تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ساهرة الليل
قصة
بقلم:المربي جاسر الياس داود
جلست مقابله حول طاولة صغيرة مستديرة، تنظر وتحدق النظر به؛ وهو شارد وواضع يده فوق خده، ولا يجيبها رغم تكرار سؤالها له. بعد دقائق قليلة إستيقظ من عدم الإنتباه لسؤالها، ثم نظر إليها مبتسما إبتسامة لمراضاتها، وسألها: ما السؤال؟
أجابته ويدها اليمنى ترتعش رعشة خفيفة، وقالت: أما زلت تتغزل بي؟!!
سكت برهة، وشاح بنظره نحو الشباك المطل على المدينة حيث كانا جالسين، وأجاب:
وما الغزل إلا كلمات مرصعة
من تسمعها تعرف أنها مزيفة
بالأمس قلت لي أنك بي متيمة
و اليوم أحجمت وأصبحت ملفقة
ثم مد يده اليسرى نحو الشباك، وقال:
أنت كزجاج الشباك، إن كسر لا يصحح ابدا، وعشقك مثله، فسلام الله لك ولعشقك المزيف، ثم قام من مكان جلوسه، وقال لها همسا، وهو منحن نحوها: فتشي عن شخص يعزك ويحترمك أكثر مني، وتذكري بأن كل صورك مزقتها، كي لا يبقى أي شيء من الذكريات الجميلة التي عشتها معك، وكانت كلها مزيفة.
ثم تركها شاردة، لا تعرف ما ترد عليه، لأن الكلمات توقفت بحلقها من المفاجأة القاتلة.
الأحد المبارك ٣٠/١٠/٢٠٢١م.