سباق الرئاسة التونسي: 29 مرشحًا بينهم شيوعي وإسلامي وراقصة

منذ ثورة الياسمين، عرفت تونس عهدًا جديدًا من الحوارات السياسية والنقاشات والانقسامات، حول مسائل الديمقراطية، الفصل بين الدين والدولة، مفاصل الحكم، خلافات بين العلمانيين والاسلاميين، ولكن بطريقة ما نجحت تونس بعبور مشقة الفترة الانتقالية دون الانزلاق الى حرب أهلية دامية ولم تلجأ الى العنف، رغم أنها شهدت عددًا من الأعمال الارهابية، وأعمال قتل طالت المغدور المناضل الشيوعي شكري بلعيد.

لعل رحيل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الذي شكل حل وسط للأزمة السياسية التي خاضتها تونس بعد انتخابات المجلس التأسيسي عقب الثورة، يكون نقطة مفصلية في الديمقراطية التونسية حديثة العهد. فقد فتح الباب أمام باقة من المرشحين والمرشحات منهم من هو مؤهل ومن هو اقل، لتبوأ منصب الرئيس التونسي.

وسيتوجه الشعب التونسي لاختيار رئيسه في انتخابات حرة يوم 15 أيلول المقبل، في انتخابات مبكرة اثر وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي في 25 تموز المنصرم، علمًا أن الانتخابات اكنت مقررة في تشرين الثاني.

بدأ تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية المبكرة في تونس يوم الجمعة في مقر "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" بالعاصمة وسيستمر حتى التاسع من آب الحالي، وقد قدّم حتى الآن 29 مرشحًا ملفات ترشيحهم.

إختارت حركة النهضة التونسية، أمس الثلاثاء، عبد الفتاح مورو - نائب رئيس الحركة ونائب رئيس البرلمان ليكون مرشحها للانتخابات الرئاسية التي ستعقد في الـ 15 من أيلول المقبل.

وفي انتخابات أجراها مجلس شورى النهضة انتخب مورو بأغلبية 98 صوتًا مقابل ثلاثة متحفظين، وقد جرى الاتفاق على ترشيح مورو دون اعتراضات، رغم استمرار النقاشات في مجلس الشورى لساعات، قبل أن يطلب زعيم الحركة الغنوشي مهلة للمشاورات، خصوصًا بعدما قرر عدم الترشح في انتخابات الرئاسة.

وقال القيادي بالحركة، وعضو مجلس الشورى، زبير الشهودي إن الوضع الحالي هو الوضع الطبيعي للنهضة، وليس ما حدث منذ يومين، حيث أن المجلس والقيادة استجابا لمطلب القيادات الوسطى والقواعد التي نادت بترشيح شخصية من داخل الحركة وعدم دعم شخصية من خارجها، اذ انقسمت الحركة بينها في هذه المسألة.

وعلّق القيادي في الحركة مختار اللموشي على صفحته الرسمية قائلًا: "الشيخ عبد الفتاح مورو مرشح الحركة للرئاسية، نهضة موحدة قوية من أجل تونس وخدمة شعبها".

وعن الحزب الحاكم نداء تونس، الذي أسسه الرئيس الراحل السبسي، فوّض الحزب وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي كمرشحه للانتخابات الرئاسية.

واعتبر الحزب في بيان أن "السيّد عبد الكريم الزبيدي كان رفيقا للزعيم والرئيس الراحل وكان داعما لمشروعه الهادف لخلق التوازن السياسي إذ وقف إلى جانبه في مرحلة تأسيس حركة نداء تونس ونهل عنه منهج التفكير وارتوى بمبادئ مشروعه الحضاري وايمانه بالدولة وهيبتها وتقديم مصالحها ومصالح الوطن”.

هل يترشح رئيس الحكومة يوسف الشاهد؟

وفي حين لم يحسم رئيس الحكومة يوسف الشاهد قرار ترشحه، قررت الهيئة السياسية لحزبه تحيا تونس دعوته بشكل رسمي للترشح للانتخابات الرئاسية، بينما راجت أنباء غير مؤكدة عن إمكانية تقديمه لاستقالته وتفويض أحد وزرائه لتسيير الحكومة.

ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الشيوعي التونسي مرشحًا للرئاسة، فقد سبق أن ترشح لانتخبات الرئاسة عام 2014 وخسرها للسبسي.

وقد ترشح يوم الأربعاء الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي، للرئاسة من جديد.

اول رئيس تونسي بعد الثورة

أعاد منصف المرزوقي، الذي أشغل منصب الرئيس الأول لتونس بعد الثورة، تقديم ملفات ترشحه للرئاسة من جديد. ويعتبر المرزوقي (74 عامًا) أحد أبرز المرشحين للرئاسة وسبق أن تولى المنصب عقب الثورة بتوصية من الترويكا المجلس الرباعي في تونس الذي عمل على التوسط لأجل انتقال تونس الى عهد الديمقراطية. وكان المرزوقي قد خسر انتخابات الرئاسة في عام 2014 لمرشح "حداء تونس" الباجي قائد السبسي.

وقال المرزوقي الذي لم يعلن بعد عن برنامجه الانتخابي، عقب تقديم ملفات ترشحه: "اليوم هو عرس للديمقراطية" مذكرًا أنه سُجن في زنزانة انفرادية لأربعة اشهر عند ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 1994، وأضاف أن "تونس الديمقراطية تضمن لكل مواطن الحق في الترشح والحق في اختيار من يمثله”.

بقية المرشحين

نبيل القروي، مالك قناة إعلامية خاصة، يقدم نفسه باعتباره مرشح الفقراء. وكانت قد وجهت إليه مؤخرًا تهمة تبييض أموال. ولكن لم يحاكم بعد، ما يتيح له الترشح للرئاسة.

كما قدم محمد عبو المحامي والمعارض السابق لنظام زين العابدين بن علي وأمين عام حزب "التيار الديمقراطي" الذي كان قد انبثق عن حزب الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، ترشحه.

وقدمت عبير موسى - الأمينة العامة لـ"الحزب الدستوري الحر" ترشحها. وتعلن موسي أن حزبها وريث حزب بن علي وتدعو إلى استبعاد التيارات الإسلامية وبينها حزب النهضة من الحياة السياسية.

ومن الشخصيات الحزبية والمستقلة المرشحة مهدي جمعة عن حزب البديل، منجي الرحوي عن "الجبهة الشعبية"، لطفي المرايحي عن "الاتحاد الشعبي الجمهوري"، وبين المستقلين ترشح كل من فتحي الكريمي، وحمادي الجبالي، وحمدي علية، ونضال كريم.

راقصة للرئاسة

في المقابل، أعلنت الراقصة التونسية نرمين صفر نيتها الترشح للانتخابات الرئاسية في تونس. وكشفت الراقصة صفر عن نيتها الترشح للرئاسة خلال بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على تطبيق "انستغرام"، وقالت إنّها ستتوجه إلى مقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتقديم أوراق ترشحها بعدما جمعت أكثر من 35 ألف توكيل.

ومن بين نقاط برنامجها الانتخابي تسعى الراقصة الى حظر الحجاب وفرض غرامة مالية بقيمة 5 آلاف دينار لكل رجل يعد تونسية بالزواج ولا ينفذ وعده، وطرح قانون يعطي المرأة ثلثين في الميراث مقابل ثلث للرجل.