تابعت الاتهامات المتبادلة على المواقع الإلكترونية، بين الشيخ علي معدي، والشيخ كريم طريف في قضية المعرض العسكري الذي أقيم هذا الأسبوع في الباحة الكبيرة بمقام سيدنا شعيب عليه السلام في حطين، تحت رعاية الرئاسة الروحية، وموافقتها على هذا الحدث الذي يأتي عشية الزيارة السنوية لمقامه الشريف المقدس، والعرض العسكري وحسب الأنباء أعد للطلاب الثانويين الدروز قبل تجنيدهم.

الحقيقة وفي توفر الجرأة وتسليط الأضواء على هذا الحدث، إنّه من المؤسف أن يصل بعض المشايخ إلى مستوى التلاسن الكلامي عبر وسائل الإعلام، رغم الحق في إبداء الرأي واحترام المواقف، والأمر اللافت في بيان الشيخ علي معدي، بأن المقام المقدس يحمل اسمه وأريحيّة الأنبياء في جواهره، والحقيقة أنّنا لسنا في زمن الفتوحات، ومواكب الفاتح صلاح الدين الذي أحاط بفرسانه وخيوله مشارف المقام، وأعاد بنائه.

شخصيًا أنا اعتبر اقحام المقام المقدس بموضوع التجنيد والعسكرية، خطأ من بدايته، وحديث الشيخ كريم طريف في سياق رده، بأنه حدث متبع منذ عشرات السنين، قد يكون خطأ ويحق لنا أن نُصحّح الأخطاء، ما دام في قرانا ملاعب وساحات، تتسع للعروض العسكرية والمبادرين اليها.

لقد وقَعت الرئاسة الروحية في خطئٍ، لكنها لم تقع في خطيئة وعليها محاسبة نفسها، هذا لن يمنع في المستقبل أحد أرطال الدبابات والصواريخ، وكل التشكيلات من تحويل المقام المقدس إلى قاعدة عسكرية، ما دام هناك سابقة في العروض. تقع على الطائفة المعروفية في البلاد مسؤوليات جمّة، ونحن نعرف جيدا بأن الرئاسة الروحية أدّت واجبها اتجاه الأهل في جبل العرب.

الدخول في التفاصيل قد نرتكب الأخطاء، ونعرف بأن الرئاسة الروحية والمجلس الديني وزّع المنح الدراسية على طلاب بني معروف، والحفاظ على المقدسات، لكن من الحكمة أن نبقى في مستوى إنجازاتنا، فالمقام المقدس مُلك المؤمنين.

ولا تنقص من مقام الرئاسة الروحية الدينية اذا اخذوا الامور شورى ما بين الناس واصحاب القرار  فمقام النبي وكل المساحات حوله ملك الله وكل المؤمنين في روافدهم ولا يملك احدا صكا او فتوة للتصرف في هذا المكان والاعتراف بالخطأ فضيلة يا احب الفضيلة .