X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
16/01/2020 - 09:52:47 pm
جميع الأحزاب تخاف من السلام - شاي زيلبر

جميع الأحزاب تخاف من السلام  -  شاي زيلبر

هآرتس- 16/1/2020

*الجميع يخافون من السلام لأنه سيحطم حياتهم والعوالم التي تشكل شخصيتهم*

الجولات الانتخابية الكثيفة والمرهقة تتميز بصمت مطبق من جانب جميع الاحزاب حول كل ما يتعلق بـ "السلام". اليمين نجح في أن يقلب رأسا على عقب مفاهيم وقيم كان الجميع يؤمنون بها، ويجعل اليسار يصمت عليها، من خلال اعتقاده بأن مجرد اجراء الحوار سيدفع الى الامام ايديولوجيا تعرض حكمه للخطر.

قبل بضع سنوات الوضع كان معاكسا. وفي العام 2008 سمعنا موكي وهو يغني "جميعهم يتحدثون عن السلام، ولكن لا أحد يتحدث عن العدل". ويبدو أنه بعد نجاحهم في تخويف الجمهور من قيم السلام، يحاول الآن رئيس الحكومة ومخصييه تغيير معنى مفاهيم العدل من اجل تخريب عمل جهاز القضاء وتهديدها.

فعليا كان نتنياهو نفسه هو الذي وعد بعد رابين وبيرس بأنه باسمه "سيصنعون السلام الآمن" عندما تولى الحكم في المرة الاولى. بعده وعد باراك (ونفذ) بأنه "سيخرج أبناءنا بسلام"، وفي انتخابات 2001 بعد فشله في محادثات كامب ديفيد، ركز هجومه على مرشح الليكود الذي ركب الموجة ولم يتردد في أن يعد: "فقط شارون سيجلب السلام". وخلال عشرين سنة تقريبا هذا الوعد الفارغ تحول الى لعنة على الحدود الشمالية وفي قطاع غزة، وبعد ولاية اولمرت، حتى اعلان النوايا عن العيش المشترك، لا يتم التحدث عنه.

اذا عدنا الى الوراء أكثر، الى زمن جابوتنسكي، فان "حقوق الانسان" كان مفهوما أيدته الحركة التنقيحية. الآن من يتحدث عن ذلك يتم تشخيصه مع اليسار، ويتهمونه بأنه "طيب القلب"، وهو مفهوم آخر لسبب ما يأخذ دلالة سلبية. شخص طيب القلب ويهتم بحقوق الآخر بكونه انسانا مثله، يعتبر كمن يضر بالمجتمع. هكذا اللغة والوعي يتم تشويههما تماما.

العمل الايجابي يلغى بالتدريج، والحكم تجاهه يعطيه بُعدا شيطانيا. الكلمات لا تؤدي فقط الى خراب يتلخص بالواقع على الارض (العلاقة بين اسرائيل والفلسطينيين، أو بالنسبة للمحاكم)، بل هي تشوش الوعي تماما.

لنأخذ على سبيل المثال ثلاثة اعضاء كنيست من ثلاثة احزاب، يهددهم السلام أكثر مما يهدد أي شخص آخر: يوعز هندل (كحول لفان)، نفتالي بينيت (اليمين الجديد) ويوآف غالانت (الليكود). بالنسبة لجنود مثلهم فان السلام يضر بشخصيتهم عديمة الثقة. عالمهم الداخلي، المشبع بالصور الجوية والخرائط وأهداف المدفعية، سيصمت.

الاتفاق مع الفلسطينيين سيغرس سكين حادة في بالون أنفسهم. كيف سيتصرفون؟ أي المشاكل سينشغلون بها؟ ما هي المواضيع التي ستكون محط اعجابهم؟ وعن ماذا يمكنهم الحديث على مائدة يوم السبت، هل سيتحدثون مرة اخرى عن الكارثة؟ كل واقعهم المضطهد سيهتز.

وكيف سينظرون الى الطبيعة؟ حتى الآن المناخ غير المستقر تم استغلاله، حسب تفسيرهم، من اجل تقوية الجسد. صوت الامواج الشديد أثار لديهم الفرصة من اجل الانزلاق من البوارج نحو خطوط العدو، في الأفق دهشوا فقط عندما اخترقت الطائرات الحربية.

وعلى الارض نظروا اليها أولا كمنطقة يجب اختراقها برحلات شاقة. وفي الحقول الخضراء شخصوا وجود وسائل للتمويه. وفي الجبال شاهدوها مثل قبب يجب الانقضاض عليها. فهل ستتغير حركتهم المنتصبة في الفضاء؟ هل سينجحون في استبدال كتب القادة العسكريين بكتب الشعر والغناء؟ وبدلا من التوجيهات التي يعطونها بصوت صارم، هل سيتعلمون اجراء محادثات معتدلة ومحسومة.

الخطاب الوحيد الذي تبقى حول السلام فقد كليا المعنى الأصلي. والنهوض بالثقافة العبرية يحتاج الكفاح من اجل السلام بغض النظر عن الربح الذي نحققه منه. مطلوب منا السلوك مثل طلاب اهارون هكوهين، حب السلام والسعي اليه، ليس فقط كي نصل اليه.

ورغم ذلك، السياسي الوحيد الذي طرح الموضوع على جدول الاعمال هو رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في صفقة القرن التي تم احباطها قبل مناقشتها. وليس عبثا أن اطلق عليها "صفقة". في الوضع الاجتماعي في اسرائيل 2020، يبدو أنه هو الوحيد الذي يمكنه أن يربح منها.

(نقلا عن موقع الاتحاد الالكتروني )




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت