تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
يتّضح يومًا بعد يوم أن زعيم الليكود بنيامين نتنياهو ماضٍ نحو تشكيل حكومة تهيمن عليها عقلية الميليشيات والعصابات. فوضع صلاحيات البوليس وما يسمى "حرس الحدود" (في الضفة الغربية المحتلة) وما يوصف بـ "تطوير الجليل والنقب" والتراث اليهودي بأيدي الكهانيين، هو إعلان خطير للجماهير العربية يستدعي الحذر والتحذير والاستعداد للآتي.
طبعًا نحن لا نعتبر أن أزعر الشوارع إيتمار بن غفير الذي يستعد ليصبح بمنصب وزير، هو أكثر خطورة من جنرالات حرب وضباط مخابرات سابقين تحولوا إلى وزراء. لكن تجميع صلاحيات محددة بأيدي قوى سياسية فاشية ممثلة بالتحالف المسمى "الصهيونية الدينية" يحمل خطورة مباشرة، لأن مركبات هذا التحالف تنظر وتعمل بعقلية الميليشيات. هكذا يتنظم أنصارها في شتى البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية المحتلة، وهذا ما رأيناه مرارًا من سلوكياتهم خلال مواجهات في المدن التاريخية.
ليست هذه مجرد إشارات على تدهور جديد نحو الحضيض الفاشي، بل هناك ما يشبه "خصخصة" صلاحيات البطش ونقلها لقوى تتحفظ منها وتنتقدها حتى أجزاء واسعة في المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية نفسها. هذه القوى تخطط وتتهيّأ للبطش والملاحقات من قلب الوزارات والمكاتب الحكومية وبغطاء حكومي وقانوني وبميزانيات ضخمة جدًا، بنفس العقلية والعقيدة المتعصبة التي عملت بها حين كانت ما زالت تعتبر على الهامش.
لذلك، يجب أن يكون الاستعداد كافيًا لشتى السيناريوهات الخطيرة التي تستهدف جماهيرنا العربية. والأداة الوحيدة التي تملكها هذه الجماهير هي النضال والكفاح والصمود والتصدي لكافة محاولات القمع والنهب والتضييق والتخويف والإرهاب. إن تجربة جماهيرنا عميقة مديدة عريقة في هذا الميدان، ويجب أن تفهم الرؤوس العنصرية المنفلتة خلف أوهام فوقيّتها أنها ستواجَه بمعركة كفاحية سياسية شعبية شرسة وحاسمة.
(نقلا عن موقع الاتحاد الالكتروني- https://www.alittihad44.com/)