في أجواء الفصح المجيد والاحتفال بحلوله المبارك، توافد المدعوون مساء أمس السبت المبارك على قاعة مار جاورجيوس للروم الارثوذكس في عبلين، للاحتفال بصدور المؤلفات الثلاث للمربّي جاسر الياس داود :
سيرة حياة القدّيسة الجليليّة الفلسطينيّة أمة يسوع المصلوب ( مريم بواردي)
يا ستنا مريم يا أمّ الكل.
سيرة حياة العظيم بالشهداء القدّيس جاورجيوس.
توافدوا وبشائر السعادة والتهاني بالأعياد المجيدة – الشعانين والفصح المجيد – ينطق بها كل مَنْ حضر من أبناء عبلين والضيوف من خارجها، وعلى وجوههم علامات المحبّة والتسامح والفرح بهذا الحدث، الذي لا يبتعد عن نبع هذه المحبّة، وهذا ما أراده وهدف اليه كاتب هذه المؤلفات أو الثمينات كما سمّاها.
إفتتح الاحتفال الاعلامي والأديب نايف خوري  مرحّباً بالحضور الكريم، ثمّ دعا الكهنة المتواجدين بالقاعة وهم: اسبيريدون عواد وأنطونيوس سلمان ) (من عبلين) وأنطونيوس عجينة كاهن الروم الأرثوذكس بالبقيعة لصلاة قصيرة مباركين فيها الاحتفال.
ولقد وقف العريف في حديثه بين فقرات الاحتفال على محطات تأمليّة في حياة سيّدتنا مريم العذراء.
بعدها كانت هناك كلمة رئيس المجلس المحلي عبلين السيد مأمون شيخ أحمد، الذي رحّب بالحضور وأثنى على الجهد الذي بذله المؤلف من أجل نشر كلمة المحبّة والتسامح بين الناس، وهنّأ المحتفلين بعيد الفصح المجيد.
 بعدها قرأ الطبيب يونان توفيق زهران كلمة الدكتور ( باللاهوت) الشاب بشارة شحادة عبيد المتواجد في كليّة اللاهوت بالفاتيكان. ومما قاله صاحب الكلمة:" إختياري سيكون لبعض جمل من تراتيل الكنيسة حسب الطقس الرومي البيزنطي، آملاً أن يكون بدايةً لنا جميعاً أن نتمعّن أكثر فأكثر بكلام أمّنا الكنيسة، لكي عندما نرتل، نصعد بأصواتنا إلى السماء، إلى فردوس اللقاء بختننا الأبدي."
بعدها ألقت حفيدة المؤلّف جويل نزار بربارة طالبة الصف الثاني من أبو سنان قصيدة من نظم جدّها بعنوان " يا أغلى حُبٍّ عرَفتُه" ونالت إعجاب الحضور بالقائها، حتى علق البروفيسور أسعد غانم بقوله:" هكذا تولَد النجوم."
ثمّ تحدّث السيد عدنان طراد من سخنين مهنّئاً المؤلف على عمله في بناء الانسان، كي نحافظ على مجتمعنا في البلاد، ومشدّداً على أهميّة العلم والتعليم.
بعده تحدث شيخ عبلين كما يطلق عليه البعض، الشيخ حسن رجا حيدر ذاكراً سيدتنا مريم في القرآن الكريم، وخاصة في سورة مريم ومعدّدا خصلها الطاهرة، ومشدّداً على التآخي واللحمة بين ابناء شعبنا العربي في هذه البلاد، ومندّدا بالمحاولات التي تقوم من أجل التفرقة بين أبناء شعبنا العربي في هذه البلاد.
ثمّ أتحف الحضور الزجّال شحادة خوري – أبو مروان – من أبو سنان بزجليّة تتحدّث عن أوضاع بلداتنا وشعبنا العربي، ومستهزئاً بالتفرقة الطائفيّة التي تنخر في نفوس البعض من شرائح مجتمعنا العربي في هذا الشرق.
بعدها قدّم البروفيسور أسعد غانم محاضرة قصيرة عن وضع شرقنا العربي، وعن وضعنا كأقلية في هذه البلاد، شارحاً عن المحاولات التي يستخدمها خاصة السياسيون من أجل الوصول إلى أهدافهم، ومنها استعمال العائلية والطائفية. ولقد قال " في العشرين سنة الأخيرة هناك تراجع في القومية والوطنية والانتماء اليها، وهذا هو الخطر على كياننا في هذه البلاد، علينا ان نكون محبين لبعضنا البعض، مسالمين وشاعرين كل بابن شعبه لا فرق بالدين والعقيدة، ولنعلم أولادنا على حب ومحبة شعبنا والطابع التربوي للشباب الناشئ في التعلّم كيفية حسن النقاش والحوار، وكيفية الوصول الى الهدف نتيجة للتلاحم الذهني، وتوريث الفكر بين الاجيال القديمة والحديثة والانفتاح على الاتجاهات الدينيّة والاجتماعيّة التي اظهرتها باللحمة بين كلّ الاطياف، وان كانت متعارضة في بعض الاحيان."

ثم قرأ عريف الاحتفال بعض التهاني التي وردت الى الاحتفال هذا.
وفي الختام قرأت السيّدة اليان أبو حاطوم وهي صديقة لعائلة المؤلّف، كلمة المؤلف بالنيابة عنه، والتي فيها قال:" الدين هو أسس الأخلاق التي نبني عليها التعامل بصدق مع أنفسنا أوّلاً، ومن ثمّ مع الآخرين. لم يأتِ الأنبياء والمرسلون حاملين معهم إلّا بشائر الفرح والحياة الأرضية السليمة، التي بممارستها على الوجه الحسن، تكون قد أهلتنا برضى الرب ورحمته للفوز بالحياة الأبدية، وهذا الفوز لا يأتي إلّا بالإيمان الصادق الصحيح، فالعمل والإيمان هما اللذان يمنحان صاحبه الخير."
كما وشدّد على تربية الأجيال الصاعدة على المحبّة والتسامح والتعامل بهذه القيم الانسانية، لأنها تؤدي إلى بناء وازدهار وتطوّر المجتمع البشري على وجه هذه الأرض.
ثم شكر الحضور وكل الذين وقفوا إلى جانبه في اخراج هذا الاحتفال الى حيّز التنفيذ.