X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
07/01/2017 - 07:51:03 am
مــا مــن بـسالــة فـي تـصـرف النائـب باســـل

مــا مــن بـسالــة فـي تـصـرف النائـب باســـل

وتحسن أحزابنا صنعًا إن تجنبت الغطس مع غطاس

سميح غنادري

أخطأ النائب باسل غطاس بارتكابه مخالفة تهريب مواد لسجناء أمنيين. وفي هذا التصّرف اللاحذر والتهوّر واللامسؤول، لعضو برلمان يعي القوانين، ما يصل إلى حد السذاجة، ولا أريد القوْل إلى حد الغباء. لقد تعدى باسل بفعلته تلك حدود انفلات الكلام المشروع إلى هاوية الفعل الممنوع. وأقدم على مغامرة فرديّة خطيرة وعلى مقامرة سياسية غير مسؤولة... فورّط نفسه وورّطنا معه، ووضع ذاته وحزبه – "التجمع" – و "القائمة المشتركة" ونوابها وشعبه في موضع محرج، وعرضّهم لإنفلات حملة تحريض مسعورة بحقهم. يقول باسل وحزبه إن ما اتخذته قوات الشرطة ومكتب المستشار القضائي للحكومة والكنيست ولجانها من إجراءات عقاب وإقصاء بحقه، بناء على شبهات الإتهامات الموجّهة ضده، ما هي إلا فصل جديد وتصعيدي من فصول الهجمة السياسية العنصرية والصهيونية ضد حزب "التجمع"، وحملة تهدف "التصفية" و "الإغتيال السياسي". لكن باسل وحزبه يعرفان أن شبهة الإتهام تخص تهريب مواد إلى سجناء أمنيين لا المواقف السياسية للمشتبه به ولحزبه. وغطاس اعترف بذاك التهريب. وجرى توقيفه واعتقاله لأيام ومن ثم فرض الحبس المنزلي عليه لعشرة أيام، ومُنع من مغادرته البلاد لسته أشهر، بسبب ذاك التهريب. لو كنتُ في مكان باسل لكنتُ أعلنتُ : لقد ارتكبتُ مخالفة حسب قوانينك وأنظمتك يا إسرائيل. لكني فعلتُ هذا على مسؤوليتي الفردية. وأتحمل أنا وحدي تبعات عملي، لا "التجمع" حزبي ولا "المتشركة" قائمتي. وبناءً عليه أعلن عن استقالتي من البرلمان مُخْليًا مكاني لمن يليني من مرشحي حزبي في القائمة. هذه هي البسالة والفروسية والأخلاقية والإنسانية المطلوبة من القائد السياسي المسؤول. وما من بسالة ومواجهة وتحدٍ وتصدٍ في تسريب مواد لسجناء أمنيين، يكون المهرّب لها على ثقة أن حصانته البرلمانية ستضمن عدم كشف فعلته.

نتضامن ونستنكر. لكن...

يعلم الأكاديمي المثقف والنائب البرلماني د. باسل غطاس، الذي انشغل في جلّ حياته العملية حتى الآن في العمل السياسي والإجتماعي الأهلي والجماهيري، أننا في المناطق المحتلة وداخل إسرائيل... مراقبون من قبل أجهزة الأمن ومخابراتها. وأن السجون أيضًا مخترقة ومنخورة بالمُخبرين المخفيين الذين اصطُلح على تسميتهم بـ " العصافير"التي تزقزق لمشغلّيها بما يجري داخل جدرانها من همسات ولمسات. وهو ينتمي لحزب ولقائمة مشتركة قرّر وقررت إعتماد العمل السياسي القانوني والمدني السلمي، والبرلماني والجماهيري الديمقراطي. فلماذا وبأيّ حق يغطس غطاس بنفسه وبحزبه وبشعبه وأطره الوطنية بتلك المخالفة؟ الإتكال على الديمقراطية الإسرائيلية وعلى الحصانة البرلمانية، خاصة بما يتعلق بمخالفة تمس القضايا الأمنية، أسوأ وأخطر حتى من الإتكاء على حائط من رذاذ القش أو على جدار من الهواء. ومَنْ يزرع الريح يحصد العاصفة. ومَنْ يلعب بالنار يحرق أصابعه. والعبوا يا اولاد واللعب على أمكم، وعلى أحزابكم وشعبكم. نتضامن مع غطاس وعائلته إنسانيًا وأخلاقيًا ، ونتمنى براءته. ونأمل أن يخرج هو وحزبه من هذا المأزق بأقل ما يمكن من الخسائر. لكن نتضامن أولاً مع القضية الوطنية لشعبنا ومع أسراه. وهذه قضية عادلة. والقضية العادلة تحتاج إلى وسائل وأدوات وخطابات وممارسات كفاحية عادلة. ونستنكر وندين الإنفلات العنصري والتحريضي البهيمي لدولة يهودها بحق باسل والمواطنين العرب عمومًا. طول عمرك يا زبيبه... واللي عند الجحش دلّاه. والإناء بما فيه ينضح. والعرب أهل البلاد الأصليون، هم بعُرف دولة عنصرييها " خطر استراتيجي" عليها، وأرحام أمهاتهم بالنسبة لها أشبه " بقنبلة موقوتة" لتفجير الدولة. والعربي مدان ما لم تثبت براءته، وليس بريئًا ما لم تثبت إدانته. لكن... لصالح قضيتنا القومية والوطنية العادلة، من الخطأ أن نلجأ إلى خطاب ووسائل كفاح تسهّل على أعدائنا تمرير خطاياهم بحقنا.

بين إتهاميْن...

لم يُستكمل بعد التحقيق مع النائب غطاس ومع غيره ممن قد تكون لهم علاقة بالقضية. ولم يتم بعد تقديم لائحة إتهام بحقه. لكن هذا لم يمنع لا الأوساط الرسمية للدولة ولا الأوساط الشعبوية اليهودية المسعورة من إجراء " محكمة ميدانية" له. هكذا هي الأمور في هذه الدولة الديمقراطية حين يتعلق الأمر بالعربي. باسل مُشتبه بالتُهم التالية : " ارتكاب مخالفة التآمر لتنفيذ جريمة، والاحتيال وخيانة الأمانة ، ومخالفة أوامر مصلحة السجون بإدخال أغراض ممنوعة أو خطيرة". لكن لم يتم لا تفسير ولا تفصيل ما تعنيه هذه الشبهات عينيًا. ولم تقدم بعد النيابة للقضاء لائحة إتهام بها. والمؤكد حتى الآن أن هذه الشبهات تخص اتهاميْن هما : أولاً ، مخالفة أوامر مصلحة السجون التي تتراوح عقوبتها من سنة الى ثلاث سنوات. وثانيًا، الجناية الأمنية من خلال تقديم المساعدة لاوساط "إرهابية" لتنفيذ "جريمتها". وتصل العقوبة على هذه الجناية إلى عشر سنوات سجن. المؤكد الآن أنه سيجري تقديم لائحة إتهام إلى القضاء. لكن من غير المؤكد بعد إذا ما كانت ستشمل التهمتيْن أعلاه. وكان باسل، قبل مثوله للتحقيق، قد أنكر ضلوعه في أية تهمة كانت. وأضاف أنه سيخرج من التحقيق وهو مرفوع الرأس. لكن كان واضحًا، بعد خروجه من التحقيق يوم 20 -12-2016 ، ومن خلال ملامح وجهه ولهجة وفحوى كلامه... أنه خرج مهمومًا ومصدومًا و "مفشوخ" الرأس. أذ عرض عليه المحققون شريط تسجيل، بالصورة وبالصوت، يظهر فيه تسليمه مغلفيْن للأسيريْن اللذين التقى بهما. وأن الجهات الأمنية في السجن ضبطت في هذين المغلفيْن 12 هاتفًا خليويًا و 16 " سيم" (شرائح مشفرة). إذاً لم يعد بإمكان باسل أن يُنكر أنه سلّم المغلفيْن. وأصبح من المفروغ منه أنه سيتم مستقبلاً تقديم لائحة إتهام لمحاكمته بخصوص شبهة مخالفة أوامر مصلحة السجون بتسريب مواد للمساجين. أما الإتهام بالجناية الأمنية – وهي الأخطر – فلم تثبت بعد، والتحقيق بشأنها ما زال جاريًا. علمًا بأن باسل قال إنه كان يعلم أن المغلفيْن يحتويان على كتب وأوراق سياسية. ورفض أن يكشف عن إسم الشخص الذي سلّمه إياهما لإدخالهما للسجن. وصرّح وكرّر أنه لم يرتكب أية مخالفة بحق أمن الدولة وأمن مواطنيها، ولم تكن لديه أية نيّة بذلك. إمكانية إتهام باسل بشبهة مخالفة أمنية ما زالت في بدايات طريقها. لقد ادعت بيانات الشرطة مؤخرًا أنه جرى التوصّل إلى الشخص الذي قام بتسليم المغلفات لباسل. وما من شك عندنا بأن القوى السياسية والشرطوية والأمنية لدولة إسرائيل ستعمل بقدر طاقتها وأكثر لخياطة ملف أمني ضد غطاس، وهدفها ليس باسل الشخص فقط وإنما حزبه أيضًا والقائمة المشتركة والعمل السياسي والبرلماني للقوى العربية الوطنية. وكلنا أمل أن يتم تنفيس ما نفخته السلطات الإسرائيلية في هذا البالون من هواء عنصري وتحريضي سام وساخن بهدف النيْل من أحزابنا وفرقعتنا.

الشَجاعة الحكيمة... والحكمة الشُجاعة

المطلوب من قيادات " التجمع " ، بدلاً من التصريحات والبيانات الطنّانة التي تطلقها باتجاهنا، نحن الناس الحريصين على بقاء " التجمع" وعلى تبرئة باسل ، أن تتصرف بروية وبحكمة. القضية يا زملاء، بما اعترف به باسل من تسريب مواد للسجناء، ليست " مجرد ملاحقة سياسية مُختلقة ومُلَفقة "ولا " مجرد هجوم رخيص على التجمع". والقاضي الذي قال إنه لا تتوفر بين يديه بعد بيّنات تدمغ باسل بشبهة الجناية الأمنية وتجيز إستمرار إعتقاله لمدة طويلة، لم يقل إن باسل " لم يرتكب اية مخالفة أمنية" ، وأنه " لا يوجد بعد أمني للقضية" – كما يتقوّل بعضكم. بل قال : " حدث تطور ذو دلالة في التحقيق". وفرض على باسل الإعتقال المنزلي وحظر عليه مغادرة البلاد. وقال نائب المستشار القضائي للحكومة : "توجد قاعدة إثباتات صلبة للشبهات بحق النائب غطاس". لا يُضير البعض أن يتمتع بالحكمة بدلاً من عنتريات " شجاعة" التصريحات والبيانات. وقبل أكثر من ألف عام نبّهنا أبو الطيب المتنبي إلى أن " الرأي قبل شجاعة الشجعان". أدعوكم يا قادة التجمع إلى شجاعة الحِكمة وحكمة الشجاعة، إنتصارًا لقضية باسل وللخروج منها بأقل ما يمكن من الخسائر. هل ستتهمونني، بناءً على دعوتي هذه، بالأسرلة وبالتصهْيُن وبالجبن والسخولية (من سخل) وبتذويت خطاب القامع المحتل؟ لا يضيرني ذلك. إذ تموضعونني بهذا إلى جانب النائب أيمن عودة الذي رشقه بعض قادتكم وصبيانكم بمثل هذا البصاق السياسي البائس. علمًا بأن عودة كان حكيمًا في عقلانيته وعقلانيًا في حكمته من خلال كل ما أدلى به من تعليقات على قضية باسل. وذلك حرصًا منه، كقائد مسؤول، على باسل وعلى حزبكم وعلى القائمة المشتركة وشعبنا عمومًا.

 

تفقد الاحزاب هويتها فيتخلى عنها شعبها

 

تعبنا يا تجمع من كثرة ما اتعبنا فيض تلّون وتعرج وزكزكزات وتبدلات مواقفك وتبديلك لحلفائك. تأتينا بين الحين والآخر بمصائب تجرّها على نفسك. وتطالبنا بالتضامن والدعم. في الأمس نحن مطالبون بالتضامن مع فلان وبعده مع فلانة واليوم علنتان وغدًا... مع من؟ لكن أسلم وأعقل وأنجع " تضامن " هو أن تتضامن انتَ يا تجمع مع نفسك وتحررها من الوقوع في مطبات تستدعي التضامن. ثم على الأحزاب أن تحمي شعبها لا ان تطلب الحماية لذاتها منه. وان حميتَ نفسك تحمينا معك، ونهب كلنا عندها لحمايتك من اي هجوم خارجي عليك دون ان تطلب حمايتنا. وتطالبنا بتحصينك، علمًا بأنه على الأحزاب أن تحصّن شعبها بتحصين ذاتها من أي فساد فكري وسياسي وأخلاقي ومالي لا ان تطالبه بتحصينها. اتذكر يا تجمع طلعتك البهيّة قبل عشرين عامًا بقيادة عزمي بشارة، وكونكم بؤرة الجذب للفئات المثقفة والعلمانية الديمقراطية؟ أتذكر حديثك الراقي عن الفكر القومي الديمقراطي وتحالف التيارات الوطنية، وعن ثالوث المقاومة، وعن التحالف القومي – اليساري؟ من يستبدل الشام بالدوحة وبيروت بالرياض وميدان التحرير بميدان رابعة، ووميض شعلة المقاومة بوميض دنانير الغاز والبترول، والفكر الديمقراطي بالإسلاموي الإخونجي ويعتبر داعش وجبهة النصرة ثورية تريد الإطاحة بالديكتاتورية... لا يلومن إلا نفسه إذا ما انفض الناس عن احتضانه والرفاق عن عضويته. يسألني رفاقكم يا تجمع: وما دخل كل هذا بقضية باسل وواجب التضامن معه؟ اجيبكم: لقد هزل التضامن مع قضيته رغم ارتباطها بقضية الأسرى الأمنيين وما تثيره هذه من مشاعر الدعم والتضامن الوطني الجماهيري اللامحدود. ولم يشارك في وقفات وتظاهرات التضامن مع باسل الا بضعة اعضاء من بقايا اعضاء التجمع. وبيّنت إستطلاعات الرأي أن 4،67% ضد ما فعله غطاس، و 64% يرون انها أضرّت بالعرب. ولم يؤيدها الا 13% ولم يعتبرها مفيدة الا 12%. انفض الناس عنكم بسبب نهجكم. لقد أساء التجمع إلى نفسه أولاً، فأساء إلى باسل وحملة التضامن معه.

بين مقابلتيْن وشبيحة

قام التلفزيون الإسرائيلي بالعبرية – القنال الثانية – باجراء مقابلة مع النائب ايمن عودة في برنامجه "نهاية الاسبوع" بتاريخ 24-12-2016. عودة اراد استغلال هذه المقابلة لايصال صوت الجماهير العربية والقائمة المشتركة للوسط اليهودي، بكل ما يخص قضية باسل والموقف منها. وكان ذاك الاسبوع قد شهد تطرفا وانفلاتًا عنصريًا بحق العرب وقائمتهم واحزابهم تعدى كل الحدود المرعيّة. وكعادة أيمن كان " خطابه" في المقابلة هادئًا وديمقراطيًا ومفعمًا بروح قومية ديمقراطية منفتحة دون اي استعداد للتنازل عن اي حق من حقوق شعبه. هو لم يزعق. لم يشتم. لم يُمثل. لكنه رد بقوة الحق حجج وتهجمات اليمين العصنري السلطوي وكذلك بحق العرب واحزابهم وباسل شخصيًا. لم يدافع فقط عن تعدّي غطاس على انظمة القانون بخصوص ادخال مواد للسجن. اي بالضبط على القضية التي تحفظ منها اكثر من مرة امام العرب وفي اجتماعات " المشتركة". لكن ما ان جرى بث المقابلة فلتت هذه المرة سائبة صبيان و"شبيحة التجمع" ، برعاية قادتهم، في شبكات التواصل الإجتماعي. تقيأ هؤلاء من قذارة الكلام بحق مَنْ يدافع عنهم ويواجه العنصرية الصهيونية، ما لا تتحمله العقول السوية. ووقفت قيادة التجمع متفرجة، حتى لا اقول راعية ودافعة. لم تختلف هذه المقابلة من ناحية الجوهر الاساسي للفحوى عما بدر عن ايمن في شتى المقابلات في وسائل الاعلام العربية والعبرية. لكن كما يظهر اراد الشبيحة ان يكون ايمن نسخة عن نوابهم الذين جرى غلق أبواب نواب وأوساط الأحزاب اليهودية في وجوههم نتاجًا لشبحهم الكلامي. وكان بنظرهم ان على ايمن اخراس المذيعة السائلة المستفزة، علمًا انه من واجبها ان تسأل وتستفز وتقاطع حتى تُخرج من الذي تقابله كل ما عنده. لمعلومية الشبيحة وقادتهم الحزبيين اقول: لم يجر بث تلك المقابلة مباشرة، وتعرضت للتحرير. وجرى تسجيلها قبل يومين من بثها على مدى ساعة وربع. ولم يتم عرض إلا 11 دقيقة منها! وهذا التحرير والخصم والتقطيع كفيل بأن يبلبل وأن يُخرج الأقوال من سياقها وتواصلها واستكمالها. ويبقى الأساس أن النائب عودة أراد بهذه المقابلة بالعبرية أن يوصل للمستمع اليهودي الموقف المقنع بخصوص قضية باسل وسط إنفلات التحريض يومها على باسل والتجمع والمشتركة. لم يُتح لأيمن عودة ما أتيح لسكرتير عام حزب التجمع مطانس شحادة في " مقابلته " مع صحيفة " حديث الناس" بتاريخ 13-12-2016 تخص قضية باسل غطاس. إذ أجرى مطانس شحادة مقابل بنفسه مع نفسه، كان يسأل فيها مطانس ويجيب عليها شحادة! ولم نعرف مَنْ منهما اقنع الاخر!

