X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
04/05/2012 - 06:55:38 pm
قرى منسية في قضاء حيفا: صرفند بقلم:د. جوني منصور
مريم خطيب

ضم قضاء حيفا وفقًا للتقسيمات الإدارية من عهد الانتداب البريطاني عشرات القرى والمزارع والخرب. وعاش سكانها حياة هادئة معتمدين في مصادر رزقهم على الزراعة ورعاية المواشي، وبعض منهم، وخاصة القاطنين قريبًا من البحر، اعتمدوا على صيد السمك. وتميّزت القرية بزراعة الحبوب، وخاصة الشعير والقمح، وتربية النحل لإنتاج العسل منه. ولما طرأت تحولات اقتصادية على حيفا، انتقل مئات من شباب هذه القرى للعمل في مرافق حيفا الاقتصادية، وفي مقدمتها منشأة الميناء والمنطقة الصناعية وسكك الحديد، ومنهم من توظف في دوائر الحكومة المختلفة أو في شركات خاصة وفي قطاع التعليم.

وفي عام 1948 أبادت اسرائيل معظم قرى القضاء، ومحت مبانيها ومعالمها عن وجه الأرض، ونفذت أبشع تطهير عرقي لسكانها، بحيث هجرتهم عن مواطنهم وقراهم وأراضيهم وبيئتهم الطبيعية التي عاشوا فيها منذ فجر التاريخ. ولم تكتف بما فعلته من آثام، بل قامت بتأسيس مستوطنات على الأراضي التي نهبتها وسلبتها، ووطنت فيها مهاجرين من مختلف أنحاء العالم. وأكثر من ذلك، سعت إلى منع عودة اصحاب البلاد الأصلانيين إلى قراهم وأملاكهم بسعيها إلى سن قوانين جائرة للحيلولة دون تحقيق حق العودة.

ولم يبقَ من قرى القضاء إلا بعض المباني فيها، وخاصّة عدد قليل من المساجد والكنائس والمقامات وبيوت تستخدم حاليا كمخازن أو حظائر.

وسنحاول في مقالتنا هذه التعرف على عدد من هذه القرى:



صرفند:

وهي قرية تبعد 25 كم إلى الجنوب من مدينة حيفا. وكان يمر في أراضيها خط سكة حديد القنطرة (مصر) – حيفا(فلسطين). وقُدّرَ عدد سكانها في نهاية الانتداب البريطاني بحوالي 330 نسمة. وتكثر في أراضي القرية الآثار القديمة، ومن أبرزها: مدافن ومقابر وفخاريات وغيرها، تشهد على وجود حضارة قديمة فاعلة وناشطة في هذه المنطقة حصريًا.

كان في القرية مسجد بني في أواخر العهد العثماني. وقامت اسرائيل بتدميره في مطلع القرن الحادي والعشرين، بحيث لم يبق منه آثر. واشارت سجلات المحكمة الشرعية الاسلامية لمدينة حيفا إلى وجود مقام لأحد أولياء القرية باسم الحاج أحمد بن عبدالله المصري. وكان اهالي القرية يقدمون له النذور في ايام متفرقة على مدار السنة معتقدين أنه يشفع لهم.

وتولى الإمامة في القرية الشيخ عبد السلام في نهاية الفترة العثمانية، وكان شخصية مقبولة في قريته، وله مكانة اجتماعية محترمة في القرى المجاورة.

ومن مخاتير القرية الذين اشرفوا على إدارة شؤونها، وتمثيل مواطنيها أمام السلطات سواء في الفترة العثمانية أو الانتدابية، الشيخ محمد بن احمد أبو السمك، والشيخ مصطفى الحسن، وداود بن محمود الطه الغجري(يقال إن أصله من الغجر، أي من المجموعة السكانية التي تعود بأصولها إلى مناطق في وسط آسيا). وتولى المخترة أيضا في وقت لاحق الشيخ العبد يعقوب بن أحمد اليعقوب والشيخ مصطفى بن حسن المصطفى.

أما بالنسبة للتعليم في القرية، فلم تؤسس فيها مدرسة لا في العهد العثماني ولا في عهد الانتداب. أما الراغبين في التعليم فكانوا يتوجهون مشيا على الأقدام إلى قرية اجزم او عين غزال القريبتين من القرية.

وامتلك سكان صرفند حوالي 5400 دونما، منها زراعية ومنها شجرية، والباقي مراع للمواشي التي كانت متوفرة بكثرة فيها.

ومن أبرز عائلات قرية صرفند: أبو السمك، أبو اصبع، الأسعد، أبو عثمان، الحسن، الداود، الزيادي، الشلبي، الطاه، الصالح، العباس، الاغجري، القدورة، السمعود، المحمود، النعمة، الياسين، اليحيى، اليوسف، اليعقوب.

ومن اسماء المواقع المشهورة في هذه القرية: أرض السريسة، أرض الخضيرة، أرض العين، أرض الحنو، أرض الزند، أرض مارس العبد، أرض الجرم، وغيرها.

ولما ضاقت الحياة بعدد من أهالي القرية قاموا ببيع مساحات منها، أو كلها لتجار وسماسرة أراضي ومشترين من خارج القرية. وكان مصير هذه الأراضي أن تسربت بواسطة هؤلاء السماسرة إلى الشركات الاستيطانية اليهودية التي رأت في أراضي قرية الصرفند لقمة سائغة لبناء مشروعها الاستيطاني الساعي إلى بناء تواصل جغرافي بين أراضي الساحل الفلسطيني التي تعتبر من أثمن الأراضي ثمنًا وقيمة جغرافية وسياسية مستقبلية.

وكان مهندس في القضاء زمن الفترة العثمانية باسم أمين أفندي عبد النور قد باع أراض اشتراها من أهالي القرية إلى رفعت وسليمان واسعد أولاد عبد اللطيف الصلاح(احد كبار وجهاء حيفا في العهد العثماني).

ووقعت القرية تحت الاحتلال الاسرائيلي خلال عملية شوتير في 16 تموز عام 1948، وقامت باحتلالها وحدات من لوائي كرملي والكسندروني وسلاح البحرية. وكانت سفن سلاح البحرية الاسرائيلي قد قامت بقصف القرية بمدفعيتها من جهة البحر لدب الرعب والهلع في نفوس السكان، تمهيدًا لانقضاض وحدات الجيش البرية على القرية وطرد سكانها. ثم اقتحمت فرقة من الجنود اليهود القرية وهددت سكانها بأن يتركوها، وإلا فسيلحقهم الأذى والضرر. ونفذ اليهود مذبحة جماعية بحق 11 شابا من اهالي القرية وقرى اخرى أحضروهم إلى ساحة صرفند، وأطلقوا عليهم النار الحي وأردوهم قتلى، وهذا كان أسلوب المنظمات العسكرية اليهودية في الإبادة وإثارة الفزع بالباقين، وبالتالي دفع السكان إلى ترك بيوتهم كما هي.

أما المهجرون عن صرفند، فتحولوا إلى لاجئين منتشرين في مخيمات اليرموك ونهر البارد والرمل في اللاذقية(سوريا)، ومخيم إربد(الأردن).

وأُقيمت على أراضي القرية عدة مستعمرات، منها: تسروفا وجيفاع هكرمل. كما أن مستوطنة نافي يام طالبت بحصة من الأراضي ليكون لها مزيدًا منها لتطوير مشاريعها الاستثمارية. واستولت هذه المستوطنات على معظم أراضي القرية وتستخدمها إلى يومنا هذا لأغراض ربحية، رافضين الاعتراف بحق أبناء هذه القرى الشرعي.













Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت