سوريا البلد الغني بالثروات الطبيعية والطريق التي ولد فيها عز وفخر الأمم والحضارات, وباب فتح بيت المقدس, انها مطلب وهدف لدى العرب والعجم والغرب وكثير من الأمم. وهذا سبب واضح على تناوب الذئاب على سوريا. لكن نهج نظام الاسد لا يختلف عن غيره من الانظمة العربية من ظلم للشعب وانتهاك للحقوق المدنية وغيرها منذ استلام الحكم والى يومنا هذا. لكن الثورة فتحت الباب امام الجميع للمشاركة في محاربة الظلم والفساد الذي انهك الشعب السوري عقودا من الزمن.

من الشباب المسلم من لم يتوانى عن الدفاع عن المظلومين في اي من بقاع الأرض, بشكل جماعة او تنظيم او مؤسسات رغم تجاهل العالم والاعلام لمشروع نصرة الأمة الاسلامية. فمنذ حرب البوسنة والشيشان ومن ثم افغانستان وداغستان والعراق وغيرها من بقاع الأرض عمل الشباب المسلمين من كل حدب على التكاتل من اجل نصرة الشعوب الاسلامية اينما كان للجهاد ضد الدولة الغربية الظالمة المعتدية على شعوب العالم. وقد شارك الكثير من شباب الأمة الاسلامية في هذا المشروع. لكن في حرب افغانستان تم تأسيس تنظيم القاعدة من أجل تنظيم سجل الشباب العربي وادارتهم بشكل منظم ومحكم بدعم واشراف اصحاب الخبرة مثل الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله وغيرهم بالتعاون مع حركة طالبان وبموافقتها بزعامة الملا عمر حفظه الله . وفي حرب العراق تم تأسس مجلس الشورى على يد الشيخ أبو مصعب الزرقاوي, وقام بأعلان ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق. وزاولت الدولة الاسلامية مشروعها في محاربة الاحتلال الأمريكي للعراق حتى اندحاره وقاموا باعلان تطبيق الشريعة الاسلامية في الأنبار ومختلف مناطق العراق اضافة الى تنظيمات اسلامية اخرى شاركت في المشروع الاسلامي في العراق مثل تنظيم أنصار الاسلام , والجيش الاسلامي وغيرها. لكن هذه التنظيمات ليست كلها تابعة للقاعدة . حيث ان الدولة الاسلامية تزعمها الشيخ ابو مصعب الزرقاوي بنفسه بدعم من طالبان في افغانستان ثم انفصل عن الأمارة الأسلامية وزاول مشروعه بنفسه حتى ان أستلمها ألشيخ أبو حمزة المهاجر ثم الشيخ أبو عمر البغدادي ثم الشيخ أبو بكر البغدادي. ويذكر انه كانت هناك خلافات بين الشيخ اسامة بن لادن والشيخ أيمن الظواهري حول الكثير من التنظيمات المختلفة في أنحاء العالم.

ففي سوريا دخل تنظيم الدولة بعد اعلان ما يسمى جبهة النصرة عن نفسها تنظيما تابعا للقاعدة. حيث ان النصرة تابعة لتنظيم القاعدة في الأمارة الاسلامية في أفغانستان. لكن المسألة ليست مسألة حكم أو سيطرة بين التنظيمات والجماعات كما يعتقد البعض. وانما المسألة تتعلق بكيفية المنهاج وادارة المناطق السورية على افضل طريق ممكن. حيث ترى كل من هذه التنظيمات انها تتحمل المسؤولية الكبرى عن أمان وحياة المدنيين في مناطق نفوذها. حيث انتشرت في سوريا عصابات مشبوهة من اللصوص وقطاع الطرق ومجموعات من النهابين . اقتحموا مناطق كثيرة واعتدوا على الناس وفتحوا طرقا لهم الى تركيا والعراق والاردن . فكان من بين التنظيمات من يقف لهم ويمنعهم وكان من يتجاهلهم وكان من يستفيد منهم. لكن أنهيار النظام السوري مضرا لبعض الدول ويشكل عليها خطرا كبيرا. مما اجبرها على ارسال وسطاء لدعم بعض التنظيمات والجماعات ضد اخرى لتفادي خطرها والحفاظ على حدودها. فكان الجيش الحر والجبهة الاسلامية صاحبة القسم الأكبر من مشروع الدعم الخارجي. حيث ثبت ان غالبية فصائل المعارضة تمول من الخارج لمحاربة المشروع الاسلامي الجهادي في سوريا وليس لاسقاط نظام الاسد. فهذا ما فتح الفجوة بين الفصائل والتنظيمات. وكانت جبهة النصرة قد اختارت التحالف مع احرار الشام والجبهة الاسلامية من اجل توفير الدعم الخارجي من بعض الدول. وقد شاركوا في مشروع محاربة الدولة الاسلامية التي يصورها الأعلام والعالم الخارجي بانها رأس التطرف العالمي . الا ان تنظيم الدولة الاسلامية عبارة عن مشروع لاقامة شرع الله وكسر حدود كل الدول المجاورة لسوريا وصولا الى القدس وعمان وبيروت وأنقرة وبغداد. وهذا ما جعل كل الاطراف تحاربها وتراها خطرا على المنطقة ومحاربتها بكل الوسائل والطرق الممكنة والقضاء عليها.

وبذلك اعترف كل من قياديي الجيش الحر في مؤازرة دول الغرب لهم والجيوش العربية وفروع المخابرات المختلفة في مشروعهم هذا . وعلى رأسهم النقيب عمار الواوي وسليم إدريس و جمال معروف. فلماذا اذا نعتب على البغدادي ؟ اليس من حق الشعب السوري العيش بحرية ؟ ام انه يجب ان تبقى الشعوب العربية تحت حكم العلمانية والهيمنة الغربية مشروع امريكيا او مشورعا روسيا على حد سواء ؟