X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أخبار عبلين
اضف تعقيب
23/06/2013 - 12:55:54 pm
كلمتي في رثاء اخي بقلم اخوك: سيمون

بسم الثالوثِ  الأقدس... الآب... والابن... والروحِ القدس... الإلهِ الواحد... آمين... 
أنــا هو القـيـامةُ والحقُّ والحـيـاة... من آمنَ بي -وإن مـــات- فسيحيـــا...

أرثيك يا أخي من أعماق قلبي، فرحيلُك أذهلَنا وترك جرحًا عميقًا في نفوسِنا. لقد رحلْت في أقسى ساعات الموت بأخبثِ مرض، فتلوذ الغصةُ  في صدورِنا،  ونحن نشهد وأنت تسلمُ الروح لباريها مطمئنًّا مطمئنًّا  باسمًا كما عوّدتَنا دائمًا. ذكراك لا زالت وستبقى خالدةً في قلوبنا، فكنت كالشمس التي تَهَبُ الدفءَ والنورَ في نفوس أبنائك وإخوتك وأخواتك، وكلِّ محبّيك ومَن عرفك قبل رحيلك وبعدَه.

 أبوك، يا أخي، لم يتوقفْ عن البكاءِ منذ فاجأك المرضُ وما زال... سيذكرُ أنّك رحلْت وتركت في القلبِ حسرة، وفي العين دمعة.

وأمّك الحنونة ("ستّ الكلّ" -كما كنت تناديها)... أتظنّها ستهدأ يومًا ويزورها فرحٌ بعد الآن؟ أتحسَبُ أنّها ستنسى مَن كان وجودُهُ يملأ حياتها سعادةً وحبًّا؟ إنّها مثلُكَ، يا أخي، تتألمُ بهدوء، وتبكي وحدَها كي لا تزيدَنا حزنًا وألمًا.

كيف ننساك يا أخي؟! ذكراك لا ولن يمحوها الزمن. ستظلُّ مطبوعةً في قلوبِنا وقلوبِ مَنْ عرفوك. إنّ جرحَنا عميق برحيلك،  يا أخي... يا شريفَ النفسِ والخاطر، يا كريمَ الخُلُقِ والوجدان، طيُفك واسمُك وبقاياك كلُّها تبكي حزينةً. صدى كلماتِك، صوتُك الهادئ، دعاؤُك للناس "الله يخليلنا إياك يا رب"، كلُّها ترنُّ في مَسامِعنا.

برحيلك يا أخي، قُرِعتْ أجراسُ الكنائس حزنًا، ومآذنُ المساجدِ بكت ألمًا يا محبَّ الإنسان، يا طيّب. رحلت يا أخي، وبرحيلِك وحّدْتَ أبناءَ بلدتِكَ الحبيبةِ بكلّ طوائفِها وعائلاتها وأفرادها. حزنَتِ المعمورةُ لرحيلِك يا أبا جريس. عُزِفَتِ الموسيقى حزينةً، وخَطَّ القلمُ كتاباتِ الحزنِ والأسى لرحيل الإنسانِ الإنسان، الرجُلِ الرجُل، المحبِّ الحبيبِ المداوي الطبيب، المتواضعِ العملاق. أشدُّ مرضاك كانوا يتعافَـوْنَ عندَ دخولِ عيادتك. أفضالك يا أخي لا تُنسى، وكلُّ مَن تشرَّفَ بمعرفتِكَ يدعو أن يكونَ مثواك الجنة.

يا عاشق الموسيقى والمصورُ البارعُ، كم نشتاق اليك! خسارةٌ غيابُك، خسارةٌ يا أخي. مَن بَكَوْكَ ومَن لم يبكوك، خطّوا غيابك بالقلم على صفحات الجرائد والإنترنت، وجميعُهم يعرفون جيدًا أنّ صفاتِكَ  يعجزُ اللسانُ عن وصفِها، ولا تتّسع الصفحاتُ لذِكْرِها، وإن اختصرناها سنقولُها بشهادةِ القاصي والداني: إنك  كنت طبيبًا سيّدَ نفسِكَ، حريصًا على الحفاظِ على سموِّ روحِكَ الأبيّة، نقيًّا من الغرائزِ الوضيعة، عفيفَ النفس، قويَّ الإرادة، ثابتَ العزيمة، متكلّمًا وقارئًا جيّدا، هـادئًا مَـِرَنَ الطباع، كتومًا قنوعًا، متواضعًا، محبًّا، مجاملاً، صريحًا، صادقًا، عادلاً، رؤوفًا، مواظبًا ومثابرًا في عملِك.

أخي جبور!

يا ساكنَ الظلمات، يا مَنِ اخترْت ما لا نحبّ اختيارَهُ!

سيذكر والداك أنّك الابنُ الحبيب، الشريكُ في المسؤولياتِ، وهموم الحياة،

سنذكرُ أنا وإخوتي بشاشةَ محياك،

سنذكر أنا وإخوتي بسمتَك وضحكتَك،

سأذكر وإخوتي كلماتِك العذبةَ المواسيةَ حتى في أحلكِ الأوقات،

سيذكر أبناؤك أنّ لهم أبًا محبًّا يشبه الملائكة، أبًا يُضَحي، يُرْهِقُ نفسَه من أجل سعادتهم.

ستذكرُ زوْجتُكَ أنّ لها زوجًا يملأ حياتها،

ستذكر أنّ لها زوجًا هو ماضيها ومستقبلُها،

هو ياقوتةُ حياتِها وبلسمُها،

سنتذكرك جميعًا سائرين على خطاك التي رسمتها لنا.

لأنك باقٍ في العيونِ والقلوبِ والذاكرة، يا صورةً لن تغيبَ عن عيونِنا.

..............

وأخيرًا، أيّها الحضور الكرام 

باسْمِ والدَيِ الفقيد، باسْمِ زوجتِهِ وأولادِه، باسْمِ إخوتِه وأخواتِه، وعمومِ آل خوري وآل زيدان وأبو غنيمة وجميعِ الأصدقاء...

نتقدمُ بجزيلِ الشكرِ وعظيمِ الامتنانِ والتقديرِ والعرفان لكلّ من واسانا وعزّانا في مُصابِنا الجَلَل، بوفاةِ فقيدِنا فقيدِكم وفقيدِ الطب، المأسوفِ على شبابِه  
                                     الدكتور جبور خوري     
سواءٌ كان ذلك بالمشاركة في تشييع الجثمان، أَو بالحضورِ إلى ديوان العائلةِ للتعزيةِ والمواساة،
أو بالنعيِ في الصحف ومحطّات التلفزة، أو بالاتصالِ الهاتفيّ وإرسال البرقيات وكتب التعازي، وأكاليل الزهور أو عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ والمواقعِ الإلكترونية.       
لقد كان لمواساتهم لنا الأثرُ الكبيرُ والطيّبُ في التخفيف عنّا
ما قدمتموه لنا من تعازيكم القلبيةِ الحارّة، وما تحملتموه من أعباءٍ ومن مشاقِّ السفرِ من مختلف المدن والقرى، خفف عنا جميعًا الشيءَ الكبير. نرجو اعتبارَ هذه الكلمةِ كلمةَ وفاء لكم وشكرٍ خاصٍّ لكلٍّ من حضرتِكم.

وأخص بالذكر الآباء الأفاضل الذين شاركوا في مراسيم تشييع الجثمان، شركة حياة للعلاج المكثف، سرية الكشاف الكاثوليكي، لجنة وقف الروم الارثودكس، مؤسسات مار الياس، أعضاء نادي المحبة، الذين ساهموا باصدار كتاب التأبين، والذين ساهموا بالتخطيط والتنفيذ لحفل التأبين.

ونطلبُ من الأصدقاء والمعارف ان يسيروا في برامجهم ومشاريعهم، لأن فقيدنا فقيدكم كان محبًا للحياةِ مؤمنًا باستمراريتها.
نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يتغمّدَ فقيدَنا بواسعِ رحمتِه، وأن يُسكِنَهُ فسيحَ جنّاتِهِ، ونسألُه ألاّ يُريَكُمْ مكروهًا بعزيز.

لِيطوّبْ تِذكارُهُ بفخًارٍ ونارٍ، وليكُنْ تِذْكارُه مؤبدا.

اخوك:  سيمون













Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت