بدايةً، أود التنويه إلى أن هذا التعقيب يمثل رأيي الشخصي وليس تعقيباً رسمياً صادراً عن المجلس الملي الأرثوذكسي.

تذكرني يا أستاذي العزيز بأحد الساسة الإسرائليين، وقد كان في المعارضة يطلق شعاراته الرنانة تنديداً بقرارات الحكومة المتعلقة بالاتفاقيات مع الفلسطينيين، وعندما تم انتخابه لرئاسة الحكومة تصرف تماماً كما كان سابقوه لا بل قدم تنازلات أكبر وأكثر. وحين سُئـِل عن سر هذا التحول، أطلق جملته الشهيرة: "ما نراه من هنا لا نراه من هناك!"

باستطاعة أعضاء المجلس الملي، وأنا أولهم، أن نطلق الشعارات البرّاقة الخالية من المسؤولية، والبعيدة عن أي مضمون عملي، وأن نصدر القرارات الغوغائية تمشياً لرغبة هذا وذاك، فتبقى التسؤالات : ما مدى قدرتنا على التنفيذ؟ وما هي الخطورة في تنفيذ هذه القرارات عنوةً؟ هل لي ولك سُلطة على كاهن الرعية الذي يمتثل،وبحق، لتعليمات الرئاسة الروحية للكنيسة؟ هل تريدنا تنصيب كاهن آخر يمتثل لتعليماتنا فيدب الشقاق في كنيستنا؟ هل الفوضى في كنيستنا هو هدفنا؟ هل تريدنا ترك كنيستنا الأرثوذكسية والتنازل عن حقوقنا الدينية والوطنية فيها؟ هل هذا هو "صوت الحق" الذي تريد "له جولة في هذه الطائفة"؟ هل هذا "يفرح وجه الرب"؟

إن البيان الذي أصدره المجلس الملي واضح وصريح:نحن متشبثون بكنيستنا الأرثوذكسية ونعمل جاهدين لأجل رفعتها وتقدمها وازدهارها، ولأجْلِ وحدتها وتوفير احتياجاتها "الأرضية"،ونفتخر بذلك،تاركين المجال أمام المتعمقين في الاحتياجات "السماوية" (أنا لست منهم) أن يمدوا أيْديـَهم  لتوفير هذه الاحتياجات وأعدك بمد يد العون لهم.

وأما فيما يتعلق بإعلان قدس الأب ميشيل طعمة،راعي كنيسة إخوتنا الروم الملكيين في عبلين، فإن لهذا الإعلان مرجعية عليا صادرة عن مجلس أساقفة الأراضي المقدسة وموقعة من سيادة المطران أبونا الياس شقور كلي الوقار في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2012. نحن نُـكِنّ لقدس الأب ميشيل طعمة محبةً خالصة ولا نشكك برجولته بتاتاً، وإنما وصفك لإعلانه بأنه "رجولي" يهدف للنيل من قرار المجلس الملي الأرثوذكسي أكثر منه لتبجيل قدس الأب ميشيل. إن قراراُ كالذي اتخذه المجلس الملي معارضاً به موقف الرئاسة الروحية للكنيسة الأرثوذكسية لهو الأجدر بأن يوصف بالرجولي!

أستاذي العزيز، أبواب كنيسة مار جريس للروم الأرثوذكس في عبلين ستكون مفتوحةً في الخامس والعشرين من كانون الأول 2012 وأنت مدعو للعودة إلى بيتك الأرثوذكسي لتشاركنا في بذل الجهود للضغط على رئاستنا الروحية  حتى تسعى نحو توحيد جوهري في الكنيسة. وأدعوك أيضاً لطرح تصوراتك العملية لكيفية التصرف، وعدم الاكتفاء بالانتقادات ورفع الشعارات، حتى نستطيع وضع إقتراحاتك على طاولة النقاش واتخاذ القرار بشأنها.

تعقيب الأستاذ زهير دعيم في قضية توحيد الأعياد من الخبر السابق

http://www.elgzal.com/news-1,N-7625.html