طلابي الأحباء،

الأهالي الكرام،

زملائي مديري المدارس وطواقم المعلمين والعاملين الأعزاء ،

نعيش اليوم شهر رمضان المبارك، شهر الصيام الذي أٌنزل فيه ألقرآن هدىً للناس وببنات من الهدى والفرقان ، وهو الشهر الذي"أولُه رحمةٌ وأوسطه مغفرةٌ وآخره عتقٌ من النار". وقد قال تعالى يا أيها الذين آمنوا ، كُتبَ عليكم ألصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (سورة البقرة) .

والصوم يا احبائي تهذيب للنفس ومحاسبة لها وتقرّب من الله. وقد قال النبي العربيّ الكريم (ص) :" مَنْ لم يدعْ قولَ الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدعَ طعامه وشرابه.." ، والديانات اليهودية والمسيحية  نهت عن الزور  كما جاء في التوراة ضمن الوصايا العشر " لا تشهد بالزور" ، بل يتعدى المعنى الى قيم الصدق والمحبة التي يجب علينا اتباعها لنقابل الخالق بأحسن صورة وأفضل سيرة.

لقد صام كليم الله النبي موسى عليه السلام ، وصام النبي ايليا كما ورد في سفر الملوك شارحًا الصوم بانه "الوقوف بين يدي الله"، وصام رسول السلام يسوع المسيح اربعين يومًا متخطيًا التجارب القاسية  وذلك للتعبير عن تسليم تام للإرادة الالهية.

الصوم الحقيقي هو الإيمان بالله ، والإيمان هو المحبة ، والقلب الذي تسكنه المحبة لا يعرف الكذب ولا الرياء ولا البغضاء أو الحقد ولا يعرف الانانية.

يصوم سكان قريتنا الحبيبة المسيحيون والمسلمون كل في موعده ومناسبته ،وأعو الله أن يقبل صومنا جميعًا، ونريد لهذا الصوم أن يغسل قلوبنا جميعًا ويجعلها تفيض محبة وعطاء ، لنجعل منها قرية يملؤها الإيمان والمحبة والعلاقات الحسنة بين الجميع. فالصوم في الديانات هو لله ، وإن كنا نجتمع في محبة الله  علينا أن نترجم هذه المحبة الى سلوك وعمل فالإيمان قول وعمل .

أدعو الله أن يمنّ على الجميع بالمحبة ويجعل حياتنا سعيدة ، وأن يعيد علينا هذا الشهر الكريم بالصحة واليمن والبركة والسلام يرفرف فوق ربوعنا وعلى العالم أجمع.

أتمنى لكم صومًا مقبولاً وإفطارًا شهيًا وكل عام وانتم بالف خير ..