X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
31/12/2016 - 10:50:59 am
وفي الناس المسرّة.. زياد شليوط

وفي الناس المسرّة.. زياد شليوط

أيام قليلة تفصلنا عن نهاية العام 2016 الذي شهد تخبطات كبيرة، لكنه لم يقو على قمع النشيد الملائكي أمام مغارة الطفل المولود في بيت لحم، النبي الفلسطيني عيسى المسيح، له المجد، "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة". كما لم يتغلب على ارادة البشر عندما عادت اليهم المسرة بحلول السلام – ولو مجزوءا- الى بلادهم ومناطقهم، في حلب بعد تحريرها من الجماعات الارهابية المسلحة، وكذلك قرى الموصل في العراق، في أن يحتفلوا بالميلاد المجيد وينشدوا مع الملائكة ذلك النشيد الخالد والمعبر في كلماته القليلة والبسيطة. لقد امتلأت قلوب الناس المحرومين بالمسرة على امتداد سنوات أربع خلت، والمحرومين من الأمن والأمان والعيش الكريم، عادت قلوبهم لتمتلىء بالمسرة، بعدما شعروا بالسلام في ديارهم، لدى عودة الجيش العربي السوري والجيش العراقي الى مناطقهم، الى حماية الأوطان من عبث الغادرين والدخلاء، فمجدوا الله في العلى الذي طاله الكثير من الاساءات في الاعتداء على اسمه القدوس، حينما ارتكبوا الجرائم وأعمال القتل البربرية والذبح باسمه تعالى، لكنه يمهل ولا يهمل بمجده العالي، فعاد الكثيرون ممن غرر بهم وتعرضوا للخداع وغسيل الدماغ، عادوا عبر المصالحات الوطنية الى حضن الوطن الأم، كما عاد الابن الضال الى حضن أبيه، بعدما تمرد عليه وعصا أوامره، لأنه ليس هناك مثل حضن الوالدين للأبناء، وليس هناك مثل حضن الوطن للمواطنين. لكن الشيطان لم يستسلم، فهو ما زال يوسوس في قلوب الناس، ويعمل على الايقاع بهم في وزر الخطيئة، ويدفعهم الى ارتكاب المعاصي فيلوث أفكارهم ويعمي أبصارهم، فلا يرون الا "مجازر النظام" في حلب، عند تحريرها والناس تخرج مهللة، فرحة، مطمئنة لعودة الجيش الوطني، والسلطة الأبوية. ويصرون على عماهم حتى بعد كشف "مآثر" العصابات الارهابية في المقابر الجماعية، ساعات قبل أن تغادر مواقعها في أحياء حلب، وحرقها لحافلات جاءت تقل المصابين والجرحى لأماكن الأمن والعلاج. هذه هي انسانية العصابات الارهابية التي يدافعون عنها، وهذه أعمالهم الفظيعة التي يطلقون عليها زورا وخداعا وتشويها "ثورة". ويقدم "حامي حمى حقوق الانسان" وحامل جائزة نوبل للسلام، الرئيس المغادر الى غير رجعة، براك أوباما، هدية نهاية العام ونهاية ولايته للعصابات الارهابية، صفقة أسلحة لتواصل أعمال القتل والتدمير في سوريا، "وسلّم على سلامهم يا سلام"، على تعبير الصافي. الشيطان يظهر في لبوس كثيرة ومتعددة، انه يأتي في ثوب مدع للفلسفة وكتابة التاريخ، يشوه الحقائق باسم "الحقيقة" ويبعينا بضاعة فاسدة بكلام منمق، ويبق الحصوة عندما يجعل العصابات الارهابية أفضل من حاكم سهر على وطنه، الذي تآمر عليه كل زناة العالم ليشوهوا تاريخه. أو يأتينا في ثوب تاجر يدعي مصلحة الوطن، فيسرق وينهب من آثاره وحضارته ليكدس الأموال في الغرب، ومتسببا في تجويع وتشريد الآلاف من الناس العاديين الذين يبحثون عن لقمة العيش وأمن العيش. أو يأتي في ثوب مدع للدين والدين منه براء، فيصدر الفتاوى يمينا وشمالا، صبحا ومساء، التي تشرع التعصب الطائفي وتبيح جهاد النكاح وتتيح دخول أعداء الوطن والمأجورين للتخريب والعبث. أولئك الذين ملأ الحقد الأسود قلوبهم والكراهية العمياء حجبت أبصارهم، فرأوا في قطع الرؤوس وتناول الأكباد جهادا، وجعلوا الشماتة في مقتل فرقة موسيقية مسالمة تهدف الى زرع الفرح في نفوس الآخرين، أمرا مشروعا وحلالا، وفيهم قال الأستاذ واصل طه في آخر قصيدة له: إذا لم نهزم التكفيرَ فينا سيبقى العقلُ والتفكيرُ عاري ولا التفكيرُ يُنجي بعد حينٍ إذا التكفيرُ أوغلَ في الدّمارِ فأي "انسانية" وأي هراء يأتون به.. انهم يريدون قتل المسرة في نفوس الناس، لكن هيهات. لقد حل عيد الميلاد، عيد الرجاء والخلاص والمحبة، جاء في موعده مع تحرير حلب وبلدان أخرى من رجس الشيطان، فتحقق الرجاء والخلاص وعادت المحبة الى ضمائر الناس فامتلأت قلوبهم بالمحبة، وطفحت المسرة معبرة عن مشاعر الناس في الاحتفال بالميلادين، ميلاد ولادة الطفل يسوع، وميلاد ولادة الوطن من جديد، معافى، قويا، شامخا، لتعود الحياة بصخبها وضجيجها، بوجود الأطفال ومرحهم وضحكاتهم البريئة. وتبادل الأهالي تمنيات الخير التي تعني " نهاية تطرُّف واغتيالات وتفجيرات في مصر وغير مصر، وتوقُّف الحرب في حلب وفي كل سوريا والعراق والبلدان العربية، وبقاء الأردن في استقراره وسلامه، وحياة جديدة في كلّ مكان، حياة للجميع، وفرح للجميع لا يُستثنَى منه أحد"، كما يقول لنا غبطة البطريرك الفلسطيني، ميشيل صباح في تهنئة العيد. (شفاعمرو/ الجليل)







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت