X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
04/11/2011 - 09:58:24 am
الحصار بقلم: زهير دعيم


كان إبراهيم ؛ الطفل الأسمر ذو الشّعر الفاحم والعينين السوداوين الواسعتين وابن جباليا في القطاع ، كان ينتظر عيد الأضحى على أحرّ من الجمر ، ينتظر الأيام والدقائق لكي تمرّ ، وكثيرًا ما تبطئ فيتأفف ويتذمّر قائلاً : أفٍّ ما أطول هذه الأيام ؟ .
وأخيرا جاء العيد ، ويا ليته ما جاء ، فالدموع منذ ذالك اليوم وهي تملأ عينيه ، وتُبلّل خدّيه.
يبكي ويصرخ ...لماذا ؟! أين هو ؟ ..ولماذا تأخر؟!
وتجيب الامّ وهي تحاول أن تخفي دمعةً في عينيها.
" الغائب عذره معه يا بُنيّ ..." وتُتمتم بصوتٍ منخفضٍ : لعن الله الشرّ ...لعن الله الحِصار .
ويرفض إبراهيم أن يقبل الأعذار ، ويرفض أن يتناول طعامه !! هذا الطعام المُتبقّي في البيت !! ...وكيف يقبل والعيد مرَّ جافًّا ، باهتًا ، فلا نقود ، ولا العاب ولا هدايا ، ولا لحوم ، والأهمّ لا كرة قدم ، نعم كرة قدم ، فالأب سافر كعادته قبل شهرين إلى مدينة ليعمل هناك .
ويحاول إبراهيم أن يتذكّر اسم هذه المدينة ، ولكنه يفشل ، فيروح يسأل امّه :
أين يعمل أبي يا أمّاه ؟
هنا.....تقول الام ...نابلس ...نعم نابلس يصرخ إبراهيم ، إذن لماذا لم يعُد لنا من نابلس ؟ ألم يعدني بكرة قدم أثناء عودته ؟ ألم يقل لي أنَّ هديّة العيد ستكون كرة قدم مُلوّنة ؟ لقد مرّ العيد ، مرّ العيد يا أمّي وأبي لم يعُد .
وسالت دمعتان على خدّيّ الأم وهي تُعانق ولدها ؛ وحيدها وتقول :
سيأتي يا بنيّ ...قريبًا سيأتي ...قريبًا سيفرجُها الله ويفكّ الحِصار .
حِصار ..حصار ...حصار صرخ ابراهيم ..مَن هذا الحِصار ؟ انّه يقتلني .....يُعذّبني !!..أريد أن أراه لاسأله عن أبي وعن كرة القدم ...خُذيني إليه يا أمّاه ...خُذيني إلى الحصار .
وتبكي الأمّ ..ويبكي إبراهيم ..ويبكي البيت ..... وتبكي الثّلاجة القديمة.

Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت