توما-سليمان: 
" ميزانية غير متوازنة جندريًا"
الحكومة اليمينية تفرض استمرار سياستها من خلال التسارع في إقرار الميزانية

" هذه الحكومة تعلم جيدًا أنّها في ضائقة ولكي تضمن إستمرار سياساتها الاقتصادية والاجتماعية للسنوات الثلاث القادمة قدمت اقتراح قانون ميزانية العام 2019 في وقت مبكر وغير مسبوق، بخلاف المتبع حيث يتم إقرار ميزانية الدولة في نهاية العام. السباق للمصادقة على الميزانية الذي تقوده الحكومة أثّر سلبًا على قدرتنا كممثلي جمهور وكمعارضة من القيام برقابة مفصلة لبنود الموازنة، ومنع بدوره من الوزارات بالقيام بمسح جندري للميزانيات وبإستخلاص العبر من المسوحات السابقة من أجل سد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين الرجال والنساء في تقسيمة الموارد"بهذه الكلمات افتتحت النائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة – القائمة المشتركة) ورئيسة اللجنة البرلمانية لمكانة المرأة والمساواة الجندرية اليوم (الاثنين) جلسة طارئة تناولت المسح الجندري لاقتراح قانون الميزانية للعام المقبل، بمشاركة مندوبين عن الوزارات وجمعيات مختلفة.وأضافت توما-سليمان في بداية حديثها " الهدف من اجراء المسح الجندري ليس التغني فقط أننا قمنا بالمسح، لا يكفي ان تقوم الوزارات المختلفة بإجراء المسح الجندري لميزانياتها طالما لا نقوم باستخلاص العبر وتطبيق التوصيات السابقة. المسح الجندري هدفه تكوين صورة حول عدم المساواة بين النساء والرجال في تقسيمة الموارد العامة وفي سلم الهرم الوظيفي والفجوات في الرواتب بين النساء والرجال ووضع خطوات عملية وخطط لسدّ الفجوات."واستعرض مركز المعلومات والأبحاث تقريرًا تم اعداده بطلب من توما-سليمان يتطرق للمسح لاقتراح الميزانية للعام 2019 الذي من المتوقع ان يتم اقراره بالقراءتين الثانية والثالثة الشهر المقبل. ويظهر من التقرير ان الوزارات المختلفة لم تجر مسحًا لكامل الموازنة، بخلاف القرار الحكومي، كما لم يجر مسح لأي من إضافات الميزانية. هذا وبحسب التقرير لإان غالبية الوزارات لم تقر ميزانيات من شأنها ان تساهم في سد الفجوات الجندرية التي تكشفت من المسوحات السابقة.واظهرت معطيات التقرير انه بالرغم من كون عدد النساء الموظفات في القطاع العام كبير الا انه فقط نسبة ضئيلة تشغل مراكز متقدمة من ناحية سلم الهرم الوظيفي. هذه المعطيات تؤثر بالضرورة على الفجوات الواسعة بين الرواتب التي تحصل عليها النساء مقارنة برواتب النوظفين الرجال، حتى في نفس درجة السلم الوظيفي. بحسب التقرير، فإنه أيضًا عندما تكون سنوات الخبرة لدى الموظفات مساوية او اكبر من سنوات الخبرة لدى الموظفين الرجال، فإنه هنالك فوارق في الرواتب.وأنتقدت توما-سليمان أن الوزارات المختلفة اجرت مسح للسنة المالية الحالية وليس للميزانية المقترحة للسنتين القادمتين واصفة أنه تلاعب غير مقبول، فبهذه الطريقة لا يمكن التأثير بشكل مجدٍ وفعال على الميزانيات التي يتم رصدها. كما وانتقدت توما-سليمان تغيّب مندوبين عن وزارة المساواة الاجتماعية والسلطة لرفع مكانة المرأة المؤتمنتين على تطبيق قرار الحكومة باجراء المسح الجندري للميزانيات، معتبرة ان هذا التغيّب يعكس مدى وعي الوزارة لجدوى المسح الجندري.وفي تلخيصها للجلسة قالت توما-سليمان أنها لطالما قالت أن ميزانية الدولة ليست عبارة عن ارقام فحسب، انما تعكس النوايا وسلم أولويات الحكومة. إقرار الميزانية بوقت مبكر بدون رقابة كافية يعني اننا سنتحمل سياسات الافقار وعدم المساواة على الأقل حتى عام 2020، لكنّها ستتابع عمل لجنة التوجية المعنية بالامر حتى نتمكن من التأثير على رصد الموارد والميزانيات.