجتين أولى وثانية من حيفا إلى الجزائر وفرنسا وتونس ومراكش والسنغال، وذلك في مطلع شهر نيسان من العام 1921. واوردت جريدة الكرمل(لمحررها نجيب نصار) بتاريخ أول تموز عام 1922 أن بواخر وسفن مساجري مريتايم وشركة "اللوتس" قررتا في رزمة خدماتها أن تمر خطوطها في حيفا مرة كل اسبوعين، واضافت الشركة أنها مستعدة لنقل المهاجرين من أهالي البلاد(أي الراغبين في ترك الوطن والهجرة منه) إلى اميركا اللاتينية(الجنوبية) بأسعار مقبولة، وتتعهد إدارة الشركة بتوفير كل وسائل الراحة، ويمكن التوجه إلى وكيلها السيد أوكتاف كاتوني للحصول على مزيد من التفاصيل أو للتسجيل.

أما شركة خطوط الملاحة الملكية الهولندية فقد توقفت عن تسيير خطوطها من وإلى مينائي حيفا ويافا في 1924، إلا أنها أعلنت لاحقًا في تموز 1933 عن إعادة تشغيل خطوطها رأسًا من امستردام وروتردام إلى حيفا ويافا.

 

شركة الخطوط الخديوية المصرية:

وتعتبر شركة الخطوط الخديوية المصرية من أبرز شركات النقل البحري في استعمال مينائيحيفا ويافا، وكانت الشركة قد نشرت إعلانا في جريدة الكرمل الحيفاوية في شهر تشرين الثاني من العام 1920 عن برنامج رحلاتها من بور سعيد والاسكندرية إلى موانئ فلسطين.

أما بواخر الشركة المصرية فهي:

1.   الباخرة الخديوية(بورلس): فكانت تحضر قادمة من ميناء بيروت صباح الأربعاء ثم تسافر إلى يافا فالاسكندرية.

2.   الباخرة الخديوية(المتنزه): تحضر من ميناء بيروت صباح السبت وتسافر إلى يافا فبور سعيد ثم الاسكندرية وبعدها تتابع سفرها إلى إزمير واستنبول في تركيا.

3.   الباخرة الخديوية(المحمودية): تحضر من يافا الثلاثاء وتسافر إلى حيفا وبيروتوطرابلس الشام، واللاذقية والاسكندرونة ومرسين وأداليا ورودس وإزمير واستنبول.

ونتيجة للزيادة في عدد المسافرين على متن الخطوط الخديوية المصرية قررت الشركة في عام 1921 زيادة رحلاتها الأسبوعية بزيادة خط ملاحي على طول السواحل السورية. وهذا يدل على أهمية التنقل بين أجزاء الاقطار العربية الشامية أولا ومنها إلى مصر. ومن جهة أخرى أكدت هذه الزيادة في أهمية الخطوط البحرية كوسيلة نقل آمنة ومريحة وتفي بالغرض المطلوب من وصول المسافرين أو بضائع التجار التي كانت تنقلها السفن والبواخر التجارية التابعة للشركات ذاتها، أو غيرها من شركات النقل البحري.

وأيضا فإن الشركة الخديوية المصرية قد اعلنت في نيسان عام 1926 وبالتعاون مع شركة كروني للنقل البحري عن تملك بواخر مجهزة بالماء والكهرباء وأجهزة اللاسلكي لنقل الحجاج المسلمين عبر ميناء حيفا إلى ميناء السويس ومنه إلى ميناء جدة في الديار الحجازية ومن جدة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء مناسك الحج. وهذه الخطوط والخدمات فيها كانت وسيلة اخرى تضاف إلى الوسيلة التقليدية بالنقل البري بواسطة قوافل الجمال، وأخرى بالقطار الحديدي الحجازي. وكلفت الشركة الخديوية وكلاء لها في حيفا مع زيادة الطلب على خدماتها وهم السادة ناصيف وجولي وشركاهم. وكان هؤلاء الوكلاء قد تولوا وكالات شركات أخرى منها بواخر شركات سوكورتا وكومسيون وترانزيت حيفا.

 

 

وكلاء النقل البحري في حيفا:

ومن أسماء وكلاء ومديري شركات ملاحة في حيفا في فترة الانتداب البريطاني نذكر على سبيل المثال:

ج.ب. فرسون مدير شركة الملاحة للشرق الأدنى، ومكاتب الشركة كائنة في شارع الملوك.

شركة بواخر البوستة الخديوية ومكتبها في شارع الملوك، وجاء في الإعلان الدعائي الذي نشرته الشركة في دليل فلسطين التجاري لعامي 1935/1936 (سفريات اسبوعية منتظمة للركاب والبضائع ما بين فلسطين وسوريا وتركيا وقبرص والقطر المصري واوروبا والبحر الأحمر وموانئ العالم بواسطة الخطوط المتحدة من بور سعيد والاسكندرية).

شركة يوسف ب. ألبينا لتوريد وشحن البضائع وتخليصها من دائرة الجمارك. شركة مساجيري مريتايم الإفرنسية (أسفار اسبوعية سريعة ومنظمة من فلسطين إلى مرسيليا وكافة أنحاء اميركا) كما جاء في الدليل التجاري الذي أشرنا إليه أعلاه.

 

خاتمة:

تبين لنا ان وصول البواخر إلى حيفا كان أحد عوامل تطور المدينة ونموها وازدهارها، وبالتالي تطعمت المدينة بثقافات متعددة الألوان والاتجاهات، ولكن بالرغم من هذه المشهدية إلا أنها نجحت حتى العام 1948 في الاحتفاظ بطابعها العربي سواء في مظاهر العمران أو  الحياة اليومية. وكان لحركة المواصلات البحرية مكان في تحقيق هذا النمو لمدينة شابة ويافعة كحيفا.

 

 

 













Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت