نحو مستقبل مشرق 

بقلم: شفيق مزيد خنيفس – شفاعمرو

ما من شك بان انشغالاتنا وضغوطاتنا اليومية لها أكبر تأثير على مجريات حياتنا للإيجاب او السلب، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل انشغالاتنا اليومية هي بالضرورة حتمية ام انه بالإمكان وضع معايير تضمن لنا الموازنة بين ما هو ضروري وصالح وما هو مجرد انشغال وهمي وهامشي يأخذ من حياتنا الوقت الثمين ليضيع هدرا بين متاهات الأيام.الواقع الذي نحياه فيه الكثير من الأمور التي تشغلنا رغم أنه بالإمكان تفاديها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الخلافات غير الضرورية التي تشغلنا وتشغل عقولنا تجعل من حياتنا مسرحا لا ينتهي من هذه الخلافات التي تعيش معنا سنوات وسنوات وتنعكس على علاقاتنا الاجتماعية حتى الاسرية سلبا، حيث نتناسى الأشياء الهامة لنشغل انفسنا بسفاسف الأمور، لذلك نعيش حياة بلا معنى وفي الحقيقة غير ضرورية، وذلك ينطبق على كافة المستويات من القاعدة وصولا الى القمة، وهنا الطامة الكبرى، فالقيادة التي من المفروض ان تكون مثالا يحتذى به في التسامح والتعامل الجدي على كافة الأصعدة،  نراهم ينشغلون في صغائر الأمور والخلافات تأخذ جل وقتهم، وهذا بدوره ينعكس على القاعدة التي كانت ترى بقيادتها القدوة الحسنة، فتفقد ثقتها العمياء بقيادتها.هنالك ثلاث صفات ضرورية للقادة: الوضوح، الشجاعة والتواضع، وهذه الصفات قلما نجدها في القادة او بالأحرى هي شبه معدومة في عصرنا، أما اذا تحدثت بما يخالف رأيهم أو سياستهم فستصبح عدوهم اللدود وسيحاربونك بكل ما أوتوا من قوة وعنفوان ... هذه القيادات التي تعمل على وتيرة المخترة، لم تتغير منذ ان عهدناها منذ عشرات السنين، يتصرفون بعدم مسؤولية ويعيشون في متاهات وانعدام خطط مستقبلية، وهم متخلفون بعشرات السنين الضوئية في جميع المجالات عن المجتمع وعدم التفكير على المدى البعيد، يبحثون عن اللا شيء وينتظرون اللا شيء بدل  من مد يد العون والمساعدة للجماهير، يبحثون عن وسائل جديدة للتخلص من ثقل المسؤولية، وكأن لديهم صندوق العجائب الى ما لانهاية من مبررات يعيشون خارج المجرة الشمسية في كوكب اخر كوكب مستنقع شبكة المصالح، زد على ذلك انه في السنوات الاخيرة استغلالهم لمواقع التواصل الاجتماعية فيطلون علينا طارحين افكار الكراهية مغردين بأفكار هدامة لتغيير مسار تفكيرنا والويل لمن يغرد خارج السرب.فالتواصل شيء جميل، وبودي ان اذكرهم اولا ان نتواصل مع بعضنا ونطرح انماطا سلوكية تربوية واجتماعية حديثة تناسب العصر الذي نعيشه، لا أفكار داعشية تناسب العصر الحجري، من هنا للأسف، عندما نفقد الامل نفقد الرغبة وعندما نفقد الرغبة نفقد الرؤية وعندما نفقد الرؤية نفقد الحياة ونعيش تائهين في سراب الامل، لان الانسان بدون امل كنبتة بدون ماء. أيها "القادة" بإمكانكم ان تخدعوا كل الناس بعض الوقت، او بعض الناس كل الوقت، لكنكم لن تستطيعوا ان تخدعوا كل الناس كل الوقت.قد تقوم الحكومات أحيانا بواجبها تجاه مواطنيها، وقد تقصر أحيانا أخرى، لكن المسؤولية تقع على عاتق القادة المحلية التي تتقاعس كثيرا في العمل الجاد للحصول على الميزانيات بعد ان تكون قد جهزت البرامج والخطط لذلك، من هنا نحن نصبو الى قيادات شابة طموحة تحمل طاقات ايجابية، تفتح لنا عهدا جديدا، نريد روحا جديدة وحياة مشرفة لشبابنا، المسافة لا تهم، فمسافة الألف ميل تبدأ بخطوة فهيا بنا نبدأ خطوتنا الاولى بعزم  وإرادة نحو عطاء وامل، ونحو تفاؤل يمنحنا المستقبل وإشراقه.