X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
16/10/2011 - 08:48:42 am
خطوة ثابتة نحوة الدروة المنشودة بقلم ناجي ظاهر
موقع الغزال

هذا هو الكتاب الرابع لصاحبته، الكاتبة الشابة نورة نفافعة ابنة حي الفاخورة في مدينة الناصرة. كتبها السابقة هي:" لحظات من حياتي وحياتك" صدر عام 2007، "محكمة الحياة" صدر عام 2008، " همسات"، صدر عام 2009. وها هي تصدر كتابها الرابع خلال سنوات قليلة لا يتجاوز عددها عدد اصابع اليد الواحدة.

صاحبة هذا الكتاب، اصدرت كتابها الاول وهي لما تزل في السابعة عشرة من عمرها، الامر الذي لفت اليها الانظار، بعده بسنة واحدة اصدرت كتابها الثاني، ثم اصدرت كتابها الثالث، وكان لي الحظ في ان قدمته للقراء بكلمة اثنيت فيها على اصرار الشباب على المضي في طريق الابداع، واستفضت في الحديث حول اهمية تشجيع الكتابات الشابة كونها رسولنا للمستقبل.

اعترف انني يوم كتبت مقدمة ذاك الكتاب، لم اراهن على اسم صاحبته لسبب بسيط هو انني لم اكن اطلعت بعد على كتابات لها، وكان انني سجلت بعد اطلاعي على نتف من نتاجها عددا من الملاحظات، معظمها يتعلق باللغة التي كتبت بها وبطريقة التناول. في فترة تالية اتيح لي ان اتعرف على كاتبتنا اكثر، عندها تعرفت الى نشاطها في ادارة ورشة طلابية تحت اسم الصحفي الصغير في مدرسة حارتها الابتدائية، مدرسة ابن عامر الجماهيرية، وكان ان اجرت معي مقابلة حول الانترنت ومدى فوائده ومضاره لإعداد تقرير نشر في صحيفة كل العرب بتاريخ6/5/2011

من معرفتي السطحية بها، ومن لقاءات عابرة لم يتعد وقت اللقاء الواحد منها الدقيقة الواحدة الا بقليل، تبين لي انها اكبر بكثير مما كتبته حتى ذلك الوقت، الامر الذي دفعني لطرح السؤال تلو الاخر عن السبب الذي يجعل الواحد منا يبدع في حياته ويتردد عن الابداع فيما يقدمه من عمل ادبي ابداعي.

هذا السؤال بقي يلح علي وكثيرا ما كنت افكر في عدد من الاتجاهات للاجابة عنه، فهل يكمن السبب في  الاساليب التعجيزية التي يعلموننا اياها حاشين رؤوسنا بالكلمات او ما يسمى الثروة اللغوية؟ ام هو الخوف من الكلمة المطبوعة، ام هي اراء الاخرين ممن يحبطون عزائم الشباب وهم كثر في مجتمعنا؟ هذه الاسئلة وامثالها كانت تلح علي وكان واضحا لي ان اللغة ما هي الا فكر، اما الكلمات فانها لا تعدو كونها ادوات للتعبير، وهو ما حرصت على نقله لطلاب دورات ابداع قمت بارشادهم في مجال الكتابة الابداعية، في العديد من المدارس، كان اخرها مدرسة ابن عامر الجماهيرية في حي الفاخورة، حي كاتبتنا صاحبة هذا الكتاب.

كما يحدث دائما يمضي الوقت غير عابئ بنا وبما يقلقنا من اسئلة، وانسى او اكاد انسى هذه الاسئلة، وافاجا اخيرا بصاحبة هذا الكتاب تخبرني بانها قامت بكتابة مجموعة قصصية، وتريد ان تطلعني عليها لقراءتها ولاعدادها للنشر، وتعود التساؤلات القديمة الجديدة للالحاح، فماذا ساقرا؟ هل ستكرر هذه الكاتبة نفسها؟ ، ام انها ستسفيد من التجربة وستضع خطوة اخرى واسعة على طريق تطورها وتقدمها في مجال الكتابة الابداعية؟

وضعت هذه المجموعة على الطاولة امامي بانتظار ان يتوفر لي الوقت لقراءتها، ويبدو انني نسيت المطلوب مني، بدليل ان صاحبتها سالتني، بعد فترة مديدة نوعا ما، عما حصل لي مع مجموعتها القصصية الجديدة. بعد سؤالها هذا مباشرة هرعت الى المجموعة لاقراها، فقد احسست تحديا من نوع ما في صوت صاحبتها، وبدت واثقة من نفسها، ازاء هكذا موقف لم يكن امامي من مناص سوى ان اتناول المجموعة، وفي نفسي سؤال.

ما ان تناولت مخطوط هذه المجموعة وشرعت بقراءتها حتى ابتدات بالعثور على اجوبة اردت الحصول عليها، في طليعة هذه الاجوبة ان صاحبتها اكتشفت اخيرا بعضا من اسرار الكتابة، فها هي تقوم بالسرد القصصي على طريقة السيدة شهرزاد راوية حكايات الف ليلة وليلة، ذاك العمل الادبي الفريد، وها هي تبحر في عالم اللغة مغترفة من بحرها غير هيابة ولا وجلة.. كما تبدى في كتابات سابقة لها.  

لقد حققت لغة الكاتبة في مجموعتها الراهنة، قفزة نوعية واسعة في رايي، وقد ادركت اخيرا ان اللغة هي فكر اولا وقبل كل شئ، لهذا هي توقفت عن البحث عن كلمات ومضت في طريقها الابداعي مستعينة باللغة/ الفكر، بدلا من ان تكون اللغة كما حصل سابقا معها، حجر عثرة وعقبة كاداء، لقد تحرر الطير اخيرا من قيده، وها هو يقف على فرع غصنه المياد ليروي حكايته غير عابئ الا بما يتطلبه القص من ايقاعات، ولغة موحية، وتشويق هو من صفات القص الجميل الراقي.

مع هذا كله استوقفتني ملاحظات كان لا بد من الوقوف عندها، في مقدمتها ان الكاتبة تاثرت بافكار سبق وطرحها اخرون، بل ان بعضا منها تردد في حكايات شعبية، ولا اعتقد ان القارئ سيحتاج الى جهد كبير لاجراء مقارنات بين هذه القصة وبين قصص وحكايات اخرى سيق وقرأها او اطلع على تفاصيلها. من هذه الملاحظات ان الكاتبة رصفت بعضا من قصصها بالمواعظ والتوجيهات وهو ما يتعارض ويتناقض عموما مع عملية القص الابداعية.

بعد قراءتي لهذه المجموعة تذكرت قولا وجهه الكاتب العربي المصري البارز، نجيب محفوظ، الى كاتب شاب ومحفوظ لمن لا يعرف، اول كاتب عربي حاصل على جائزة نوبل الادبية المعروفة عالميا،. مفاد هذا القول هو انني لم اكتب في بداياتي افضل مما كتبت في بدايتك. هل كان محفوظ يتجاز عن ملاحظات بسيطة مثل هذه التى اوردتها انفا، لاعتقاده ان من وجه اليه قوله، هو شاب في مبتدأ طريقه، وامامه الايام ممتدة طويلة، وبامكانه ان يتعلم منها ايضا؟ هذا ما اعتقده الان وانا اكتب هذه الكلمات، وهذا ما اهمس به في اذن كاتبتنا الشابة، فقد وضعت خطوتها الاولى على طريق الابداع الطويل الممتد، وما عليها الا المواصلة لبلوغ ذرى عالية لم يصل اليها سوى القليلين من اصحاب الاحلام الكبيرة.







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت