الكتابة عن المسرح!  (1)

بقلم رياض خطيب شفاعمرو  

          ازمة نصوص ام تجاهل نقاد ؟!

المسرح هو لون اساسي من ألوان الابداع الفني والثقافي وقد سطر تاريخ الحضارة الانسانية الخالدة محطات شامخة في فن الابداع المسرحي من ناحية الكتابة او من ناحية الانتاج وذلك من بقايا المسارح التي تركت مجسمات لها خالدة حتى يومنا هذا

كانت نقطة الانطلاق بأثينا الاغريقية وتحولت الى تقليد سنوي لكل المناسبات الهامة وظهر مجموعة من الكتاب المسرحيين والتي ما زالت ابداعاتهم المسرحية تقدم حتى يومنا هذا ومنهم سفوكليس يوروبيدوس وغيرهم لأنها تحمل العمق التاريخي لفلسفة الحياة والصراع الازلي بين قوى الخير والشر حتى يومنا هذا وهنا وضع حجر الاساس لبناء مسرح مجسم والذي تحول الى طقس دوري يقوم بعرضة امام الجمهور مجسما بإداء تمثيلي له طقوس وقواعد محددة

وبطبيعة الحال تم انتقال المسرح من اثينا الى اقطار اخرى خارجها وما زالت اثار المسارح مخلفات الزمن الغابر في وطنا العربي سوريا ولبنان وفلسطين وغيرهم من اثار اغريقية ورومانية مسارح محفورة بالصخر تتحدى وتحكي لنا كل الحكاية من البداية الى النهاية لأنها كانت تجسد الوجه المشرق للحضارة الانسانية

من خلال مطالعاتي ومراقبتي  لواقع المسرح العربي خاصة والتي تتفاوت وتختلف من قطر الى اخر الا ان كل المؤشرات تدل على تراجع في فن الابداع المسرحي ربما يرجع ذلك الى ضعف الانتاج الادبي المسرحي العام بالوطن العربي مقارنة بحقبة الستينات زمن الناصرية بمصر التي كانت حقبة مميزة بتاريخ المسرح من ناحية نصوص وانتاج مسرحي متواصل بالإضافة الى عملية الترجمة الواسعة لمختلف الكتاب العالميين  وما زلت اذكر خلال دراستي لموضوع المسرح بجامعة تل ابيب بين سنوات 76 و79  اعتمدنا بمرجعينا على مجلة المسرح المصرية والتي كانت تحوي  مساحة واسعة من الدراسة والترجمة لمختلف كتاب المسرح العالميين  من مختلف المدارس والتيارات المسرحية بالإضافة الى انتاجات الكتاب العرب امثال توفيق الحكيم ويوسف ادريس وسعد الله ونوس وغيرهم

وهنا عندنا بالداخل الفلسطيني نشهد حركة نقد متصاعدة ومتقدمة جدا عبر ملحق صحيفة الاتحاد التي ما زالت متميزة على مستوى الصحافة العربية نلاحظ زيادة بالنقد الادبي ما زيادة في عدد النقاد خريجي المعاهد العليا في دراسة النقد الادبي وقد وصل البعض منهم الى العالمية من خلال رسالة النقد الادبي المحلي والعربي وبالذات ادب المعاناة الفلسطينية التي نشاء وترعرع تحت ظروف الاحتلال وممارساته الفاشية بالقضاء على نبض المقاومة والحرية

وما اردت ان أقوله من خلال هذا هو توجيه الدعوة الى هؤلاء النقاد والمبدعين من اجل توسيع دائرة المعرفة الثقافية والكتابة حول موضوع للمسرح بالرغم من انني اعرف بشحة الانتاج المسرحي والذي هو. بنظري لا يقل اهمية عن الانتاج في مجال القضة او الرواية او القصيدة من اجل رفع مستوى الوعي لدى جماهيرنا هناك نقص بالإنتاج المسرحي ولكن ممكن عن دخل مسح ونقد لإنتاجات مسرحية عالمية ان نشجع الكتاب المحليين نحو الكتابة للمسرح ونحو بأمس الحاجة الية لتكتمل دائرة الثقافة الادبية والتي هي بدورها تساعد على رفع سقف الوعي التي تحن بأمس الحاجة الية بهذا الوقت بالذات.

لقد قمت منذ سنة او ما يزيد قليلا بنشر مسرحية بشكل حلقات بملحق الاتحاد الادبي الثقافي تحت اسم نينار ومارد البحر الاعور اسعدني وافرحني ان تقوم الدكتورة جهينة خطيب ( وهي بنت اخي ) بكتابة ونشر نقد موضوعي جدا حول المسرحية وابعادها الثقافية والسياسية ولها كل الخير والشكر ولكن للأسف وحتى اليوم لم يتطرق اي من النقاد الى عالم المسرح بالرغم من انه في نفس العدد تجد ثلاث او اربع مقالات ادبية لعدد من الكتاب وهذا كلة يصب بخانة التقدم ومحاولة دفع المجتمع نحو المزيد من الوعي الحضاري  لا يوجد مانع ان يمتد عالم النقد ليصل الى عالم المسرح من اجل اكتمال الصورة الثقافية بأبهى صورها

 وفيما بعد سأحاول ان أقدم رؤية وليس نقدا بمعنى متكامل لإنتاج مسرحي فذ وخالد في تاريخ المسرح المعاصر هو المسرحي الالماني الثائر برتولد برخت.