X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
21/10/2018 - 12:00:55 pm
بيان رقم (2) عبليني أبًّا عن جدٍّ بقلم المربي والكاتب جاسر داود

بيان رقم (2)
عبليني أبًّا عن جدٍّ

" رنين الناقوس يَحميني، ورفع الآذان يُريحُني "
المُربّي جاسر الياس داود
نداء إلى المُرشّحين لرئاسة وعضويّة المجلس المحلي عبلين في انتخابات 30/10/2018م

أموال مجلس عبلين المحلّي وقفٌ لِ وعلى أهل عبلين كافّة

يقول المؤمن :" أوقفتُ كذا وكذا من العقارات والأموال للكنيسة أو للمسجد ".
عندها تتصرّف لجنة الوقف بهذه الأموال أو العقارات لصالح أبناء الطائفة من تطوير ورفع مكانة أبنائها في مجالات عديدة. وهكذا أموال عبلين ، فإنّ الوزارات المختلفة ترصد الأموال لا لِرئيس أو أعضاء المجلس المحلّي، وعندها يتصرّفون بها كما يحلو لهم من غنائم شخصيّة، ناسين ومتناسين بأنّ هذه الأموال يجب أن تعود بالفائدة على أبناء شعبنا العبليني.
هذا ما تعلّمته من والدي المرحوم الياس وديع ناصر داود ناصر – أبو جاسر -، حيث سألته مرّةً وأنا أتعلّم بالمرحلة الثانويّة:" والدي لماذا لا تملك سيّارة شحن جديدة وسيّارة خاصّة جديدة؟ بينما فلان وفلان أصحاب سيارات شحن وخاصّة جديدة، وهم لم يعملوا بقدر عملك وتعبك أنتَ؟!!!
كان والدي – فليسعد بحصّته في جنّة النعيم آمين – يُعاملني كصديق له منذ بلوغي سنّ الفتوّة، أي في الصف التاسع، وكانت الصراحة والشفافيّة بالتعامل فيما بيننا موجودة وقائمة.
أجابني والدي وقال:" غدًا الأحد المُبارَك، حضِّر نفسَك لِمُرافقتي لإحضار حمولة من الرمل بسيارتي من قيسارية، وحمولة من الصرار من كسّارة شفاعمرو.
في حوالي الساعة الثالثة فجرًا أيقظني والدي، ورافقته إلى قيسارية. وصلنا إلى المكان الذي فيه أو منه سيشحن والدي بسيارته حمولة الرمل، ووقف ينتظر دوره ليشحن الرمل، ولمّا بدأ العمل بشحن الرمل بالسيارات التي امام سيارة والدي، قال لي:" عندما تبدأ السيارات بالخروج بعد شحن الرمل، أنظرْ إلى جهة الشمال، وشاهد المنظر الذي يُغيظني جدًا.
بدأت السيارات بالخروج محمّلة بالرمل، وأخذ بعض السائقين بالتوقّف وتفريغ البعض من حمولة سياراتهم، ثمّ يستأنفون سيرهم خارج منطقة الرمال. ثمّ واصل والدي السير بسيارته حتى وصل إلى حيث كان سائق التراكتورمنتظرًا إيّاه لرفع الرمل ووضعه في صندوق سيارته، وبعد أن إمتلأ الصندوق، دفع والدي ثمن الرمل، وسار في طريقه، وعندما اقتربنا من الكثبان أو أكوام الرمل، التي أفرغها بعض السائقين، سألته: ألا تريد يا والدي تفريغ قسم من حمولة الرمل؟ ولم أكُن أعلم سرّ تنزيل أو رمي أو تفريغ بعض أو قسم من حمولة الرمل.
صرخ بوجهي والدي مغتاظًا وقال:" أنا أأمَن من الجميع، أظفَر ولد من أولادي عندي أغلى من كلّ أموال العالم. سكتتُ ولم أنبس ببنت شفة، لأنّي لم أعرفْ قصده من هذا الردّ بعصبيّة
وصلنا البلدة الغالية عبلين، وأفرغ والدي حمولة الرمل بجانب أو بالقرب من البناء الجديد، وهو يبتسم ويُبارِكُ لِصاحب البناء بفرحٍ عظيمٍ. ثمّ توجّهنا بعدئذٍ إلى كسّارة شفاعمرو لِشحن حمولة من الصرار منها( الصرار – الحجارة الصغيرة جدًّا التي تُستعمل في البناء ). وعندما وصلنا أوقف والدي السيارة بانتظار دوره لتعبئتها بالصرار، فنظرتُ متفحّصًا المنطقة، فشاهدتُ نفس المشهد الذي كنتُ قد شهدتُه ورأيته بأمّ عينيّ في منطقة الرمل في قيسارية، إذ كان بعض السائقين يقوم بتفريغ جزء أو قسم من حمولة سياراتهم، فنظرتُ نحو والدي، وقلتُ:" هنا كذلك، ما هذا ؟!!! 