التصرف المسؤول لأيمن عودة

 

كرّس النائب أيمن عودة جلّ جهده للتضامن مع باسل وحزبه في مأزقهما. ولم يبذل أحد ما جهدًا لصالح هذه القضية بقدر ما بذله أيمن . هو ظهر في شتى وسائل الإعلام المحلية، العربية واليهودية. وسبح في خضم أمواج البحر الهائج التي خلفتها تداعيات القضية دون ان يبتلّ ولا أن يتبلبل. وكان العلَم والناطق باسم باسل وقضيته وبعدها الإنساني والأخلاقي، والشارح لموبقات الانفلات العنصري، برلمانيًا وشعبويًا، في شتى وسائل ومواقع الإعلام العبرية. فعل هذا بخطاب ديمقراطي وإنساني مشبع بحقوق شعبه وكرامته القومية والمدنية. وأصرّ عودة دومًا على تبني رواية باسل للقضية لا رواية الشرطة. وفقط بعد أن اعترف باسل بتمرير رسائل / مغلفات لداخل السجن، قال أيمن إن هذا العمل لا يتلائم مع القانون، ونضالنا قانوني وعلني. وهذا هو موقف المشتركة والتجمع أيضًا، ومن لا يلتزم بهذا يتحمل مسؤوليته الفردية عنها. ( هو لم يقل – كما يفتري المَتضامن معهم من رفاق التجمع – بأن باسل ارتكب جريمة وداس على القانون ويستحق العقاب لارتكابه جريمة تهريب الهواتف). وحرص أيمن في هذا المأزق على صيانة القائمة المشتركة وطرح قضية وجوب سعيها لبناء رؤية استراتيجية شاملة لبرنامجها ولمواقفها ولخطابها وممارساتها المطلوبة. لكن لم يمنع الموقف المسؤول لأيمن صبيان التجمع من شبيحة مواقع التواصل الاجتماعي من التقيؤ بأقذع الأوصاف بحقه. أخجل من مجرد الاستشهاد بتلك القاذورات على الورق. وصمتت قيادة " التجمع " عن هذا، ورعى بعضها هذا. على شاكلة " الأب" يكون " الأبناء"، واذا كان رب البيت قارع دفٍ فشيمة اهل البيت الرقص. لذا اقول انه ليس بإمكان حملة تجريح كهذه من قبل التجمع بحق الآخرين ان تكون للتضامن مع باسل ولدعم قضية الأسرى عمومًا، ولتجنيب باسل ما يُخطط ضده من عقوبات، ولانقاذ التجمع مما قد يطاله من الغاء شرعية بناء على تطور وتداعيات قرارات القضية القضائية مستقبلاً. التجمع احوج مَنْ يكون الان لتغليب الوحدة الوطنية ولتصعيد حملة تضامن جماهيرية معه ومع نائبه. لكنه بدلا من هذا يشنّ حملة على ايمن عودة والجبهة وتاريخ الحزب الشيوعي الذين يدعون "التجمع" لتنسيق وتصعيد حملة التضامن مع باسل! أدعو أيمن والجبهة إلى عدم التراجع عن دعم مسألة باسل بغض النظر عن سلوكيات التجمع الذي اعتاد ان " يأكل " رفاقه. ورغم الاختلاف مع باسل بخصوص بعض القضايا، بما فيها قضية تمريره لمواد الى سجناء امنيين. لكن نتضامن معه انسانيًا واخلاقيًا وفي مواجهة العنصرية الإسرائيلية التي كادت تصدر عليه الحكم بسجن طويل الأمد قبل ان يجري حتى تقديم لائحة اتهام ضده. والأهم هو ان تعي كل احزابنا انه فقط بتكاتفها كلها معًا تستطيع صيانة ذاتها وتعزيز بقاءها ومكتسبات شعبها في هذا الوطن الذي ما من وطن لنا سواه ،وفي معركته الكبرى من اجل المساواة ولا اقل منها، ومن أجل انهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والدائم لشعوب المنطقة جمعاء. هنا باقون، رسلاً لشعبنا ولتطلعاته يجب ان نكون، ولوحدتنا القومية والوطنية ان نصون، وبالنضال السلمي المدني الشرعي والديمقراطي، البرلماني والجماهيري ، نحن ملتزمون. [email protected]













Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت