عذرا جبران - بقلم بنيامين محمد حيدر

  
عذرا 
ودعني اتحدث اليك 
بلا خوف ولا قلق 
عن حرائقي واشواقي

  ولربما ابكي امامك دون خجل
فلا تغضب
 ان لم نحيا يوما الحقيقة كما اردت معك
لا تغضب..
 وان اصبحنا نحتفظ بك بصورة مطبوعة صامتة غادرت معالمها عروق الحياه وتفاصيل الفرح
ولم نستمع لعباراتك الحالمه التي كنت تجيد اختيارها  اشبه باوراق الياسمين التي تداعبها  نسمات نيسان لتملا شذاها ارجاء المكان 
ارجوك لا تغضب
ايها الناسك في محراب الحب الراحل بتفاصيل عشقه الذي سكن الروح وتأبى بطهره ذاكرة الجسد
تسمع نغمة الروح من وراء ضجيج العميان وصراخهم
تحدق للشمس تنشد الحب وتقبض على النار باصابع غير مرتعشه
فدعني اقول لك 
كما قالت لك *ماريا  اقف على تفاصيلك لاكون قريبا منك
فلا تحزن 
ولا تغضب
وان اخبرتك عن خيباتنا التي ضاق بها المكان وعن المتاعب التي قاسمت ليالينا الارق
دعني اشكو وجع خطانا التي استوطنها قصص الانين واحلامنا التي ضاقت بها حكايات السنين
دعني احدثك عن دروب الضياع تطارد خطانا بعد ان اعتادت مرارة الغياب وقصص الخيبات وجراحنا النازفه
دعني ابكي امامك 

 اقرأ ترانيم كلماتك ومع كل حرف قلب  ينبض انشودة تتصاعد من قلب دام
فدعني اتذوق طعم اللقاء
فانا اعرف ان العتاب كالحب
وانك تأذيت اكثر مما تستحق
فما انبل قلبك 
 عرفت كل تفاصيل الفرح والمحبه تنشدها اغتية مع القلوب الفرحه فكنت متفائلا لانك كنت ترى فوق الشوكة ورده
فاني اعتذر منك
كنا معك مزيفين كالظل نمشي وراءك عندما تكون الشمس ونختفي عنك عندما تكون في الظلام
حاولت ان تضع يدك بايدينا   ولم ندرك حينما قلت 
انت اعمى وانا اصم ابكم ضع يدك بيدي فيدرك احدنا الاخر
كنت الجميل اعطيتنا دون ان نسألك اغمضت عينك عن عيوبنا لانك احببتنا
فلا تحزن ولا تغضب
فقد اصبحنا ارقام في حديقة الحياه
التي لم نتاملها  لنعرف انفسنا

ولاني اقدر العلاقة معك وامنحها اهمية كبرى اعتذر لك
لاننا وقفنا في المنتصف لا اصدقاء ولا اعداء خلقنا معك الاعذار لنبتعد وانشغلنا باخطاء الاخرين ونسينا اخطاءنا 
فخذلناك خذلناك  
ولم نحتفظ بك كما حفظت الانسانيه والمحبه كقطعة من قلبك وجزء لا يتجرأ من روحك وكما قلت  ان السماء لا تريد ان يكون الانسان تعسا
يا نداء القلب وصدى اغاني الملائكه سموت بالحب مناديا تحيي الروح بالروح
فحبك حب بارادة السماء
عقارب الساعة تهرب مسرعة لا ترحمني وليس كعادتها تتلذذ بتعذينا عندما يصيبنا الملل 
ولكني رغم صمت المكان وسواد الليل  فما زلت ارى ذاك الشعاع واذني تسمع النغمةالتي تهز جوارحي بعذوبتها وليس كعادتها رواية موجعه تمليها الليالي السوداء
يناديني 
ابتسم لا تدع الحزن ياخذ منك اشباء كثيره ولا تجعل بقاؤك متل العدم ولا تذهب بكرامتك
فالعواصف والثلوج تفني الزهور  ولكنها لا تميت بذورها
فضمد جروحك بلفافة من فرح   وارسم ايامك بالوان من طيف قزح
فان السماء لا تريد ان يكون الانسان تعسا
فيا لعذوبة اللقاء معك  وفجيعة الوداع
بقلمي
وفي منتصف ليلة لا تشبه جميع الليالي

*ماريا..ماري هاسكل سيده امريكيه تعرف عليها جبران وكان لها دور حاسم في توجيهه الادبي والفني