X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
17/04/2014 - 03:27:15 pm
الحرية ومصادرتها

الحرية ومصادرتها

المحامي علي حيدر

 

يحتفل أبناء الديانة اليهودية في هذه الأيام بعيد الفصح، (بالعبرية: פֶּסַחپيسَح) وهو أحد الأعياد الرئيسية والمركزية في اليهودية.يُحتفل بهذا العيد لمدة سبعة أيام وذالك تذكراً  وأحياءاً لخروج بني إسرائيل  من مصر الفرعونية كما يوصف في سفرا لخروج. وهذا العيد  هو من الأعياد المذكورة في التوراة، حيث جاء فيها:

" وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «اذْكُرُوا هذَا الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا. وَلاَ يُؤْكَلُ خَمِير  وَتُخْبِرُ ابْنَكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلاً: مِنْ أَجْلِ مَا صَنَعَ إِلَيَّ الرَّبُّ حِينَ أَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرَ. وَيَكُونُ لَكَ عَلاَمَةً عَلَى يَدِكَ، وَتَذْكَارًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ، لِكَيْ تَكُونَ شَرِيعَةُ الرَّبِّ فِي فَمِكَ. لأَنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكَ الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ. فَتَحْفَظُ هذِهِ الْفَرِيضَةَ فِي وَقْتِهَا مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ. (سفرالخروج).

وبحسب سفري التكوين والخروج، والتفسير التراثي اليهودي لهما،كان بنو إسرائيل عبيدا   للمصريين فتمردوا على الفراعنة وذهبوا إلى سيناء لمدة أربعين عاماً حتى  استقروا  في بلاد كنعان. "خلال ترحالهم في بادية سيناء أنزل الرب على موسى وبني إسرائيل وصايا هو جعلهم شعبا موحد ".

من هذا المنطلق يعتبر العديد من اليهود هذا العيد عيد الحرية والتحرر والأنعتاق من العبودية والطغيان، بعد ثورة وصدام مع مصر الفرعونية وبداية تشكل الوعي التاريخي للجماعة وتسلم النصوص اللاهوتية من الرب.

ولكن من المفارقات التاريخية  والزمكانية أن الحكومات ألإسرائيلية وخصوصا الحالية ( والتي تدّعي تمثيل كل الشعب اليهودي) إضافة إلى مشاريعها العنصرية ألكولونيالية -ألأحتلالية للشعب الفلسطيني ألأصلاني  أعلنت على لسان المتحدث باسم الجيش وباسم وزير ألأمن يعلون( الذي أعلن هو أيضا بدوره يوم أمس ألاستيلاء على 984 دونم  لصالح المستوطنات في منطقة القدس)  بفرض ألإغلاق على مناطق الضفة الغربية ليومين كاملين ومن ثم سيتم أجراء تقييم للوضع. المعنى الفعلي لهذا القرار هو منع ألاف الفلسطينيين من التنقل والحركة بل وسجنهم في مناطق مغلقة. ليس هذا الأمر بالجديد فغالبية الشعب الفلسطيني القابعة تحت نير ألاحتلال ممنوعة من دخول البلاد  أصلاً طيلة أيام السنة ولكن لارتباط وتشابك وتمازج الحدثين المذكورين ( الحرية وألأغلاق)دلالات ومعاني متعددة.

من جانب آخر رفضت الحكومة ألإسرائيلية أطلاق سراح الدفعة الرابعة من المعتقلين الفلسطينيين اللذين تم الاتفاق على أطلاق سراحهم (وخصوصا أسرى الداخل) مما دفع إلى انهيار المفاوضات والتي لم نعول عليها منذ البداية أطلاقا. بالإضافة إلى ذالك، فقد قامت قوات الشرطة بالتحقيق مع مجموعة من الشباب اللذين تظاهروا في مدينة الناصرة هذا الأسبوع وعبروا عن أرائهم  واحتجاجهم ضد ألاحتلال وممارسا ته البشعة وضد محاولات تجنيد العرب سواءً للخدمة المدنية أو للجيش وقد سبق هذه التحقيقات وألأعتقالات اعتقال صحافي شاب وناشط في مركز عدالة الحقوقي أثناء عودته إلى البلاد. ومؤخرا فرضت المحكمة السجن الفعلي على الشيخ رائد صلاح وأدانت بعض أعضاء الكنيست العرب والحكومة مستمرة بملاحقة القيادات العربية واعتقال الشباب العرب الدروز الرافضين للتجنيد.

أن الحرية هي المنارة التي تشتق منها حقوق ألإنسان ومن خلالها يترجم كل إنسان كرامته بشكل عملي وهي تشكل  المدخل للحق بالحياة، والاستقلال والمساواة، والعدل، وتحرر الفكر، والاحترام وحرية التعبير وطمأنينة العيش وحرية الحركة والعمل وما إلى ذالك من حقوق سياسية واجتماعية وثقافية ومدنية. الكثير من الفلاسفة والمفكرين أطالوا وتبحروا في الحديث عن الحرية وخصوصا في بنية العلاقة بين الحاكم والمحكوم- السيد والعبد والتي تنطبق على المشهد ألإسرائيلي-ألفلسطيني والتي لا مجال لاستعراضها في هذا السياق.

تأمُل في ما أوردناه، يشير إلى أن الحكومة ألإسرائيلية في كثير من ألأحيان تعامل كل أبناء الشعب الفلسطيني بنفس المنهجية والتوجه ولا تميز بين من يحمل المواطنة وبين القابع تحت ألاحتلال.  كما أن غزة في حالة حصار فأن الضفة فعليا ورمزيا تحت الحصار( وهذا للتذكير بان غزة والضفة أختين تحملا الهم ذاته). من الأهمية بمكان التوضيح،  أن فهم المجتمع ألإسرائيلي لقيمة الحرية يعني قمع ومصادرة وسلب وتقييد حرية الفلسطيني.  ومن جانبٍ آخر تُعاد دوامة التاريخ حيث أن اليهود اللذين استعبدوا في الماضي وقُيدت حريتهم من قبل فراعنة مصر أو نُكّل بهم من قبل قادة أوروبا يمارس قادتهم الصهيونيين الآن استعباد الشعب الفلسطيني والتحكم بحياته ومصيره.وهذا يؤكد بان ألإسرائيلي بالرغم من استحواذه على كل وسائل واليات القوة ألا أن الخوف ما زال يسيطر على مسلكياتة وبذالك فهو بذالك أسير ذاته ومعتقداته.هذا ما جعل الشاعر محمود درويش يسعى من خلال القصيدة إلى تبديد ألأوهام الصهيونية والى "تحرير الأعداء" بإعادتهم إلى الحظيرة الإنسانية.

لقد قال د.صائب عريقات في مؤتمر مركز مسارات في رام الله في ألأسبوع الماضي إن استرتيجية  نتنياهو تستند إلى ثلاثة ركائز: أن تكون سلطة بدون سلطة واحتلال دون تكلفة وفصل قطاع غزة عن القضية الفلسطينية. للأسف، لم يفصح عريقات ما هي إستراتيجية السلطة الفلسطينية لمواجهة هذه التوجهات وخصوصاً أن الحكومة ماضية بمصادرة ألأراضي، واعتقال ألاف ألأسرى وتقييد حرية الشعب الفلسطيني.

باعتقادي أن ركيزة النضال الفلسطيني يجب أن تكون التحرر لكل أبناء الشعب الفلسطيني: التحرر من اللجوء، التحرر من ألاحتلال والتحرر من التمييز والعنصرية. وهذا لن يحدث ألا إذا وجودت قيادة فلسطينية موحدة وحازمة وُجدت مؤسسات وحدوية ناجعة وأُتُفق على إستراتيجية تحرر موحدة.من الضروري إعادة توحيد كل أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا في أطار مشروع وطني تحرري أخلاقي.

 

 

Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت