تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
من آذار / لنيسان 2020
الحب في زمن الكورونا
" غوغل اللعين"
(5)
بقلم يوسف حيدر
قلت لكم وانا في البيجاما ..
انني انرت فانوسي .. فأتى رمضان .. فظننت نفسي ديك الصباح .. كل صباح يصيح .. ويظن بصياحه تشرق الشمس.
فابتداء من السادسة قبل موعد الإفطار بقليل فرضت الحكومة بقوانين طوارئها اغلاق الحوانيت والمخابز والمقاهي والملاهي واكشاك "الفخ فخينا" والفول والذرة .. واي حركة وضجيج يملأ شهر رمضان فغدت الزينة في الشوارع وحيدة باهتة بلا نفس وناس وبلا أطفال وبلا إحساس. فجاءنا رمضان هذه المرة منذ أكثر من ألف عام باهتا يشوبه الخوف وترقب المستقبل المجهول ففيروس الكورونا أصبح شيفرة العصر ولا يوافينا ويخبرنا بضحاياه القادمة .. هذا “القاتل الصامت" الآتي من مختبر مجهول لا أحد يعترف انه صنعه .. لا له سيرة ولا مسيرة وراثية ولا حس ولا نس من ابواق كشف المستور او من الاسرار المسكوت عنها.
وكنت اعشق قبلا لحن عطستها
وصرت ان عطست ينتابني الهلع
افر منها كما الغزلان من اسد
ما العمر بعثرة في الريح يا جدع
وكنت عاهدتها الا افارقها
لو مسها جرب او جاءها صلع
(منقول أيضا عن محمد حمدي غانم) وليس عن غوغل اللعين ..
وباستطاعتي بعد مراجعاتي الالكترونية ان اعترف امامكم انني طورت ثقافتي الافتراضية وصرت أصول واجول في الافتراض ..وعن بعد طبعا .. فمنذ اعلان " سرايا إسرائيل" بحجري القسري .. وانصياعي اللامحدود للتعليمات والتوجيهات ..وخوفا على .. فهي رؤومة رؤوفة على مواطنيها .. حتى "السوق ب "
عدلت عن كوني مستهلكا للثقافة فلا ارتياد للمسارح ولا للاحتفالات او للمهرجانات في الهواء الطلق او في القاعات او في ميادين بلادي لمشاهدة العروض والتفاعل معها .. فانطويت في بيتي وقفصي الاسمنتي اشاهد العروض ببث حي ومباشر. عروض السيد نتنياهو. فهو اليوم وبتسريع مقصود منه يريد إعادة الحياة لطبيعتها في إسرائيل (مع انها كل الوقت مش طبيعية) شفقة بالاقتصاد المنهار والمستقلين "والموفطليم" كما قالوا! بينما انا أقول كي ينتشر الفيروس الخطير مرة أخرى ويفرض حالة الطوارئ (حتى الآن فرض 70 امر نظام طوارئ وهذا رقم قياسي بسبب مرض فيروس الكورونا) وتؤجل محاكمته المتهم بها بالفساد وسوء استغلال السلطة مرة أخرى.
هذه لا ينشرها غوغل اللعين.
ولأنني من خريجي مدرسة التحليل الجدلي أقول: لماذا قل حبنا وحناننا لأولادنا؟
طبعا بسبب المجتمع الاستهلاكي الرأسمالي والانشغال بالأعمال والركض وراء الغنى او المستوى البرجوازي .. المقبول .. وهذا لم يجر بالتوازي مع فهم وتوسيع آفاق تكوين العائلة والتعامل مع أفرادها بأنفسنا. فأصبح اكلنا سريعا ولم نعد نطيق الجلوس مع فلذات اكبادنا فاستعضنا عن ادواتنا الروحية بغوغل اللعين وادواته الافتراضية العديدة والمغرية. والمطالبة كي يلهو بها اولادنا وأطفالنا بعيدا عن الحنان والعلاقة الإنسانية المباشرة فكان اهمال كبير في تربية الأولاد وارتباك فاضح في حماية مستقبلهم.
وهذه أيضا لا يعرفها غوغل اللعين.
غريب هذه السنة رمضان .. رغم انهم اغتصبوا فرحتنا ولمتنا وجمعتنا في رمضان .. الا ان من هذه الضارة هناك فائدة. اننا عدنا نشم روائح الطبيخ بحاراتنا مثل أيام زمان حينما كنا نشم رائحة الخبز الطازج وصواني المحمر من الخبازات ومن الافران "الكانت "* منتشرة في بيوتنا .. و"الكانت"* محور الخبز والطبخ والنفخ المنزلي .. والله الله على أيام زمان.
وهذه أيضا لا يحسها غوغل اللعين ..
وعلمت بعد تحرشي الالكتروني بغوغل ان هناك أسئلة لا يمكنك سؤالها لهذا اللعين .. مثلا لا تسأله عن خسارة الوزن .. مع اننا كسبنا وزنا زائدا لجلوسنا في البيت " محاصرين" بتعليمات وزارة الصحة والحكومة .. او مثلا لا تسأله عن كيفية صناعة قنبلة.. او كيفية ارتكاب جريمة .. او ما هي اعراض السرطان ..او من انا؟ في زمن الكورونا .. وفي قفصي الاسمنتي .. وعزلي عن بيئتي .. وحجري القسري اسمع يوميا عدد المصابين بالفيروس والذين ماتوا منه .. فانا ان مت (لا سمح الله) سأوصي الدافنين ان يبقوا يداي خارج الكفن .. إشارة على رحيلي وانا لا املك أي شيء.. مع ان اللعين من تعرفي عليه بدء يزاحمني .. على الحب .. ففيه تجد وتحصل على كل عبارات العشق والحب والرسومات والاغاني والاشعار فقط ما عليك الا تعليم الجملة والصاقها .. ثم ارسالها افتراضيا الى من تحب وتعشق .. وهذا افتراضيا !!
ومع كتابتي هذه السطور اقسمت قسمي الكبير والمهم انني سأبذل كل جهد في كيفية منعي غوغل اللعين من سرقة بياناتي بعد مماتي.. فانا أدين بدين الحب .. الحقيقي .. الباقي على طبيعته وبساطته بوسائله المباشرة وجها لوجه .. المليء بدموع الشوق واللوعة .. ولاعتراضي على الافتراضي .. سأقطف لكم حب اكثر .. في الباقي من مقالاتي القادمة..
وللحب بقية
(يتبع)