تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسم ياسر عرفات والصراع على الحيز العام والذاكرة.
بقلم المحامي علي حيدر – عبلين
الشهيد ياسر عرفات هو رمز من رموز المسيرة الوطنية الفلسطينية. حقنا الطبيعي والتاريخي والإنساني والقومي أن نحيي ذكراه وان نسمي شوارع ومؤسسات وهيئات ومكتبات وفعاليات على اسمه. لقد أثار إطلاق اسم ياسر عرفات على احد الشوارع في قرية جت في المثلث غضب وحفيظة رئيس الحكومة نتنياهو الذي أبدى رفضه لهذه الخطوة وأوعز إلى وزير الداخلية درعي التدخل السريع لإزالة اللافتة التي حملت اسم ياسر عرفات. لقد خافوا من عرفات حيا؛ وخافوا منه محاصرا والآن يخافون منه ميتا. ان ما يحاول نتنياهو فعله هو كسر إرادة واختيار السكان المحليين الذين انتخبوا أشخاص والذين بدورهم اختاروا الأسماء التي يريدون تسمية الشوارع بها؛ لا بل تريد الحكومة السيطرة على الحيز العام والهيمنة عليه ومحو الذاكرة الفلسطينية ومحو المشهد الفلسطيني. يجب ان يتمسك أهالي جت بخيارهم وعدم الخضوع للضغوطات والممارسات العنصرية التمييزية. وعلى لجنة الرؤساء والمتابعة والمشتركة والجمهور عامة مؤازرة أهالي جت وعدم السماح للحكومة بالاستفراد بهم. يجب ان تسمى شوارعنا بأسماء أشخاص ومواقع وأحداث من تاريخنا وتراثنا وشعبنا وأمتنا من أجل حفظ الذاكرة ونشر المعرفة وتقوية الهوية. يجب إطلاق أسماء قادة وشعراء وكتاب ومربين ورموز الخ.( طبعا يجب إطلاق أيضا أسماء قادة وشخصيات اعتبارية عالمية ذات رصيد نضالي وإنساني وذات انجازات حضارية الخ). من جانب آخر يجب أن نحفر في التاريخ لنوثق أسماء البلدات والأمكنة التي هدمت وهجرت. فللجبال والوديان والانهار والتلال والحقول والقلاع والخراب والمساجد والكنائس والخلوات والمقامات الخ أسماء يجب ان نحافظ عليها وان نستعملها وعدم السماح بتغيير أسماؤها. يترتب على مؤرخينا وجغرافيينا وتراثيينا وعلماء الآثار العرب ومرشدي السياحة العرب والمخططين والمثقفين والمجالس المحلية أن يبذلوا جهودا أكبر للكشف والتوثيق والتعريف والتوعية بالمواقع والأسماء الفلسطينية. القضية ليست مقصورة على ياسر عرفات والحاج أمين الحسيني ومحمود درويش وغيرهم. القضية هي نحن. لأن أباءنا لم يموتوا وأطفالنا لن ينسون. نحن هنا. ونحن من هنا. ونحن سنبقى هنا. لأنه لا يوجد لنا أي مكان آخر. وسنبقى نحمل تاريخنا وذاكرتنا واسماؤنا ناظرين إلى المستقبل بثقة وأمل إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها. لمن يود التعرف أكثر على شخصية الشهيد ياسر عرفات مرفق في التعقيب الأول قائمة طويلة بأسماء الكتب التي نشرت حوله.