أقيمت في المدرسة الابتدائية "ب" – عبدو سليم – عبلين، فعاليات مختلفة بمناسبة "أسبوع اللغة العربية والتراث" ، الذي بدأ يوم الثلاثاء -  18.6.2013 واستمر حتى يوم السبت – 22.6.2013. تحت شعار " لغتنا فخرنا... تراثنا عزّتنا..."

   التحضير لـهذا الأسبوع بدأ قبل أكثر من شهر، طُلِبَ من التّلاميذ إحضار أدوات وملابس تراثية قديمة، استعملها أجدادنا وجدّاتنا، وكان هناك تجاوبا كبيرا من قِبَل الطلاب، حيث جلبوا الكثير من الأدوات والملابس التي عُرِضَت جَميعها في معرض تراثي، أُطلِق عليه اسم "بيت ستي وسيدي"، وقد قامت بترتيب وتنظيم المعرض المعلمة "إلـهام حاج" – معلمة الموسيقى بالمدرسة. وتولّت أيضا موضوع الشّرح حول محتويات المعرض لطلاب المدرسة بمشاركة الأستاذ "عماد زيدان"- معلم اللغة الانجليزية والتاريخ.   

   إلى جانب المعرض جرت على مدار الأسبوع الكثير من الفعّاليّات الخاصّة باللّغة والتّراث، والتي لم تتركز فقط بحصص اللغة العربية، إنّما بالمواضيع الأخرى. فإلى جانب الفعاليات التي قدّمتها معلّمات اللغة العربية من الصّفّ الأول حتى الصّفّ السّادس، قدّم معلمو المواضيع الأخرى فعاليات لغوية وتراثية عربية، ففي حصة اللغة الانجليزية والعبرية مُرّرت فعاليات تتعلق باللغة العربية، وفي حصص التاريخ والموطن والجغرافية كانت فعاليات تراثية، وأيضا في حصص الرّياضة، لعب الطلاب الألعاب التراثية التي كان آباؤنا وأجدادنا يلعبونـها.

    كما واستضافت المدرسة الكاتبة "وردة خوري"، التي قرأت قصّة من قصصها لطلاب الصفوف الثالثة والرّابعة، وتحدّثت عن عناصر القصة من خلال القراءة. والتقت بطلاب الصف الخامس وعرّفتهم بسيرة حياة الكاتب المرحوم "موفق خوري"، وعرضت أمامهم جميع مؤلّفاته التي صدرت.

   واستضافت أيضا الكاتب والشّاعر "زهير دعيم"، الذي التقى بدوره بطلاب الصف السّادس، حيث تحدّث عن الأدب وقرأ قصّة من مؤلّفاته.

   ويوم الخميس حضّر الأهالي، في جميع الصّفوف، أكلات شعبية، وكلّ مربي صفّ كان مع طلابه داخل غرفة الصف، وأكلوا بشكل جماعي. 

   كل هذه الفعاليات أظهرت روح التعاون والمشاركة بين أفراد الطاقم الواحد، الأمر الذي يؤكّد أمثالنا العربية ومنها: "التعاون أساس النّجاح" و " يد واحدة لا تُصفّق".

   وتوّج الأسبوع يوم السّبت – 22.6.2013 بحفل مميّز وكبير، بعرافة مركّزة اللّغة العربية المعلمة جوليا شوملي، حضره الطلاب والأهالي، وعدّة شخصيّات هامّة.

   بدأ الحفل بكلمة من مديرة المدرسة المربية أنجاد إدلبي، التي رحّبت بالضّيوف والطّلاب، وتحدثت عن مجرى التحضير للأسبوع، والتّعاون الذي كان بين أفراد الطاقم على مدار كل الفترة السّابقة، وأكدت على حنيننا إلى المعاني والقيم التي تنقلها رموز التّراث. ثمّ ألقى رئيس مجلس عبلين المحلي السّيّد مأمون شيخ أحمد كلمة تحدّث فيها عن التراث وتقاليدنا، وألقى الدكتور كمال شوفانية، مفتش المعارف، أيضا كلمة ترحيب، والأستاذ عبدالله خطيب، مدير المعارف العربية قام بدوره بتحية الحضور، الذي أكّد على أهميّة التّواصل ما بين الماضي والحاضر. والأستاذ عماد زيدان ختم كلمات الترحيب، بالتّحدّث عن التراث وأهمّيّته، وأشاد بالحضور وطلاب المدرسة جميعا.

   بعد كلمات التّرحيب أتت فقرة جوقة المدرسة، التي قدّمت أغنية "اللغة العربية" و"وصلة من الأغاني التّراثيّة"، تحت إشراف وتدريب المعلمة "إلـهام حاج"، ومن بعدها غنّت الطالبة دعاء مريسات أغنية "كان عنّا طاحونة"، بأسلوب جميل وممتع.

   بعد الغناء تحدّث الدكتور فادي سكران، مدير موقع منبرنا، عن مسابقة الرّسم التي أجراها الموقع في مدارس القرية، بعنوان "التسامح"، وذكر أنّ طلاب مدرسة "عبدو سليم" تميّزوا بـهذه المسابقة، حيث قدّمَ ثمانون طالبًا رسماتهم، التي عبّرت عن الموضوع.

   تمّ الانتقال بعدها إلى الدّبكة، حيث قدّمت فرقة "براعم جفرا" عرضا فنّيّا. ثُمّ قُدّمَت فقرة أدبية منوّعة، مثّل فيها الطالب "مايكل خليل" شخصيّة أديبنا وشاعرنا الراحل "جورج نجيب خليل"، تحدّث عن حياته والوظائف التي عمل بـها. بعد ذلك جاء دور الطالب "كامل حيدر" ، الذي تقمّص شخصيّة الأديب "طه حسين"، وتحدّث عن حياته. الطالبان من الصّفّ الأول نورس، وقد تمّ تدريبهما على يد مربّية الصّفّ المعلمة نبيلة حسنين. بعد ذلك ألقت الطالبة مرييتا جرجورة من الصّفّ الثّاني نجوم قصيدتين، الأولى موجّهة لمديرة المدرسة والأخرى تتحدّث عن أحوال حياتنا الحاليّة التي نعيشها. أمّا الطالب "طارق جرجورة" من الصّفّ الخامس لآلئ، فقد ألقى قصيدة "المجدّرة"، التي تمدح هذه الأكلة الشّعبية المشهورة.

   بعد الفقرة الأدبيّة عُرِضت مسرحية بعنوان "حبّات الزّيتون". قام بعرض المسرحيّة طلاب من الصفوف الثالثة، وهم: أمير الشّيخ، شربل خليل، إميل دحدولي وحسن حسنين. وأشرف على تدريب الطلاب الأستاذ مهنا حدّاد- مركّز التّربية الاجتماعية بالمدرسة، والذي قام بدور الراوي خلال المسرحية.

   مسك الختام كان فقرة غنائية شعبية، قدّمها الشاعر – ابن قرية عبلين – إبراهيم قسّوم، الذي أبدع بأدائه، فبدأ وصلته بالدّبكة وانتقل بعد ذلك إلى الحداء، وأشرك كلّ طلاب المدرسة والمعلمين بفقرته هذه.

      وأنهى الجميع الحفل بمشاعر من الفرح والسّعادة التي ملأت صدورهم، وظهرت من خلال الابتسامات التي رسمت على وجوههم، وكلمات التّشجيع والإعجاب بما شاهدوه وسمعوه خلال البرنامج، والتي عبّروا عنها بعد الحفل.