نادى والدي بأعلى صوته على الموظّف الذي يعمل ويراقب تحميل الصرار بصناديق السيارات، وكان هذا يهوديًّا شرقيًّا يتقن اللغة العربيّة، وطلب منه والدي الامتناع عن عمله عدّة دقائق، وأشار إليه بالحضور، ولمّا وصل عرّفه والدي عليَّ، فمدَّ يده وصافحني مسرورًا. فسأله والدي قائلًا: ما هذه الأكوام من الصرار هناك؟ قُلْ لإبني جاسر ما هذه؟
أجاب الموظّف قائلًا: أبوك أبو جاسر رأسًا راح يروح عَ الجنّة بدون واسطة، وربنا يطوِّل بعمره، لأنّه أمين كثير، وقلائل هم أمثاله من السائقين.
بعد الحديث عاد الموظّف إلى عمله، وشحن والدي الصرار بصندوق سيارته من نوع دودج – زرقاء اللون، ومن إنتاج أوائل الستينات من القرن الماضي( العشرون )، ودفع ثمن الحمولة، وعُدنا إلى عبلين.
أفرغ حمولة الصرار عند صاحب البناء، وعُدنا إلى البيت. وبعد تناول الطعام، وشرب فنجان من القهوة السمراء، حدّثني والدي عن عمليّة التفريغ لمواد البناء، التي يقوم بها بعض السائقين، فقال: إذا كان صاحب البناء بحاجة مثلًا إلى 3 نقلات من الرمل ونقلتين من الصرار، فبعد أن يقوم السائق بتفريغ كميّة من هذه المواد، عندها لا يحتاج صاحب البناء إلى عدد النقلات التي ذكرتها سابقًا، بل إلى أكثر من هذا العدد، فماذا يربح السائق من هذه العمليّة؟!!!
السائق بدلًا من الحصول على أجرة النقل لِ 3 أو 4 نقلات من الرمل، فإنّه بهذا العمل – تفريغ قسم من الحمولة – سيحصل ‘لى أجرة أكثر من صاحب البناء، لأنّ البناء سيحتاج إلى أكثر من 3 أو 4 نقلات من الرمل، وهكذا أيضًا بالنسبة لأجرة سيارات الصرار، فصاحب البناء يكون بهذا قد خسر الكثير، إذ قام بدفع ثمن مواد البناء مضاعفًا، وكذلك بالنسبة لأجرة السائق. هذا يا ابني يُعتبر أكبر واعظم غُشٍّ، ولن يربح السائق الذي يفعل مثل هذا شيئًا، لأنّه سيُحاسب من الله عاجلًا أو آجلًا، وأنا عندي أظفر واحد منكم يا أولادي لا أبدّله بكل كنوز العالم.
نعم، تذكّروا يا المتنافسين على عضويّة ورئاسة المجلس المحلي عبلين، بأنّ أموال المجلس المحلي عبلين لا تُحوَّل إليه لبياض أو سواد وجه الرئيس أو الأعضاء، بل تحوّل بحسب حسابات وقرارات الوزارات المختلفة، من منطلق تقدّم وازدهار البلدة وسكانها. فإيّاكُم والتلاعب بهذه الأموال، لأنّ الشعب قبل الله عزّ وجلّ سيُحاسبكم عاجلًا أو آجلًا.
آمل أن أكون قد بلّغتُ ما قاله وعلّمني إيّاه والدي رحمه الله، وأتمنّى أن تكون الانتخابات هذه ديمقراطيّة ونزيهة، فكلّنا أبناء الشعب العبليني، فحافظوا على عبلين كي يُسطِّر التاريخ أنصع أسطره تقديرًا لخدمة بلدتنا عبلين الوطن الصغير بأمانة واخلاص.
أللهمّ إنّي بلَّغتُ فاشهدْ.
وكلّ انتخابات وأهل بلدتنا عبلين الكرام بألف خير على طول آمين..
إبنكم وأخوكم 
المُربّي جاسر الياس داود
الخميس المُبارَك 18/10م2018م




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت