X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
14/06/2016 - 04:53:47 pm
الجزء الثّامن والحبل على الجرّار بقلم زهير دعيم

الجزء الثّامن والحبل على الجرّار

زهير دعيم

باب الحارة الجزء الثامن والحبل على الجرّار كما تقول جدّتي . وأبو النّار – كما قالت في تغريدة جميلة لها احدى السّيّدات الجميلات- وأبو النّار منذ ما يقرب من عقد من الزمن وهو يعالج عين القطع الحديديّة في ذات الفرن القديم البدائيّ. دعوني اتكهن أنّ باب الحارة سيصل الى منزلتين على الأقلّ، وسيطارده الكثير من المسلسلات العربيّة التي تعجّ بها فضائياتنا ؛ تعجّ بغزارة فما ان ينتهي مسلسل حتى يبدأ آخَر ، والوجوه هي الوجوه ، والحكايات هي الحكايات ، والحارة هي الحارة بتغيير بسيط. قبل عدّة أيام وبالصدفة تابعتُ مع زوجتي أحد المسلسلات إيّاها وإذا صبيّة سوريّة جميلة كما العادة تنحني الى الارض لتلتقط فيما أذكر عقدًا سقط منها ، فتكشف النقاب عن وجهها ...فيا للعار والشنار ويا للهول ويا للمصيبة العظمى !!! فقد شاهدها شاب كان هناك وتبادل معها النظرات .. ولم ينته الامر عند هذا الحدّ ويا ليته انتهى، فالطامة الكبرى أنّ احدى السيّدات رأت هذا المشهد "الحرام" فحملته الى الحارة بنسائها ورجالها وأطفالها ، فملأ الاستياء والقيل والقال كل نفس وانتفضت الحارة وثارت كما فارت الدماء في العروق . وقضيت ثلاثة أرباع الساعة من العمر في قضية الوجه المكشوف والعينين المكحولتين والشاب ّ مختلس النّظَر.. هذا الوجه وهذه العينان التي التقت صدفة او عن غير قصد بعينين خشنتين كانت مدار الاحداث في ذاك المسلسل الذي نسيت اسمه ! حقيقة.. بحر من المسلسلات يجعل الغوّاص الماهر والمتمرّس ان يغرق ، مسلسلات كلّها تصبّ في ذات الفكرة : المرأة ، الزواج ، الإشاعة ، الطلاق ، الزواج من ثانية وثالثة والعادات الجميلة ! التي أكل عليها الدّهر وشرب. والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا تفيدنا هذه المسلسلات في هذا الزمن الراكض نحو الاختراعات في كلّ ساعة ، ونحن خاملون نلوك الماضي ونجترّه ونبكي الفقر والفقراء ، في حين نصرف ملايين الدولارات عليها هباءً منثورًا ، وكان بمقدورنا أن نوزّعها على فقراءنا الذين ملأوا الأرض البحار. لقد بات الأمر عادةً وادمانًا ومخدِّرًا ، وأضحت القنوات الفضائية المزروعة في شرقنا بكثافة مهولة ، أضحت إمّا للمأكولات والطبخ وإمّا للمسلسلات البائتة التي تعدو بنا الى الوراء للحكم الفرنسي والعثماني. شرّ البليّة ما يُضحك ! فنحن نضحك على نفوسنا وعلى شعوبنا ، فنلوك الماضي ولا نتجرّأ أن نقابل الحاضر والآتي لئلا نظهر في عين الشمس والحقيقة ، ولئلا نُصدَم ، فحالنا بائس وأكثر ، وحالتنا تستدرّ العطف والشّفقة ... حمدًا للربّ دومًا ..وحمدًا جزيلًا له لأنّنا في هذا الشهر بالذّات نعيش في معمان مباريات كوبا امريكا وكأس اليورو ، فعلى الأقلّ هناك مُتنفّس وبارقة أمل ، وهناك مخرج ، فمباريات كرة القدم فيها من الزركشة شيء جميل ، بل تأخذك على جناحيها بعيدًا بعيدًا الى العطاء والبذل والمنافسة الشريفة والجهاد الحَسَن ، رغم أنّ هناك ما يُعكّر هذه الرّوح الجميلة بشغبٍ غير مُستحبّ ومُدان. وأخيرًا أقول – وأنا أعلم أنّ هناك من سيخالفني الرأي – أنّ هذه المسلسلات او معظمها بزخمها وفيضانها تسرق أحلامنا منّا وتدفن آمالنا وطموحاتنا وتعود بنا الى اقدام وبساطير الفرنسيين والاتراك، او في أفضل الحالات تجعلنا نروح نتغزّل بِ " عقيد الحارّة" وكأنه مُكتشف المصباح الكهربائيّ !!!




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت